حمورية، ريف دمشق، سوريا، 7 أكتوبر، (محمد صلاح الدين، أخبار الآن)

غارات غيّرت الأجواء..

كان عصراً هادئاً قبل أن تخترق طائرة حربيّة تابعة لقوات النظام أجواء الغوطة الشرقية وتشنّ من دون سابق إنذار غارة جوية على بلدة حمورية البعيدة عن خطوط الإشتباك والتي تؤوي آلاف النازحين من المدنيين وتتمتع بطبيعة مدنيّة بحتة..


استنفار الكوادر الطبية واستهدافها..

استنفرت طواقم الإسعاف لحظة القصف الذي لا بدّ أن يخلّف خسائر بشرية في بلدة مكتظة كحمورية .. وصلت أولى طواقم الإسعاف التي تبعها معاودة الطائرة تحليقها في سماء البلدة وشنت غارة أخرى أصابت بشكلٍ مباشر سيارة الإسعاف بطاقمها المؤلف من أربع مسعفين وسائق .. دمّرت السيارة واستشهد ثلاثة من المسعفين وشابان من كوادر المكتب الإعلامي في حمورية .. 


قتلى وأشلاء ودمار..

في الوقت الذي وصلتُ فيه برفقة طاقم إسعافي آخر لنشاهد ما يدمي القلب ويدمع العين .. قتلى وأشلاء متناثرة، جرحى ودماء تسيل .. نساء تصرخ وأطفال تبكي .. المآذن تنادي الأهالي للتبرع بالدم لإنقاذ أرواح جرحى ينزفون .. قتلى وعشرات الجرحى سقطوا في استمرار لاحتفالات النصر المزعوم في حرب أكتوبرتشرين .. تقول أم عدي التي فقدت طفليها في تلك الغارة والتقيتها في إحدى النقاط الطبية تضمدّ جراحها: “هل بات الاحتفال بذكرى النصر على إسرائيل (حسب زعمهم) يحتّم تحقيق النصر على شعب أعزل حرمه النظام من كل شيء لكنّه أبا أن يحرمه الموت والدمار”. 


الصعوبات الطبية نتيجة الحصار تزيد معاناة السوريين..

وعن صعوبة الحالة الطبية يقول الدكتور أبو عبد الرحمن مسؤول بنك الدم في الغوطة الشرقية: “قبل شهر لم تكن لدينا صعوبة كبيرة في تأمين الدم للمصابين والجرحى الذين يحتاجون وحدات دم من مختلف الزمر ولكننا الآن نفتقد لأكياس الدم التي هي اساس حفظ الدم لذلك نواجه صعوبات كبيرة في تأمين وحدات دم مباشرة بعد اي استهداف حيث يتعين علينا فحص الزمر والتأكد من سلامتها قبل إعطائها لأي مصاب وهذا يكلف مزيداً من الوقت لو استطعنا اختصاره لزادت فرص نجاح إنقاذ روح هذا المصاب ..
 لتستمر معاناة أهالي الغوطة الشرقية الذين لم يعودا يبحثون عن مكان آمن بل عن مكان أقلَ خطراً على حياتهم وحياة أبنائهم”.