دير الزور، سوريا، 06 اكتوبر، عبد العزيز الشيخ، أخبار الآن

أصبحت حدائق الأطفال في سوريا بعد أكثر من عامين على انطلاق الثورة ضد نظام الأسد مكانا لدفن الموتى بعد ان استعصى على المواطنين الخروج الى المقابر لدفن موتاهم في دير الزور حديقة الأطفال شاهدة على هذا التغيير , والحديقة التي كانت مرتعا لأطفال المدينة أصبحت مكان اقامة شبه دائمة لحفار القبور الذي لم يعد يغادرها لكثرة عدد الموتى
مدينة دير الزور كباقي مدن سورية عدة، شهدت مجازر كثيرة ولا تزال تشهد إلى الآن ، بات مشهد المقابر منتشر في كل مكان حتى الحدائق العامة، في هذه الحديقة لا نرى سوى حفار القبور . وقليل من الأهالي يزورون قبور أقربائهم .
 أبو علي أثناء زيارته لقبر أمه وأخاه يقول : “نحن الان في حدائق الشهداء ، أصبحت حدائق الشهداء كانت حدائق للأطفال , لم نستطيع الذهاب إلى الجبل التي توجد فيه مقابرنا ومقابر أهلنا ، قوات النظام تحتل الجبل وتقصف المدينة منه ، حتى الشهداء يلي تحت القبر لم يسلمون من هذا القصف ، لم يعد يوجد هنالك أي مكان ، اضررطنا لنزع الاشجار  لكي نحفر مكانها قبور ” .
أبو محمد يعمل بشكل مستمر في حفر القبور ، الموت لا يتوقف جراء القصف والغارات التي تشنها قوات النظام.
 أبو محمد  حفار قبور يقول : “بالنسبة لعملي قبل الثورة كنت عامل حر ، والان في الثورة جبرنا الظالم الطاغي  أن اعمل بحفر مساكن الشهداء” .
 قليل من الماء … ثم يتابع أبو محمد عمله في الحفر وهو يتحدث عن الموت الذي لا يتوقف في المدينة . تطوع لهذا العمل من تلقاء نفسه ، همه الأول إكرام الموتى في الإسراع بدفنهم ، فبدأ يبحث في كل مكان بعد أن إمتلأت معظم المقابر ، وبعضها أصبح الوصول إليها خطرا كبير ، فإضطر للحفر في الحدائق العامة كي يبتعد قليلا عن نيران قوات النظام.
يخاطر أبو محمد بحياته لإكرام القتلى ودفنهم بسرعة ، يعمل بشكل دائم ولا ينتظر أي مساعدة ، يودع أصدقاء و أقرباء و أشخاص لا يعرفهم يومياً ، يتمنى أن ينتهي من هذه المهنة بسرعة وأن تعود الحياة الى هذه المدينة.