تونس ، 02 نوفمبر 2013 ، اف ب 
 
لم تتمكن المعارضة وحكومة النهضة في تونس من التوصل إلى اتفاق بشأن تسمية رئيس وزراء مستقل لتسيير المرحلة المقبلة في البلاد ، وذلك خلال المشاورات الجارية اليوم برعاية الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أعلن أن الطبقة السياسية قررت تشكيل لجنة جديدة للمفاوضات في محاولة لفرز المرشحين المتنافسين من اجل تشكيل حكومة مستقلين.
ويرعى الاتحاد منذ الجمعة الماضي أول مفاوضات مباشرة بين المعارضة وحركة النهضة على اساس “خارطة طريق” طرحها في 17 ايلول/سبتمبر الماضي بهدف إخراج البلاد من الازمة السياسية.
             
وستضم هذه اللجنة التي يفترض ان تجتمع في موعد لم يحدد السبت رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر وزعيم حزب النهضة راشد الغنوشي والمعارضين الباجي قائد السبسي واحمد نجيب الشابي واحمد ابراهيم وهمة حمامي وكامل مرجان الوزير السابق في عهد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
             
             
وقالت الصحف ان النهضة وحليفها اليساري التكتل يدعمان المستيري بينما يدعم الجزء الاكبر من المعارضة الناصر.
وبعيد الظهر، اعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، ابرز وسيط في الازمة، وقف المفاوضات حتى الساعة 15,30 ت غ (16,30 بالتوقيت المحلي) للسماح باجراء “مشاورات”.
             
وقال المسؤول الكبير في حزب النهضة عامر العريض “لم نتوصل الى تفاهم لكننا نتجه اليه”.
             
ويفترض ان يؤدي الحوار الذي بدأ قبل اسبوع الى تعيين شخصية تتولى رئاسة الحكومة خلفا لعلي العريض وتقود تونس الى الانتخابات.
             
لكن العريض اشترط لرحيله تطبيق برنامج المفاوضات بدقة. وينص هذا البرنامج على سن قانون انتخابي ووضع برنامج انتخابي واطلاق عملية تبني الدستور الذي تجري صياغته منذ سنتين.
             
ويفترض الا تتم استقالته رسميا قبل منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.
             
وتاخر تطبيق الجدول الزمني للمفاوضات على جبهة اخرى هي انتخاب اعضاء اللجنة الانتخابية المقبلة من قبل المجلس التاسيسي والذي كان متوقعا في الاساس السبت.
             
وابلغت محكمة ادارية المجلس التاسيسي انه يتعين عليه انتظار صدور القانون الذي يقضي بتشكيل هذه الهيئة ونشره في الجريدة الرسمية قبل البدء باختيار اعضائها.
واندلعت هذه الازمة اثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو 2013، وقد ازدادت تأججا بعد قتل سلفيين مسلحين عناصر من الجيش والامن، وتفجير انتحاري نفسه الاربعاء امام فندق في ولاية سوسة السياحية (وسط شرق).
             
والسبت الماضي اعلن حسين العباسي الامين العام للمركزية النقابية بدء العد التنازلي لتطبيق “خارطة الطريق” التي طرحها في 17 أيلول/سبتمبر الماضي اتحاد الشغل، واتحاد ارباب العمل (أوتيكا) وعمادة المحامين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان .
             
وتنص خارطة الطريق التي قبلت بها المعارضة وحركة النهضة، على تقديم رئيس الحكومة الحالي على العريض استقالة حكومته “في أجل أقصاه ثلاثة أسابيع من تاريخ الجلسة الأولى للحوار الوطني (المفاوضات المباشرة)” على أن تحل محلها “حكومة كفاءات ترأسها شخصية وطنية مستقلة لا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة”.
             
كما تنص على تشكيل “الهيئة العليا المستقلة للانتخابات” التي ستتولى تنظيم الانتخابات العامة القادمة “في أجل أسبوع واحد” من تاريخ الجلسة الاولى للمفاوضات وإصدار قانون انتخابي “في أجل أسبوعين” من تاريخ الجلسة الاولى للمفاوضات و”تحديد (تاريخ) المواعيد الانتخابية في أجل اسبوعين من إنهاء تركيز هيئة الانتخابات”.
             
ويتعين بحسب الخارطة أن يصادق المجلس التاسيسي على الدستور الجديد لتونس “في أجل أقصاه أربعة أسابيع (من تاريخ الجلسة الاولى للمفاوضات) بالاستعانة بلجنة خبراء تتولى دعم وتسريع أعمال إنهائه وجوبا في الأجل المشار إليه”.
             
من جهة اخرى، تبادلت قوات الامن التونسية الجمعة إطلاق النار مع “مجموعة إرهابية مسلحة” متحصنة في جبل الحمراء بمعتمدية السبالة في ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) بحسب ما أبلغ مسؤول أمني مراسل فرانس برس.
             
وقال المصدر ان “عناصر من الجيش والحرس الوطني تحاصر منذ العصر مجموعة +ارهابية+ مسلحة في جبل الحمراء، وقد جرى تبادل لإطلاق النار”.
             
ودفعت السلطات بتعزيزات كبيرة من قوات الامن والجيش والمدرعات الى المنطقة التي حلقت في أجوائها مروحية عسكرية لتعقب المسلحين.