نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، 5 سبتمبر 2013، وكالات – أعلن دبلوماسيون في الامم المتحدة، أن المشاركين الرئيسيين في قمة مجموعة العشرين، سيبذلون قصارى جهدهم لتسريع إنعقاد مؤتمر جنيف-2 لإرساء السلام في سوريا، وذلك على الرغم من الاستعدادات العسكرية الجارية بقيادة الولايات المتحدة لتوجيه ضربة ضد نظام الأسد.
             
ومؤتمر جنيف-2 هو استكمال لمؤتمر سابق عقد في جنيف في 30 حزيران/يونيو 2012، واثمر يومها اتفاقا دوليا على خارطة طريق لعملية سياسية انتقالية في سوريا.
             
وقال السفير الاسترالي في الامم المتحدة غاري كوينلان انه حتى وان كان الخلاف لا يزال قائما بين روسيا والغرب بشأن الضربة العسكرية التي تعتزم واشنطن توجيهها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد عقابا له على استخدامه غاز السارين في قصف غوطة دمشق في 21 آب/اغسطس مما اسفر عن مقتل اكثر من 1400 شخص بينهم ثلثهم من الاطفال بحسب واشنطن، فان اعضاء مجلس الامن متفقون على انه “لا يزال امرا ضروريا وملحا عقد جنيف-2”.
             
وأضاف “تبقى مسألة كيفية التوصل سريعا الى هذا الامر (عقد جنيف-2)،  واعتقد ان هذا سيكون احد المواضيع الرئيسية التي سيناقشها الاطراف الرئيسيون” في مجموعة العشرين.
             
واتت تصريحات السفير الاسترالي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي لشهر ايلول/سبتمبر، في معرض ايجازه للصحافيين فحوى جلسة المداولات السرية التي عقدها المجلس الاربعاء.  وقال “من المهم اعادة احياء الجهود الدبلوماسية وان يتم ذلك على مستوى اعلى”.
             
وكانت لندن اعلنت الثلاثاء ان رئيس وزرائها ديفيد كاميرون سيؤكد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورع على هذه النقطة.
             
واكد دبلوماسي غربي  انه “سيكون هناك الكثير من المشاورات في سان بطرسبورغ لمحاولة التوصل الى موعد لعقد جنيف-2″، مشيرا الى ان هذا الموعد قد يكون في تشرين الاول/اكتوبر وقد يتم الاعلان عنه قبل اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تنطلق اعمالها في 24 ايلول/سبتمبر في نيويورك.
             
وقال دبلوماسي آخر في مجلس الامن انه “من المهم تحديد موعد لكن هذا الامر يبدو صعبا في هذه المرحلة لانه منذ وقت طويل لم يجر العمل على هذا الموضوع”، موضحا انه “على الرغم من ان الاميركيين والروس لم يعلنوا ابدا رسميا تخليهم عن جنيف-2، الا انهم جمدوا مفاوضاتهم حول المؤتمر”.
             
والاربعاء قدم مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان احاطة لمجلس الامن حول الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي الى ايران حيث “كان موضوع البحث في المقام الاول سوريا وجنيف-2″، بحسب السفير الاسترالي.
             
ومؤتمر جنيف-2 الذي ترعاه الولايات المتحدة وروسيا يفترض ان يجمع حول طاولة المفاوضات ممثلين عن كل من النظام السوري والمعارضة من اجل الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية موقتة تتولى السلطة لقيادة المرحلة الانتقالية وانهاء نزاع مستمر منذ عامين ونصف العام حصد حتى الان اكثر من 110 الاف قتيل.
             
وكان مقررا اصلا ان يعقد جنيف-2 في حزيران/يونيو، الا انه تم ارجاؤه مذاك المرة تلو الاخرى بسبب خلافات حول مشاركة ايران فيه وكذلك ايضا حول دور الاسد في المرحلة الانتقالية.
             
وفي حين تطالب المعارضة السورية مدعومة من الغرب بنقل كل الصلاحيات التنفيذية التي يمسك بها الرئيس الاسد حاليا، الى الحكومة الانتقالية فان دمشق ترفض ذلك مدعومة من موسكو. كذلك فان روسيا تطالب بان يسمح لايران، التي على غرارها تدعم الاسد، بالمشاركة في جنيف-2، وهو ما ترفضه واشنطن قطعيا.
             
وعلى الرغم من ان الروس والاميركيين عقدوا  جلسات تفاوضية عديدة لحل هذه الخلافات الا ان محاولاتهم كلها باءت بالفشل. وفي منتصف آب/اغسطس اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان مؤتمر جنيف-2 لا يمكن ان يعقد قبل تشرين الاول/اكتوبر.
             
واتت الضربة العسكرية التي تعتزم واشنطن وحلفاؤها، وفي مقدمهم باريس، توجيهها قريبا الى نظام الاسد لتزيد الامور تعقيدا. وفي هذا اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين ان الضربة العسكرية ان حصلت فهي سوف “ترجئ الى وقت بعيد، ان لم يكن الى الابد” عقد جنيف-2.
             
ولكن باريس تعتقد عكس ذلك، فقد اكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت الاربعاء امام البرلمان الفرنسي ضرورة القيام بعمل عسكري دولي ضد سوريا، وقال “نعم الحل للازمة السورية سيكون سياسيا وليس عسكريا. ولكن علينا مواجهة الواقع: اذا لم نضع حدا لمثل هذه التصرفات من قبل النظام (السوري)، لن يكون هناك حل سياسي”.