ليبيا، 28 اكتوبر 2013، وكالات
اعلنت غرفة عمليات ثوار ليبيا الاثنين ان الثوار السابقين المنضوين تحت امرتها والذين كان لهم الدور الاساسي بالاطاحة بنظام معمر القذافي، سيعودون لفرض الامن في مدينة بنغازي ابتداء من صباح الاثنين.
وقال المكتب الاعلامي للغرفة في بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه انه تم الاتفاق اثر اجتماع لقادة الثوار على “نزول قوة عسكرية وامنية استخباراتية من الثوار الحقيقيين من الذين قاتلوا في الجبهات وامنوا المدن ابان حرب التحرير لتامين مدينة بنغازي التي شهدت الاشهر الماضية عمليات اغتيال لقادة امنيين وعسكريين “.
واضاف البيان ان ذلك سيتم “بالتنسيق مع الاجهزة الامنية والنيابة العامة ومكتب المحامى العام وسيكون الثوار المسؤولون عن التامين بزي موحد وشعار موحد تحت مسمى غرفة عمليات ثوار ليبيا، وان انتشار القوة سيكون بداخل المدينة وضواحيها”.
وخلت مدينة بنغازي من الثوار عقب هجوم عدد من المتظاهرين على مقرات قوات دروع ليبيا المنضوية تحت رئاسة الاركان العامة والمتكونة من الثوار في الثامن من حزيران/يونيو السابق، ما ادى في حينه الى سقوط قرابة 50 قتيلا من الطرفين.
ومنذ ذلك الحين ازداد الفراغ الامني في المدينة التي عادة ما تشهد مشاكل امنية من خلال استهداف الاماكن العامة واغتيال عدد من الشخصيات البارزة ابرزها ضباط الجيش.
وكلف نوري بوسهمين رئيس المؤتمر الوطني العام اعلى سلطة تشريعية في البلاد غرفة عمليات ثوار ليبيا بتامين طرابلس في مطلع الشهر، لكن هذا التكليف سرعان ما حصد انتقادات واسعة من شرائح الشعب وذلك بعد اختطاف رئيس الحكومة المؤقتة لساعات واتهامه للغرفة بالوقوف وراء العملية رغم نفيها لذلك.
الا ان هذه العودة حاليا الى بنغازي تمت بموافقة السلطات السياسية الرسمية في البلاد واثر دعوات بهذا الصدد صدرت عن بعض منظمات المجتمع المدني
وفي السياق ذاته اكد العقيد ميلود الزوي الناطق باسم القوات الخاصة ابرز وحدات غرفة العمليات الامنية المشتركة لتامين مدينة بنغازي ان المدينة شهدت صباح الاحد انتشارا واسعا لعناصر امنية من قوات الصاعقة والقوات الخاصة التابعة للجيش النظامي في مختلف مداخل ومخارج المدينة بهدف تامينها بعد حالة الانفلات الامني التي شهدتها مؤخرا.
وقال الزوي “ان خروج القوات الخاصة لتامين المدينة جاء استجابة لطلب عدد من وجهاء واعيان المدينة الذين طالبوا بضرورة نزول القوات الخاصة والاشراف المباشر على تامين مداخل ومخارج المدينة وحماية المقرات الحيوية وبسط سيطرتها للحد من عمليات الاغتيالات والتفجيرات المستمرة والمتواصلة التي تشهدها المدينة منذ عدة اشهر”.
وتتكون غرفة العمليات الامنية المشتركة لتامين مدينة بنغازي من القوات الخاصة في الصاعقة والمظلات ومختلف وحدات الجيش والشرطة اضافة الى عدد من كتائب الثوار التابعة لوزارة الدفاع.
من جهة ثانية استهدف انفجار بعبوة ناسفة صباح الاثنين قاعة لعقد المناسبات الاجتماعية في بنغازي ما ادى الى الحاق اضرار مادية جسيمة بالقاعة دون وقوع خسائر بشرية على ما افاد متحدث امني وكالة فرانس برس.
وتشهد مدينة بنغازي انفلاتا امنيا واسعا منذ اعلان تحرير البلد من قبضة نظام معمر القذافي في تشرين الاول/ اكتوبر من العام 2011 الذي اطاحت به ثورة شعبية انطلقت في 17 شباط/فبراير 2011.
وانعكس هذا الانفلات من خلال عمليات اغتيال وانفجارات تستهدف مباني حكومية ودبلوماسية بالاضافة الى شخصيات عسكرية وامنية وناشطة سياسيا واعلاميا، ما ادى الى سقوط اكثر من مئة قتيل.
وتجاهد السلطات الليبية لبسط الامن وخلق مؤسسات امنية وعسكرية محترفة قادرة على فرض قوة القانون في مختلف انحاء البلاد، لكنها فشلت في ذلك حتى الان.