دمشق، سوريا، 6 نوفمبر، (محمد صلاح الدين، أخبار الآن)

يقوم نظام الأسد في الآونة الأخيرة باتخاذ خطوات حثيثة لكسب القدر الأكبر من الشعب السوري لا سيما في دمشق وريفها -محط أنظار المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة- حيث يقبع قرابة مليونين من سكان الغوطتين وأحياء جنوب دمشق تحت وطأة الحصار الذي يطبق عليهم ويقتلهم وأطفالهم جوعاً ومرضاً وقصفاً.

آخر تلك الخطوات تمثلت بمفاوضاته المباشرة مع وجهاء أهالي عدد من بلدات الريف الدمشقي لتسليم من يصفهم بالإرهابيين للجهات المختصة لتسوية أوضاعهم واستعادة نفوذه داخل تلك البلدات عبر نشر الحواجز العسكرية فيها مجدداً مقابل تأمين مستلزمات الحياة من ماء وكهرباء وغذاء ووقود وإيقاف القصف.

وبعد فشل هذه المحاولات في قدسيا والمليحة وزبدين بادر نظام الأسد إلى إرسال دعوات رسمية وأخرى غير رسمية لمن أسماهم نظام الأسد “الشرفاء” لمغادرة المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش الحر في ضواحي دمشق والتوجه إلى دمشق حيث يقدم النظام تسهيلاتٍ جمّة للقاطنين في مناطق سيطرته في قلب العاصمة دمشق.


ولعلّ آخر تلك التسهيلات ما يتعلق بالحياة اليومية للمواطن السوري الذي يعاني الأمرين جراء الأزمة الاقتصادية التي عصفت باقتصاد السوق السورية والتي طالت تأثيراتها بشكل أساسي الحالة الاقتصادية الهشة اساساً للمواطن، إذ سعى النظام إلى كسب التأييد الشعبي له من خلال تخفيض أسعار المواد الأساسية بدءاً من الخبز الذي باتت أفرانه في العاصمة تبيع الربطة الواحدة ب 10 ليرات سورية في حين يحرم سكان المناطق المحاصرة منه بشكل كامل.

كما خفّض من سعر البنزين والمازوت بنسبة 50% ليباع الليتر ب 50 ليرة للبنزين و25 ليرة للمازوت في وقت توقفت فيه معظم الآليات في المناطق المحاصرة بسبب شح هاتين المادتين وارتفاع سعريهما الذي ارتفع قرابة الاربعين ضعفاً.

وبحسب مصدر خاص بأخبار الآن مقرّب من نظام الأسد فإنّ هذه الخطوة تأتي ضمن سلسة من الأعمال التي يقوم بها النظام على الصعيدين العسكري والسياسي لكسب أكبر قدر من الشرعية قبل المشاركة في مؤتمر جنيف 2 من خلال كسب مساحات أكبر على الأرض عبر العمليات العسكرية المستمرة التي ينفذها النظام مدعوماً بأعداد ليست بالقليلة من مقاتلي حزب الله اللبناني والعراقي والمرتزقة الشيعة إضافةً إلى استعادة الحاضن الشعبي ولو كان الأمر شكلياً عبر تواجد أعداد كبيرة من السكان في المناطق التي يسيطر عليها في قلب العاصمة .