حلب, سوريا, 3 سبتمبر 2013,  ثائر الشمالي, أخبار الآن:

المتحدثون:
ابو الكرم  – مسؤول بوابة معبر “الموت” 
أحمد الحلبي – أمن معبر “الموت”
محمد – طفل شاهد على قنص أشخاص

حفاظا على حياة المدنيين من رصاص قوات النظام, عمد الجيش السوري الحر الى تنسيق وتأمين أمور “معبر الموت” في حلب, عن طريق إنشاء ما يسمى بـ “أمن المعبر”, لحماية السكان من مخاطر استهدافهم من قبل النظام. / ورغم ذلك لا يواجه الكثيرون في حلب عنتا في الدخول والخروج بين المنطقتين الخاضعتين للجيش الحر من جهة وقوات النظام من جهة أخرى.

مراسلنا ثائر الشمالي والتفاصيل …

معبرُ الموت الواقعِ في حيِّ بستانِ القصر.. هكذا يسميهِ سكانُ حلب، وهوَ المنطقةُ الفاصلة بينَ المناطقِ المحررة والمناطقِ الخاضعةِ لسيطرةِ النظام. سميَ بهذا الاسمِ لكثرةِ الضحايا التي وقعت هنا حيثُ يطلُّ على هذا المعبر ثلاثةُ قناصينَ تابعينَ لقواتِ النظام يستهدفونَ المارةَ.

يقول أبو الكرم مسؤول بوابة المعبر: “حفاظاً على حياة المدنيين قمنا بعمل عدة بوابات للدخول والخروج تفادياً من طلقات القناص مع ذلك فإن النظام يستهدف المارة من أكثر من جهة”.

عمدت كتائبُ من الجيشِ الحرِّ على تنظيمِ أمورِ هذا المعبر و تنسيقِ دخولِ الموادِ الغذائيةِ ضمنَ حدودٍ معينة وهذا نوعٌ من الحصارِ المطبقِ على القواتِ النظاميةِ فنشأَ ما يسمى بأمنِ المعبر لتنسيقِ ما يتمُّ إدخالُهُ من خلالِ المدنيينَ العابرينَ.

يقول أحمد الحلبي عنصر في أمن المعبر: “نحن نحاول تسيير أمور المدنيين و مراعاة سلامتهم ونقوم بتفتيش المواد الداخلة منعاً لتهريب أي ممنوعات”.

 الموتُ والذعرُ والخوفُ والتوترُ يملأُ المكانَ هنا فأيُ لحظةٍ كفيلةٌ بأن تكونَ اللحظةَ الأخيرةَ في حياةِ أي أحد. في اليومِ الذي أعددنَا فيهِ هذا التقرير وقعَ خمسُ أشخاصٍ ثلاثةٌ منهم فارقَ الحياة، وللأمواتِ أيضاً طريقٌ من هنا ليسَ فقطِ الأحياءُ والموادُ المعيشية حتى الأطفالُ كانوا شاهدينَ على دماءٍ سقطت بسببِ العبورِ من هنا من معبرِ الموت.

يقول الطفل محمد: “في واحد كان ماشي ولا ضربو قناص القصر البلدي و وقع على الأرض وصار ينزل منه الدم .. أنا شفته بعيني يا عمو”

رغمَ الحربِ و الدمارِ و الرعبِ هنا نشاهدُ أن الناسَ يدفعُهَا الأملُ للاستمرارِ في الحياة فنشأَ سوقٌ تجاريٌ بالقربِ من المعبرِ يحوي كلَّ ما يحتاجُهُ الفردُ من خضراواتٍ و موادَ غذائيةٍ وحتى ألعابُ الأطفال فنتساءَلُ هذهِ الإرادةَ أليست كفيلةٌ بتحقيقِ النصرِ و الهدفِ الذي يسعونَ من أجلِه ؟ هل حبُهم للعيشِ رغمَ كلِّ شيءٍ كافٍ لبناءِ سوريا من جديد.