لندن، 9 سبتمبر ، وكالات- رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الاثنين بالاقتراح الروسي وضعَ الاسلحة الكيميائية لنظام الاسد تحت اشراف دولي لتجنب عملية عسكرية اميركية . مشددا أنه يجب الانتباه بأن لا تكون هذه المسألة مجرد مراوغة من نظام الاسد لتأخير معاقبته لاستخدامه الكيماوي ضد المدنيين.             
وقال كاميرون انه اذا كان الامر كذلك فإنه سيكون موضع ترحيب كبير”، مضيفا “اذا كانت سوريا ستضع اسلحتها الكيميائية خارج الاستخدام، تحت اشراف دولي، فمن الواضح ان هذا الامر سيكون خطوة كبيرة الى الامام ويجب تشجيعها”. واضاف “اعتقد ان علينا التنبه الى الا يكون ذلك سياسة الهاء للدفع الى مناقشة امر اخر غير المشكلة المطروحة على طاولة البحث. ولكن اذا كان ذلك عرضا صادقا فيجب النظر اليه بصدق”.
من جانبه أكّد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لنظيره الأميركي جون كيري دعم بريطانيا الدبلوماسي التام للولايات المتحدة في خطتها للتحرك عسكرياً ضد سوريا.ومن جهته قال وزير الخارجية الأميركي إنه يمكن للأسد تفادي التعرض للضربة العسكرية إذا سلّم كل الأسلحة الكيماوية التي يملكها للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل.
لكن هيغ شدّد مع كيري في لندن على أن حكومته ستحترم رفض البرلمان البريطاني مشاركة البلاد في ضربات ضد دمشق في عملية تصويت جرت في نهاية آب/أغسطس. وأكد كيري أن خطر عدم التصرف ضد الأسد أكبر من خطر مواجهته، وأشار إلى أن أميركا بذلت جهوداً لسنوات من أجل جلب الطرفين (الأسد والمعارضة) إلى طاولة الحوار بلا جدوى، وأشار إلى أن أميركا مقتنعة بأن الحل في سوريا سياسي وليس عسكري.
ونوَّه إلى أن إيران وسوريا اعترفتا بوقوع الهجوم الكيماوي في سوريا، وأكد أكثر من مرة أن أميركا متأكدة تماماً أن النظام هو الذي استخدم السلاح الكيماوي ضد السوريين، وقال إنهم رصدوا مكان انطلاق الطائرات وأماكن هبوطها، وأكد أنها انطلقت من مناطق يسيطر عليها النظام سيطرة كاملة، وقال إنه “مستعد شخصياً أن يجول العالم لإقناعه بضرورة إيقاف الأسد عند حدّه، وبأن الأسد هو من استخدم السلاح الكيماوي”.
وحول تهديدات الأسد بالرد على أي ضربة عسكرية ضده، كان رد الوزير هيغ قاسياً إذ قال: “يجب أن لا نعطي المصداقية لكلمات الأسد، فالأسد الذي اشترك في العديد من الجرائم ضد الإنسانية وأظهر عدم الاهتمام بما يحدث لشعبه لا يمكن أن يحمل كلامه مصداقية لدينا، ودعونا لا نقع في فخ تصديق كل كلمة تخرج من فم شخص مثله”.
وفي إطار الإجابة عن نفس السؤال قال كيري: “كلي ثقة حول الأدلة ضد الأسد، وليس لديه سجل قوي بالنسبة لمسألة المصداقية، أنا شخصياً زرته لمحاسبته بشأن صواريخ سكود، جلس أمامي وأنكر كل شيء، ماذا أفعل تجاه هذا الشخص، هذا الشخص قتل آلافاً من الناس في فترة حكمه، وأطلق صواريخ سكود على أطفال شعبه، وأنا بكل سرور قد أقف أمام كل العالم بالأدلة التي لدينا مقابل ادعاءاته وكذبه”.
وأشار كيري إلى أن أميركا كشفت معلومات لا تكشفها عادة، ولكنها تعتبر أن خطر عدم فهم الناس دوافع الضربة العسكرية أخطر بكثير من كشف هذه المعلومات الضرورية.