دمشق، سوريا، 29 اكتوبر 2013، أخبار الآن

قال مراسلنا  محمد صلاح الدين “سياسة التجويع .. هي اسلوب عمل ممنهج ينتهجه النظام منذ عام تقريبا  ضد الأهالي في المناطق المحررة لكنه أخذ يأخذ طابعاً أشد قسوة في الأشهر الثلاثة الماضية بدءاً من المعضمية وداريا مرورا باحياء جنوب العاصمة والغوطة الشرقية ومؤخرا في قدسيا … يعتمد النظام في هذا الاسلوب حصار المناطق الخارجة عن سيطرته بشكل تام وإغلاق جميع المنافذ المؤدية لهذه المناطق عبر الحواجز او القناصين او الكمائن التي تعترض طريق من يحاول فتح ثغرة وايصال شيء من الغذاء او الدواء اليها ..

قبل عدة أشهر وعندما حرم النظام أهالي المناطق المحررة من الطحين بشكل اساسي اضافة لحليب وأغذية الأطفال ومواد أساسية أخرى القت مروحياته منشورات كتب عليها الولاء مقابل الغذاء وحاول من خلال هذه السياسة ضرب الحاضن الشعبي للثورة والجيش الحر من خلال الايحاء لهم بأن سبب المعاناة هو وجود الثوار في مناطقهم وبالتالي وضع الثوار في موقف محرج وسط عجزهم عن تأمين جميع المستلزمات للأهالي المحاصرين .. 

ومع تضييق الخناق بشكل كامل بدأت آثار هذه السياسة تتضح في المناطق المحررة التي عانت من الجوع  ومن غلاء الأسعار الفاحش بالنسبة للمواد القليلة التي يمكن تأمينها بطريقة أو بـأخرى ..

على سبيل المثال وصل سعر الطحين لاكثر من الفي ليرة في المعضمية مع انعدامه في جنوب دمشق وسجلت عدة حالات وفاة لاطفال ومراهقين نتيجة الجوع في معضمية الشام وجنوب دمشق خصوصا وهو ما دفع بالصليب الاحمر ومنظمات حقوقية الى إثارة الموضوع دوليا لاجبار نظام الاسد على فتح ممر آمن للمدنين وللمساعدات التي يحتاجونها فكما هو معلوم فإن القانون الدولي يحرم تجويع المدنين في الحروب وهو ما لم يلتزم به بشار الأسد وسط عجز المجتمع الدولي عن إلجامه.

قبل عدة ايام خرج عدد من اهالي المعضمية وداريا من قلب الحصار بوساطة الصليب الاحمر واليوم خرج دفعة أخرى قدرت بأقل من الف ولكن لا يزال في المعضمية قرابة 7500 مدني وفي داريا مثلهم اضافة لحوالي 600 الف في احياء العاصمة الجنوبية ومليون ومئتي الف في الغوطة الشرقية وحوالي 100 الف لايزالون في قدسيا اي ان حوالي مليوني انسان في دمشق وريفها فقط  يعانون الجوع والحصار اضافة للقصف المستمر الذي يستهدف ارزاقهم وبيوتهم..

فيما يخص الفتوى ربما تكون رمزية أكثر مما هي عليه حالة اضطرارية .. الجميع يعاني هناك ولكن حسب النشطاء الموجودين على الأرض فإن الحال لم يصل الى أكل القطط وان حصل فعلى نطاق ضيق جدا لا يرقى لأن يأخذ صفة التعميم .. “