سان بطرسبورغ، روسيا، 5 سبتمبر 2013، وكالات – يتوافد قادة مجموعة العشرين اليوم إلى سان بطرسبورغ لحضور قمة يستضيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مدى يومين، يهيمن عليها الوضع في سوريا حاجبا المواضيع الاقتصادية التي تتناولها المجموعة عادة .
ومن المقرر عقد عدد من اللقاءات الثنائية بين أنصار التحرك العسكري ضد نظام الأسد مع إقتراب التاسع من ايلول/سبتمبر موعد استئناف عمل الكونغرس الأميركي الذي سيبتّ في مسألة توجيه ضربة للأسد .
             
ويلتقي اوباما بصورة خاصة الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند احد اكبر انصار الخيار العسكري ضد سوريا.
             
من جهته يلتقي هولاند على انفراد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المؤيد ايضا لتدخل عسكري يعاقب دمشق على هجوم يشتبه باستخدام اسلحة كيميائية فيه وادى الى سقوط مئات القتلى في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق.
             
وتقدم اوباما خطوة في الكونغرس في خططه لتوجيه ضربات لسوريا واكد الاربعاء في ستوكهولم ان على العالم ان يفرض احترام “الخط الاحمر” الذي يحظر استخدام الاسلحة الكيميائية مؤكدا لشركائه انه “لا يمكن لزوم الصمت حيال الهمجية” في سوريا.
             
وفي واشنطن صادقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بغالبية عشرة اصوات مقابل سبعة على مشروع قرار يجيز تدخلا عسكريا “محدودا” ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد لمدة اقصاها ستون يوما مع امكانية تمديدها الى تسعين يوما بدون ارسال قوات على الارض.
             
من جهته حذر بوتين الاربعاء الكونغرس الاميركي من الموافقة على توجيه ضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد معتبرا انها ستكون بمثابة الموافقة على “عدوان” ضد سوريا في حال حصل ذلك “خارج اطار الامم المتحدة” حيث تمارس روسيا وكذلك الصين حق النقض (الفيتو) لمعارضة اي تدخل.
             
غير ان بوتين قال ان بلاده “ستكون جاهزة للتحرك باكبر قدر ممكن من الحزم والجدية” في حال “كان هناك اثبات على استخدام اسلحة كيميائية ومن قبل الجيش النظامي”.
             
وكشفت الاستخبارات الالمانية في معلومات أوردتها صحيفة در شبيغل ان الهجوم بالاسلحة الكيميائية في 21 اب/اغسطس في الغوطة الشرقية بريف دمشق الذي اوقع اكثر من 1400 قتيل بحسب واشنطن، من تنفيذ النظام السوري الا ان حصيلة ضحاياه كانت كبيرة جدا بسبب “خطأ” في عيار الغازات السامة المستخدمة في الهجوم.
             
وفي هذه الاثناء لوح مصدر عسكري روسي بخطر حصول تصعيد عسكري في المنطقة مؤكدا الاربعاء ان السفن الحربية الروسية في المتوسط “قادرة على التحرك”.
             
وقال هذا المصدر في قيادة اركان القوات المسلحة الروسية لوكالة انترفاكس “بتنا جاهزين لمعالجة المشكلات التي يمكن ان تظهر. ومن اجل ذلك ستحصل قريبا تعديلات داخل مجموعة (السفن) لتتجاوب بشكل افضل مع تطور الاحداث” بدون اضافة اي تفاصيل.
             
وفي وسط اجواء التوتر هذه رفض رئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون باينر المؤيد لعمل عسكري في سوريا التقاء وفد برلماني روسي ارادت موسكو ارساله الى واشنطن.
             
غير ان السفارة الروسية في الولايات المتحدة اكدت الابقاء على زيارة الوفد التي ستجري الاسبوع المقبل.
             
ولوحت روسيا ايضا بمخاطر نووية اذ حذرت وزارة الخارجية مساء الاربعاء من عواقب “كارثية” قد تترتب عن خطأ في توجيه صاروخ.
             
وقال المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش ان “سقوط قذيفة عسكرية على المفاعل الصغير الواقع في ضاحية دمشق يمكن ان يكون له عواقب كارثية”.
             
وحذر الاسد الاثنين من خطر اندلاع “حرب اقليمية” في حال توجيه ضربة عسكرية غربية الى بلاده، مؤكدا ان “الشرق الاوسط برميل بارود والنار تقترب منه اليوم (…) الجميع سيفقدون السيطرة على الوضع حين ينفجر برميل البارود”.
             
والاربعاء اكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان دمشق لن تغير موقفها تحت وطأة التلويح بضربها وان ادى ذلك الى اندلاع “حرب عالمية ثالثة”.
             
واكد وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل مجددا الاربعاء ان “الاهداف العسكرية في سوريا هي محاسبة نظام الاسد على افعاله وخفض قدرته على شن هجمات كيميائية وردعه عن شن هجمات جديدة”.
             
كذلك انتقد المقداد فرنسا مؤكدا لوكالة فرانس برس ان موقفها حيال سوريا “مخجل” ومتهما باريس ب”الخضوع” لواشنطن.
             
ويواجه هولاند في بلاده طبقة سياسية منقسمة حول مسالة سوريا وهو ما اظهره نقاش برلماني حول هذا الموضوع جرى الاربعاء بدون تصويت.
             
واعلنت الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر فور وصولها الى روسيا بعد ظهر الاربعاء معارضتها الحازمة لاي تدخل.
             
وقالت “لا احد على الاطلاق يريد الحرب”.
             
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء في جامعة سان بطرسبورغ “ما زلت ادعو الى تسوية سياسية” للازمة.
             
ومن غير المقرر عقد اي لقاء ثنائي بين اوباما وبوتين غير ان متحدثا باسم الكرملين اكد ان بوتين سيستقبل اوباما و”سيصافحه”.
             
ويجري استقبال المشاركين في القمة اعتبارا من الساعة 12,00 تغ.