معرشورين، ريف إدلب، سوريا، 29 أكتوبر، محمد الدغيم، أخبار الآن
في سوريا تختلف الأضرار النفسية التي يعانيها كثير من الأطفال وتتنوّع أعراضها، ربما بالتوازي مع ما عايشوه من عنف وآلام , فضلاً عن الأضرار الجسدية التي يعانيها الاطفال ايضا جراء القصف المستمر على المدن السورية , أحمد الأبرش أحد اطفال بلدة معرشورين في ريف إدلب يحاول مساعدة أهلها في تقديم المال لآسرته لكن أحمد وقع ضحية في سبيل لقمة العيش .
مجموعة من الفتيان من بلدة معرشورين في ريف ادلب المجاورة لمعسكر وادي الضيف يحاولون مساعدة أهلهم في تقديم المال لأسرهم لكن أحمد وقع ضحية في سبيل لقمة العيش.
يقول أحمد الأبرش أحد اطفال بلدة معرشورين في ريف إدلب: ” كنا متعودين نطلع بعد العصر نحوش شفلح (نوع من النبات) ونجمع الشفلح ونروح نبيعوا، نجمع حقه ونعطيه لأهلنا نشتري فيه غراض. مرة من المرات شافونا الجيش ضربوا علينا قذايف تصاوبت وانقطعت رجلي والتانية انكسرت. كنت قبل اطلع على المدرسة اتمشى نلعب بالطابة اي هلق ماعاد في لا مدرسة ولا بحسن امشي أنا بتمنى ركب طرف صناعي مشان عوض شيء من الي فقدتوا مشان احسن فوت واطلع مشان محد يعاوني واقدر فوت واطلع”.
مازال نزيف الدم السوري يتواصل ، وما زالت فصول المأساة الإنسانية الكبرى والكارثة البشرية المروعة تكتب على أرض سوريا الطاهرة ، وفي قلب تلك المأساة الإنسانية المروعة ، يعيش أطفال سوريا ، هؤلاء الصغار الأبرياء ، يرون الموت بأعينهم ، وتمر أمامهم مشاهد القتل والذبح والمجازر ، وليت الأمر يقف عند ذلك ، فمأساة أطفال سوريا أكبر من ذلك بكثير ، فقد الأطفال أسرهم وضاعت بيوتهم وفقدوا الأمن والأمان ، وتقطعت بهم السبل داخل سوريا وخارجها في مخيمات اللاجئين ، وفقد الأطفال مدارسهم ومستقبلهم التعليمي ، كما فقدوا صحتهم وانتشرت بينهم الأمراض الجسدية والنفسية ، وعانوا من قلة الغذاء والدواء والكساء ، وعاشوا وما زالوا في ظروف غير إنسانية ، ولم تقتصر معاناة الأطفال على ما سبق فقط ، فقد تم استغلالهم وتجنيدهم .
وقد سلط تقرير منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية الصادرة مؤخرا الضوء على حجم المعاناة والمأساة والكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الأطفال ، واستعرض تقرير المنظمة الدولية الصادر بعنوان “الطفولة تحت النار” ، ظروف الأطفال السوريين الذين يعيشون في ظروف الحرب ، والذين تركوا لمصيرهم في مواجهة الموت والألم ، بدون أية مساعدة ، لافتا أن عدد الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الظروف يتجاوز ٢ مليون طفل .