اسطنبول، تركيا، 15 نوفمبر 2013، (حازم داكل، أخبار الآن) – 

قال رئيس الإئتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا خلال لقاء خاص أجراه مراسلنا حازم داكل في اسطنبول، إن الإئتلاف طالب الشهر الماضي في لندن بممرات إنسانية آمنة والبدء فيها بشكل مباشر. واضاف: “أعتقد بأننا نقلنا الرسالة بشكل واضح، من الصعب أن نذهب إلى جنيف والكثير من المناطق في سوريا لا يدخل إليها الغذاء و الدواء، وخاصة أن المجتمع الدولي تمكن من نزع السلاح الكيماوي، فهل هو غير قادر على توصيل وتوفير ممرات آمنة للداخل، وهذا كان من أحد المطالب التي غيرت من رأينا بالذهاب إلى جنيف، ومن المطالب أيضا هي قضية المعتقلين والمعتقلات، الكثير من المعتقلات يحتجزهم النظام بحجة فرار زوجها أو ابنها.

ويؤكد الجربا: “الهدف من التفاوض هو رحيل الأسد، الثورة ستبقي في حال لم ترحل تلك العائلة الفاسدة، وتُنْشَأ حكومة انتقالية وجسم رئاسي من غير الأسد وهذا الأمر مفروغ منه”. “الثورة السورية خرجت من غير مساعدة أحد، المجتمع الغربي وقف مع المعارضة سياسيا، لم يقف على المستوى العسكري؛ وعلى المستوى الإغاثي لم يقدم المجتمع الدولي الكثير، نحن نتمنى أن يُقَدَم الشيء الحقيقي للشعب السوري، هناك بعض الأشقاء قدموا وما زالوا يقدمون وكل الشكر لهم.

فيما يتعلق بالحكومة المؤقتة قال الجربا: “بالطبع المجلس الوطني الكردي بعد دخوله إلى الإئتلاف الوطني السوري، سيذهب معنا إلى جنيف في حال تمت الموافقة على المشاركة، وهذا الموضوع تمت الموافقة عليه مسبقا، ودخوله إلى الائتلاف خطوة كبيرة جدا لتعزيز وتوحيد المعارضة. منذ تأسيس الإئتلاف الوطني السوري كان هناك نية لإيجاد حكومة مؤقتة من أجل إدارة المناطق المحررة، تدير الزراعة والصناعة والنفط وغيرها من الخدميات، يجب على هذه الحكومة أن تُقْنعَ الشعب السوري أنها قادرة على إدارة المناطق المحررة، وليست لدينا أي وعود من الأصدقاء أو الدول لدعم تلك الحكومة”.

وبالحديث عن الجماعات المتشددة التي تقاتل في سوريا قال الجربا: “هذه القوى تتشكل من نوعين، نوع على علاقة مع النظام السوري، وكان النظام يرسلهم إلى العراق، وهؤلاء مرفوضون لدينا تماما، وهم من العناصر المتطرفة وكانوا مسجونون في سجون النظام، وهم الآن تحت إشراف المخابرات السورية، النوع الآخر أتوا من عدة دول عربية وأجنبية، دخلوا للجهاد و نيتهم عقائدية، ولكنهم أضروا بالثورة، و أخذوا الثورة إلى مسار آخر تماما، ونحن لسنا معهم ولا نقبلهم، نحن نحاول بالحجة والبرهان أن نقنعهم، ولكن في حال أصروا على تكفير الناس وقتها لكل حادث حديث.

أما عن تجاوزات داعش قال الجربا: :موقفنا من داعش معروف لدى الجميع، داعش منظمة متطرفة وتكفيرية، في كثير من الأماكن كانت تقاتل الجيش الحر، وأنا باعتقادي بأن أي شخص يأتي إلى المناطق المحررة ولديه أجندة معينة يريد تطبيقها، هو ليس مع الثورة بل ضدها، ونحن نرفضهم رفضا قاطعا، وعن كيفية حماية الشعب السوري، فـ بإرادة الثوار ستتحجم هذه المنظمة التكفيرية؛ في الشهور القادمة ستنتهي والسبب، بأنه لم يعد لها أي حاضنة شعبية”.

أخبار الآن: الغرب يتفاوض مع إيران ويحاول الوصول إلى اتفاق، هل هذا سيكون على حساب الملف السوري ؟

الجربا: “إيران تحاول أن تظهر نفسها بأنها شرطة المنطقة، وتحاول أن تبرهن للولايات المتحدة الأمريكية مدى قوتها، نحن بدورنا لا ننكر الوجود الإيراني في سوريا، وإحدى الأوراق التي كانت تلعب بها إيران مع الغرب هي سوريا، الآن نجاح الثورة السورية، هو كسر المحور الإيراني، الثورة السورية ستبقى مستمرة، والاتفاق بين الغرب وإيران سيكون على الملف النووي وليس على سوريا”.

وعن الدليل على التدخل الإيراني في سوريا يقول الجربا: “هذا الشيء لم يصبح سرا، قاسم سليماني والضباط الإيرانيين هم من يديرون العمليات في الفرقة الرابعة في دمشق، الضباط السوريون لا يعلمون شيء، أما بالنسبة لحزب الله فهو دخل على أرض المعركة باعترافه، وقال إنه بنفسه سيقاتل في سوريا”.

كما تحدث الجربا ايضا عن معضلة جوازات السفر للسوريين في الخارج، فيقول: “جوازات السفر باتت مشكلة لدى السوريين، نحن لدينا سفارة في قطر، وهي التي حصلت على الاعتراف، هناك وعود من الدول المجاورة ، أن تتفعل وتعتمد تلك السفارة حتى تصدر جوازات سفر للسوريين، ولكن يجب على هذه الدول أن توافق على ذلك، وبالأخص الدول الخليجية”.

الجربا تحدث كذلك عن خطر هجرة السوريين: “الهجرة غير الشرعية للسوريين ومقتلهم في البحر هو أمر أقلق الإئتلاف الوطني السوري، أنا دائما كنت أقول للوزراء الغربيين بأن هذا الأمر هو أمر إنساني، السوريون ركبوا الخطر في سبيل الهرب من العذاب والقصف والاعتقال في سوريا، أنا تحدثت مع عدد من الوزراء الأوروبيين بأن يتم النظر إلى تلك الهجرة بعين العطف والإنسانية، هم أعطوا عددا معينا لاستقبال السوريين.

كلمة أخيرة للشعب السوري، المعركة طالت ولكن تريد القليل من الصبر، باعتقادي أن الأمور وصلت إلى الحلقات الأخيرة من هذا المسلسل الدموي.