دبي، 3 سبتمبر 2013، أ ف ب – تدخل الحملة التي اطلقها الرئيس الاميركي باراك اوباما من اجل اقناع الكونغرس باعطائه الضوء الاخضر لتوجيه ضربات ضد نظام الأسد مرحلة حاسمة اليوم، مع مثول وزيري الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل امام مجلس الشيوخ في جلسة استماع.
وقبل ان يتوجه مساء اليوم الى السويد دعا اوباما ايضا مسؤولي اللجان الاساسية في الكونغرس الى اجتماع معه في البيت الابيض سيحاول خلاله ان يعرض عليهم حججه من اجل الضربة ضد الاسد،تحت شعار حماية المصالح الوطنية الاميركية.

وبعدها يمثل جون كيري وتشاك هيغل ورئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات الاميركية الجنرال مارتن دمبسي في الساعة 14,30 (18,30 تغ) امام الاعضاء ال18 في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ للدفاع عن مشروع القرار الذي رفع السبت الى الكونغرس ويجيز توجيه ضربات عسكرية الى نظام بشار الاسد.
  وسيضع المسؤولون الثلاثة الكونغرس امام مسؤولياته ويحذرون اعضاءه من عواقب عدم التحرك في سوريا بالنسبة لمصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وتداعيات ذلك على الملف النووي الايراني.

واوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية طلب عدم كشف اسمه ان كيري “سيشرح انه في حال عدم التحرك ضد الاسد، فان ذلك سيقضي على المفعول الرادع للقوانين الدولية التي تحظر استخدام الاسلحة الكيميائية، ويعرض اصداقاءنا وشركاءنا على طول حدود سوريا للخطر … وقد يشجع الاسد وحلفاءه الأساسيين: حزب الله وايران”.

ويستأنف مجلسا الشيوخ والنواب العمل رسميا في التاسع من ايلول/سبتمبر مع انتهاء العطلة الصيفية ومن غير المقرر تنظيم عملية تصويت قبل هذا الموعد.

غير ان البرلمانيين يعتزمون اغتنام هذه الفرصة لادخال تعديلات جوهرية على القرار الذي اعده البيت الابيض في صفحتين، والتاكيد فيه على انه لن يتم نشر اي جندي اميركي على الارض.

ويخرج العديد من البرلمانيين منذ الاحد على وسائل الاعلام لانتقاد العملية التي يقترحها اوباما باعتبارها واسعة النطاق اكثر مما ينبغي، ومن بينهم حتى ديموقراطيون مثل السناتور باتريك ليهي الذي يحمل صراحة على النص.

ومن غير الوارد برأي هؤلاء البرلمانيين السماح للرئيس بتنفيذ اي عمل عسكري “ضروري ومناسب حيال استخدام اسلحة كيميائية او غيرها من اسلحة الدمار الشامل في سوريا”، مثلما تنص عليه الوثيقة بصيغتها الحالية.

وان كانوا سيساهمون في تحمل مسؤولية ضربات محتملة، فانهم يريدون وضع محاذير وحدودا حتى لا يتحملوا ايضا مسؤولية غرق الولايات المتحدة في مستنقع جديد في سوريا.

وتحدثت وسائل الاعلام الاميركية نقلا عن عدد من المسؤولين في الكونغرس بدون ذكر اسمائهم عن فرص ضئيلة في التصويت على القرار الذي ينبغي اقراره بالصيغة نفسها في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون، حتى يصبح نافذا.

وحده عدد ضئيل جدا من البرلمانيين اعلن دعمه رسميا للنص وستكشف جلسة الاستماع الثلاثاء في مجلس الشيوخ عن موقف عدد من الاعضاء الاساسيين مثل السناتور المحافظ ماركو روبيو الذي يرد اسمه كمرشح جمهوري محتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2016.

وتصور المعضلة التي يواجهها روبيو الخيار المطروح حاليا على الجمهوريين، ما بين التصويت مع “الصقور” على القرار واعطاء الرئيس الديموقراطي انتصارا سياسيا، او الوقوف الى جانب حركة حزب الشاي في رفض القرار ما سيضرب مصداقية الولايات المتحدة.

وفي ختام اجتماع في البيت الابيض الاثنين حذر السناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام الداعيان الى التدخل في سوريا من ان رفض القرار سيكون بمثابة “كارثة”.

وبهذا التحذير بدا السناتوران النافذان وكأنهما يعلنان دعمهما لباراك اوباما.