القاهرة، مصر، 26 اكتوبر 2013، وكالات
بعد توقف ٍ دام ثلاثة أشهر عاد الإعلامي المصري باسم يوسف، المعروف بانتقاداته الساخرة لمحمد مرسي طوال العام الذي حكم فيه البلاد، إلى الظهور على شاشة “سي بي سي”الفضائية المصرية الخاصة/ في وقت لاحق من مساء الجمعة/، من خلال برنامجه الساخر// البرنامج.. يأتي ذلك في الوقت، الذي يواجه فهيه باسم يوسف، ضغوطا متزايدة في ظل الاستقطاب بين تيارات مختلفة في الساحة السياسية في مصر.
وقبل ساعات من عودة يوسف نشاطه البرامجي، أصدرت هيئة مفوضي الدولة بمجلس الدولة (القضاء الإداري) توصية بإعادة نظر دعوى رفعها في وقت سابق أحد المحامين، وطالبت بوقف بث برنامج “البرنامج”، مشددة على أنه “لا يجوز الإساءة لمنصب رئيس الجمهورية لأنه رمز للدولة يجب حمايته”.
وهيئة مفوضي الدولة هي هيئة قضائية تابعة لمجلس الدولة (القضاء الإداري)، وتختص بإعداد تقارير بالرأي القانوني في الدعاوى المحالة إليها من مجلس الدولة، ورأيها استشاري وغير ملزم.
واعتبرت هيئة مفوضي الدولة في تقريرها، الصادر أمس الخميس، بعد يوم واحد من تصوير يوسف حلقة برنامجه التي ستذاع في وقت لاحق اليوم، أنه “لا يجوز الإساءة لمنصب رئيس الجمهورية لأنه رمز للدولة يجب حمايته، ومراعاة الاحترام والتوقير لهيبة هذا المنصب، لما له من مكانة في وجدان الشعب المصري، أيا كان شخص رئيس الجمهورية”.
وقالت الهيئة، في تقريرها الذي جاء في 11 ورقة، إن “كافة الدساتير المصرية حرصت على بيان سلطة رئيس الجمهورية في إطار محكم، باعتباره رأس السلطة التنفيذية ورئيسها الأعلى ومحركها، وهو الأمر الذي يقتضي حرص المشرع الدستوري على أن يحيط منصب رئيس الجمهورية بهالة من الحماية”.
ووصف التقرير ما قام به مرسي من إعلانه في إبريل / نيسان الماضي عدم تقديم أي بلاغ ضد باسم يوسف بسبب نقده له “خذلانا لدور الرئيس في الحفاظ على هيبة منصب رئيس الجمهورية”.
وأقام محمود حسن أبو العنين، أحد محاميي جماعة الإخوان المسلمين، في شهر أبريل/نيسان الماضي، دعوى قضائية يطالب فيها بوقف وإلغاء بث برنامج “البرنامج” وسحب تراخيص القناة، إلا أن محكمة القضاء الإداري قررت رفض الدعوى “لإقامتها من غير ذي صفة”.
لكن هيئة مفوضي الدولة أوصت في تقريرها، أمس، بإعادة نظر الدعوى.
وقالت في حيثيات رأيها هذا: “ما ذكره مقيم الدعوى (محمود حسن أبو العنين) من أن (ما جاء على لسان باسم يوسف في الحلقات السابقة من برنامجه قد نال من قيمتين أولهما الأسرة المصرية وقيمة منصب رئيس الجمهورية أيا كان شخصه باعتباره رمزا للدولة) يصلح وبحق أن يكون كافيا لتوافر شرطي الصفة والمصلحة لدى مقيم الدعوى باعتباره واحدا من جموع المصريين الذي يحق لهم، بل يتعين عليهم، أن يهبوا للدفاع عن النيل من قيم المجتمع سواء الأسرة المصرية أو الحفاظ على هيبة وصورة رمز المتقلد لمنصب رئيس الجمهورية”.
وهل سينتقد “شخصيات تنتمي للنظام الحالي” مثلما كان يركز على مرسي، أم أنه لن يستطيع السخرية من رموز النظام الحالي، وتحديداً قيادات المؤسسة العسكرية.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا حول مضمون حلقة باسم يوسف التي سيقدمها في وقت لاحق اليوم، حيث وجه نشطاء من أنصار مرسي اتهامات ليوسف بأنه “لن يجرؤ” على تناول الرموز الحالية، فيما أبدى بعض مؤيدي الإطاحة بمرسي تحفظهم بشأن إمكانية تناول، باسم، لوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، بالنقد.
وكان أخر حلقات باسم يوسف قد أذيعت يوم 28 يونيو/حزيران الماضي، قبل أيام من الإطاحة بمرسي، حيث أعلن يوسف أن البرنامج سيتوقف خلال شهر رمضان الماضي (الذي بدأ يوم 9 يوليو/تموز الماضي) على أن يعود بعده، إلا أن غياب باسم استمر لأكثر من 3 أشهر.