كفروما، ادلب، سوريا، 10 سبتمبر، (علي ناصر، أخبار الآن) – بعد انقطاع الطلاب في كـَفروما في ادلب عن التعليم منذ نحو ثلاث سنوات بات تعليم القرآن الكريم منهجا أساسيا وحياتيا بهدف تعلم القراءة والكتابة ,ويأمل المعلمون في أن يتمكنوا قريبا من استعادة المنهج الدراسي لتعليم الطلبة ما فاتهم ومواصلة مسيرتهم التعليمية دون عوائق  
بعيدا عن مدارسهم التي نشأوا فيها ومناهج العلم التي كانوا يستقون منها  ، إلى هنا يأتي أطفال بلدة كفروما لتعلم القرآن الكريم ، كمنهج أساسي وحياتي بهدف تعليمهم القراءة والكتابة ، وبات تعلم القرآن الكريم الحلَ الوحيدَ بُغية إخراجهم من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم ،ـ بعد انقطاع العلم لثلاثِ سنين عنهم .
 الآنسة خديجة زيدان تقول “نحن كتيبة حرائر ريف معرة النعمان مقسومة من ثلاثة أقسام تربوي وإغاثي وتعليمي ، أحببنا أن نعلم هؤلاء الأولاد الذين كانوا محرومين العلم منذ ثلاث سنين ، ليس لدينا أي شيء لا لباس موحد ولا قرطاسية ، أحببنا أن نعلمهم القرآن في بيتنا المتواضع فأحببنا أن نعلم هؤلاء الأولاد حتى الذين تبلغ أعمارهم ست أو سبع سنوات ، المعلومات التي حفظوها خلال السنين السابقة لا يتذكرو أي شيء منها الآن ، حتى أنهم لا يجيدون القراءة ولا حتى الكتابة ولا أي شيء ، وفي حال توفر لنا منهاج دراسي فنحن مستعدين لتعليمهم المنهاج كاملا ، لكن لا نملك الآن سوا القرآن فلذلك نعلمهم إياه” .
هذا الدكان الذي صار في يوم من الأيام ، مدرسة لتلقي العلوم حيث تجد فيه مزيجاً من براءة الطفولة وآلامها ، والأملَ بمستقبل واعد الذي تشاهده في عيون الأطفال هنا ، ولا يخلو هذا الأمر من مخاطر القصف والموت الذي خَبره جيداً وتعلمه الأطفال هنا .
 الطفل محمد أحمد الحميد يقول : “درست أنا سنتين وثلاثة ، وكنت قد دخلت الصف الرابع ، أما الآن لا نملك أي شيء فقط ، نتعلم التربية الدينية هنا لا تجد سوى الحجارة لايوجد أي شيء سوى أن نتعلم تربية دينية لا يوجد كتب أبدا ولا أي شيء” .
هذه أحد المتطوعات التي أخذت على عاتقها تعليم الأطفال كي تحقق جزءا من حلمها البسيط الذي غاب عنها كما غاب العلم عن هؤلاء الأطفال .
 مريم مدرسة تقول : “أنا خريجة تربية معلم صف كان حلمي أن أصبح آنسة وأدرس في المدرسة ، وأن يكون لدي صف وطلاب ومقاعد دراسة وكتب لكي أدرس فيها ، نحن حرمنا من هذا الشيء منذ ثلاث سنين ، الطلاب أعمارهن كبيرة سيعودون إلى الصف الأول فبهذه الحالة ثلاث سنين دراسة خسرها الطلاب وأنت تسمع وتشاهد هذا القصف ، لذلك نحن مضطرين لأن نصرف الطلاب في بعض الأحيان خوفا من قلق آبائهم عليهم” .
فوق الركام وعلى رفات الأجداد هناك أطفال من بلدة كفروما يتعلمون أبجدية جديدة كتبت من جراحهم وآلامهم حالهم حال آلاف الأطفال في سوريا .