نيويورك, الولايات المتحدة، 19 سبتمبر, وكالات

قال دبلوماسيون ومسؤولون  في حقوق الإنسان الاربعاء أن مسار الصواريخ التي حملت غاز السارين في الهجوم على الغوطة  الشهر الماضي هو من بين الأدلة الرئيسية التي تربط قوات النظام بالهجوم حيث أن تحليل مسار الصواريخ أثبت أنها جاءت من مقر قوات الحرس الجمهوري المتمركز قرب القصر الجمهوري على جبل قاسيون في دمشق والتي يقودها ماهر الأسد الشقيق الأصغر لبشار الاسد. و ذلك بعد ان تم فحص زاوية ومسار الصواريخ والقذائف الصاروخية التي اطلقت على الغوطة لتحديد مكان انطلاقها,كما أكد دبلوماسيون في الامم المتحدة أنه توجد خمس تفاصيل رئيسية تؤكد تورط النظام في هذا الهجوم و هي حجم الهجوم ، ونوعية السارين، ونوع الصواريخ،و الرؤوس الحربية المستخدمة ومسار الصواريخ .

وترى صحيفة ‘نيويورك تايمز′ نفس الامر حيث قالت ان تقرير المفتشين يؤشر الى قوات نخبة موالية للرئيس الاسد تقف وراء الهجوم الكيماوي فيما اعتبرته الصحيفة من اقوى الادلة التي تقترح ضلوع حكومة الاسد بالهجوم الكيماوي. واشارت الى حركة المقذوفات الصاروخية التي قالت انها نبعت من مقر الحرس الجمهوري على جبل قاسيون حيث تتمركز الفرقة الرابعة والتي يصفها الياس حنا، الجنرال اللبناني المتقاعد بانها مركز الجذب بالنسبة للنظام وجوهر قوته.

وتضيف الصحيفة ان المؤشر في التقرير لا يؤكد مواقف الدول فقط التي تتهم النظام بالهجوم بل يقدم اشارات قوية عن قيام الجيش باطلاق النار من جهته او من حدود تمركزه على قاسيون على الاحياء او الاطراف التي يطلق عليها اسلحته التقليدية.

وتقول الصحيفة ان جبل قاسيون المطل على العاصمة المتوترة والتي تمور بالغضب والخوف لا يعتبر موقعا عسكريا مهما فحسب بل ومجمعا عسكريا مرتبطا بحكم عائلة الاسد، فهو عبارة عن منشآت ومواقع مرتبطة مع بعضها البعض وتحتلها قوات النخبة القريبة من الاسد وعائلته.

ويقول اميل هوكايم، المحلل في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان الوحدات المتمركزة على الجبل، مستبعدا النظريات التي تتحدث عن عميل للمعارضة اخترق النظام وكان وراء الهجوم، لان ادارة هذه الوحدات تتميز بالانضباط والدقة.

وتضيف الصحيفة ان قوات المعارضة لم تخترق ابدا ايا من الوحدات العسكرية للجيش على جبل قاسيون، وبالتالي لم يكن بامكانهم شن هجمات صاروخية عنيفة من المكان بدون ان يعرف الجيش السوري بوجودهم. وكان فريق المفتشين الدوليين قد جمع العينات من مكان الحادث مستخدما معايير تحقيق عالية.

وفي واحد من الامكنة التي تم التحقيق فيها لاحظ المفتشون الاثر الذي تركه الصاروخ والمكان الذي مر منه حيث مر عبر جدار عشبي قبل ان يرتطم بالارض محدثا حفرة. ولاحظ المفتشون ان المسار الذي يمتد من ارتطام رأس الصاروخ واختراقه الجدار العشبي كان على ميل 35. وفي مكان اخر حدد المفتشون موقع سقوط صاروخ ـ 330 ملم على ما وصفوه ‘بالارض اللينة، الترابية، حيث ظل رأس القذيفة مغروسا في الارض، على ميل 285 وظل على موضعه حتى قيام المحققين بالبحث والتحقيق.

ولم يذهب التقرير ابعد من هذا للشرح الا من اجل التوضيح. وتقول الصحيفة انه بدراسة المسارات هذه وارجاعها الى مكان صدورها فانها تشير الى منبع الهجوم وهو جبل قاسيون المعقل الذي لا يمكن اختراقه ويمثل سلطة الاسد. واشارت الصحيفة الى الصورة البيانية التي رسمها جوش ليونز من هيومان رايتس ووتش والتي تتطابق مع رسمها البياني اي ‘نيويورك تايمز′، على الرغم من تأكيد جوش ان الرسم ‘يقترح’ لكنه يقترح المصدر الذي جاءت منه الصواريخ هو الحرس الجمهوري.