ريف إدلب، سوريا 7 نوفمبر 2013، (علي أبو المجد، أخبار الآن)

اطلق الأطفال شراة الثورة في سوريا فكان لا بد لهم ان يدفعو الفاتورة الاكبر دون ان يدركو ذلك. وبعد مرور نحو ثلاث سنوات لم تمنع الحرب التي يشنها النظام بعض المدارس الابتدائية من ان تفتح ابوابها لاستقبال الطلاب ولو بأعداد قليلة وخاصة عندما ايقن الجميع وخاصة الاهل والمدرسين ان اغلاق المدارس سيضر بمستقبل الاطفال.

يقول أحد المدرسين: “إن التعليم في المرحلة الابتدائية هو الأهم في حياة الطالب، إذ تعد هذه المرحلة اللبنة الاساسية في حياته التعليمية وحرصا منا على بناء جيل واع، لجأنا بالتعاون مع الاهالي لفتح المدارس واعادة ترميم فكر الطالب على الرغم من اننا قد نتعرض لأي قذيفة في اي لحظة”.

استطاع الطاقم التدريسي في ريف ادلب التقدم خطوة الى الامام في هذا المجال ولكن ماكان متوقعا اصبح حقيقة فنقص المستوى التعليمي للطلاب وانخفاض التحصيل هما مشكلتان تعاني منهما جميع المدارس في هذه المناطق وما لفت انتباهنا اثناء زيارتنا لاحدى هذه المدارس هو ان المدرسين لا يقومون بتعليم الطلاب وفق منهاج محدد انما يقتصر تعليمهم على احرف اللغة العربية وبعض القواعد البسيطة وأداب الحياة اليومية وهذا ماشاهدناه من الصف الاول الإبتدائي حتى الصف الرابع.

يقول المدرس ابو رشيد الذي يعلم طلاب المرحلة الإبتدائية: “قام النظام بتوزيع حقائب مدرسية مجانا مع قرطاسية للطلاب في المدارس ضمن المناطق التى يسيطر عليها، وعندما ذهب المدير للمطالبة بحق الطلاب في ذلك قيل له هذه ليست لطلابكم ونحن في هذه المدرسة لم يصلنا ولو حتى كتاب واحد لتوزيعه على الطلاب، والطلاب من دون كتب حتى الان ولا نعلم الى متى”. ويتابع المدرس ابو رشيد القول: “لم اكن اتوقع ان ارى طلابًا في الصف الثالث والرابع يخطئون في قرائة وكتابة احرف اللغة العربية وهذا ما دفعنا إلى تدريسهم منهاج الصف الاول”.

في بعض الاحيان ما يمكن ملاحظته هو انك تجد طلابًا من المفتروض ان يكونوا في الصف الثالث وهذا العام تم تسجيلهم في الصف الاول وهذه ايضا مشكلة اخرى تضاف الى ما سبق من صعوبات تواجه تعليم الأطفال في سوريا.