دمشق، سوريا، 12 سبتمبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن) – يعيش العاملون على سيارة الأجرة او (التاكسي العمومي) في مدينة دمشق معاناة يومية متكررة، فهم  أصحاب المهنة الأكثر احتكاكاً بأفراد الأمن والجيش واللجان الشعبية / الشبيحة.

وجوه للمعاناة ..
تبرز معاناة السائقين أو “الشوفيريه” كما هو متعارف على تسميتهم، بالإنتظار الطويل للخروج من طابور الحواجز المتزايدة والتفتيش المتكرر لمحتويات سيارات الأجرة، وقبل كل ذلك المعاملة السيئة لهم من قبل الأمن حتى باتوا يترحمون على أيام علاقتهم ومناكفتهم لشرطة المرور.  وتزداد المعاناة أكثر كلما ابتعدوا عن وسط المدينة، فلكل حاجز أسلوب تعامل خاص به حسب فرع الأمن التابع له والمنطقة التي ينتمي لها أفرادا لأمن.

السائق أبو محمود رجل خمسيني من سكان نهر عيشة ومن أصول لريف مدينة إدلب يروي احتقار أمن الحاجز صغار السن له كلما خرج صباحا من منطقته للعمل رغم معرفتهم به. والسبب كما يقول: “أعيش في نهر عيشة ومحل قيدي في الهوية ريف إدلب، يقول لي عنصر صغير السن، أكره نهر عيشة وأهل إدلب أكثر، وتبدأ سلسلة من الشتائم”. “وما تبقى من النهار عليه أن يتحلى بضبط نفسه أمام أي مهانات تصدر من قوات النظام يبدو وكأنه أسوأ احتلال مرّ على تاريخ سورية” يضيف أبو محمود.

فقر .. سخرية وشتائم
لا يهتم السائق الثلاثيني سمير النازح من حرستا لوقت الانتظار الطويل فالأهم هو قدرته على تأمين الحاجات الأساسية لأسرته: “عم نأمن المعيشة اليومية على حد الكفاف، يعني عم نطلع بآخر اليوم راس براس”. ما الذي يزعجك؟!: “الشتائم والسخرية والتهكم مجرد رؤيتهم لمحل قيدي في الهوية” .. يقولون: “من حرستا! إيه أهلين، مبسوطين بالحرية يا ..”.
يصمت سمير كثيراً: “خليني ساكت وآكل هوا .. بتعرف لما الدم بيصير يوجعك بعروقك .. أنا هيك عم يصير فيي”.

إحتلال .. جيش طائفي .. وأمريكا
على وقع انتظار الضربة الأمريكية،  يذكر أبو سامر سائق سيارة الاجرة النازح إلى منطقة برزة من حي جوبر، عن استخدام سيارته كدورية لقوات النظام دون استشارته لمدة ست ساعات في شهر رمضان الكريم، من مشفى تشرين العسكري وصولا إلى فرع الزبلطاني الأمني تاركين التاكسي وقد باتت بحاجة لمبلغ كبير لإصلاحها، في الوقت الذي لا يسمح للسائق حتى بالتذمر وهو يقطع المسافات معهم . ماذا فعلت؟ أقول له: “ولا شي، هدول محتلين بيشوفونا ملك إلهون .. جيش وأمن طائفي.. صار بدها أمريكا .. البلد تدمرت وتدمرت بكل الأحوال”.