دبي، 29 أغسطس 2013، أخبار الآن – قليلا ما تحدث الإعلام إلى عسكريين يعملون في قوات النظام. قليلا ما نعرف عمّا يجول في خاطرهم؟ ما الذي يحملهم على ما يفعلون؟ ما رأيهم فيما يحدث حولهم؟ كم يجب أن تتعاظم المعاناة حتى يأخذوا موقفا في الاتجاه الآخر؟ فيما يلي بعض الشهادات من داخل مؤسسة النظام العسكرية.
في النصف الأول من هذا الشهر، تحدث مراسل أخبار الآن في ريف دمشق، محمد صلاح الدين، إلى عقيد في قوات نظام الأسد من الطائفة العلوية. محمد عرّف عن العقيد بأن لا يزال على رأس عمله في إحدى وحدات إطلاق الصواريخ وأنه من الطائفة العلوية. أبرز ما قاله العقيد هو أن الأسد لم يعد قادرا على إعادة الاستقرار والكينونة إلى الدولة والمجتمع السوري؛ وأن العلويين لم يعودوا يدافعون عن بشار الأسد وإنما انقسموا إلى ثلاثة أقسام:
منهم من يريد المال والسلطة؛ ومنهم من تورط في الدم ويريد الخروج خروجا آمنا يبقي على حياتهم وأسرهم. وقسم ثالث من الشرفاء الذين لا حول لهم ولا قوة خاصة بعد أن فقد الجيش الحر الثقة بالعلويين
بسبب وضع النظام الطائفة في خانته. في موقع زمان الوصل وبعد يوم من مجزرة الغوطة، نُشر مقال عن صفحة فيسبوك أنشأها عسكري في صفوف قوات الأسد؛ وجاءت
بعنوان “أنقذوا الجيش السوري.” يقول العسكري إن لديه معلومات خطيرة تُفيد بسيطرة وتحكم حزب الله والقوات الإيرانية بصنع القرار في المؤسسة العسكرية السورية.
يقول: “سيقول البعض إن اﻹيرانيين ومقاتلي حزب الله يساعدوننا على محاربة اﻹرهابيين وهم حلفاؤنا ضد المؤامرات الصهيونية. أعود وأكرر ماقلته من قبل أنا رجل عملي ولست ضد التحالفات أبداً لكن علاقتنا تجاوزت علاقة التحالفات إلى التبعية … تأتي القوات اﻹيرانية إلى بلدنا وتملي علينا كيف ندير الحرب ويعتقد اﻹيرانيون أنه لا يحق لنا أن نستغرق بعض الوقت للتفكير بأوامرهم … لا يكفي بل إن اﻹيرانيين يدربون اﻵﻻف من الميليشيات لتحل محل جيشنا ليس فقط الشبيحة بل كجيش ‘باسيج’ سوري وليس لدي أي شك أنهم سيعلنون قريباً عن حزب الله السوري.”
لفت انتباهنا أيضا في هذا المجال، مقال في يونيو العام الحالي وفي موقع بانوراما الشرق الأوسط. المقال جاء بعنوان “إلى متى” ونُسب إلى شخص سمّى نفسه “أبو خضر”. يقول:
 “في يوم سمعت بخبر استشهاد صديقي بالكلية العميد الركن شرابي الذي تدربت معه لحماية تراب الوطن من العدو الاسرئيلي وقد قتل بأيدي سورية في إدلب. ثم جاء الخبر الذي كسر ظهري وهو استشهاد أبن أخي الذي اعتبرته دائما ابني لأنني لم أرزق بالصبيان وقد شجعته بنفسي على الالتحاق بالجيش العربي السوري. وعندما رأيت جثته المهمشة في ذلك الوقت بالذات أحسست بالإنكسار الكامل وبدأت أراجع نفسي وأسأل السؤال الذي لم أتوقع طرحه بحياتي…لماذا وإلى متى سنذبح بعضنا كسوريين؟ ومن أجل من؟ هل هي فعلأ معركة وطن؟ لماذا تتدمر البلد؟ من هو الرابح؟ …. جيشنا الباسل الذي تدرب لأجل حماية الشعب والوطن فقط…نرى بعض أفراده اليوم يعتدون على الشعب-بعيدا عن بطولاتهم المعمودة – … نحن نحتاج لوقفة حق مع أنفسنا من أجل الأجيال القادمة لكي نجد حلأ مقبولأ يضع حدأ لسفك الدم السوري الطاهر.”