ريف دمشق، سوريا، (جابر المرّ، أخبار الآن) – تعيش قدسيا والهامة بريف دمشق في ظل سلام مفترض مع النظام السوري الذي لم يراعي حرمة أو ذمة في هذه المناطق، هذا السلام المحمول على هدنة بين الجيش الحر في هذه المناطق وقوات الأسد بعد مجزرتين مروعتين ارتكبهما النظام أثناء اقتحامه لهما ما ترك عددا كبيرا من البيوت المحترقة.
الهدنة الموقعة لا تعفي المناطق المذكورة من عمليات دهم واعتقال وحتى عمليات قنص من شبيحة المناطق المحيطة بهاتين المنطقتين كالسوار المشكل من جبال تعلو هذه المناطق، ما يجعل قصفها وقنص أبنائها أمرا بغاية البساطة.
ما إن بدأت الأنباء تتواتر عن عملية عسكرية للولايات المتحدة تفضي إلى ضرب مواقع عسكرية للنظام إلا وبدأ أهالي قدسيا والهامة في ريف دمشق باسترجاع ذاكرتهم الحديثة المتمثلة بالضربة العسكرية الإسرائيلية لمعمل البحوث العلمية في جمرايا وجبل قاسيون، الضربة الإسرائيلية التي تركت آثارها على نوافذ وجدران المنطقة، وكانت أكثر أمانا لهم من قصف النظام، بسبب دقة الإصابة وعدم عشوائيتها كما يذكر الأهالي (مشيرين بالعشوائية لضربات النظام).
تقترب الضربة العسكرية الأمريكية فيما تبدأ الجمعيات الخيرية المحلية بتنظيف الملاجئ وجمع المعلبات والمواد الغذائية الأخرى فيها تحسبا لأي طارئ قد يصيب هاتين المنطقتين وهما القريبتين من الجبال المستهدفة، وعلى عكس أجواء الحرب المعهودة لا يسيطر جو من الرعب والفزع على أبناء هذه المناطق فبينما ينتظر البعض القصاص من قاتل الأطفال صاحب السلاح الكيماوي، يبقى البعض الآخر في حيرة من أمره أمام الضربة الأمريكية التي لو وجهت بظروف غير التي تشهدها البلاد اليوم لكان منتظرو هذه الضربة أول من يقف للدفاع عن المعسكرات السورية من النيران الأمريكية.
“لو ما تعب قلبنا من مجازر الأسد.. ولو سمع صوتنا من سنتين ونص لليوم.. كان نحنا دافعنا عن مواقعنا العسكرية بأرواحنا.. بس كيف ندافع عنها وهي عم تجهّزلنا الكيماوي؟؟” هكذا وبغصة تكلم يزن من الهامة. أما أم سمير وهي مهجرة من ريف دمشق كان لها رأي آخر “اليوم صارت الناس تقبل بأمريكا؟؟ ما فيني أوصف هالكلام غير بالخيانة” وعندما وجهنا إليها سؤالا عن كيفية إيقاف الضربات الكيماوية بدون تدخل عسكري صمتت ولم تجب!!. أما غسان وهو ممثل يعمل في أحد أقبية ضاحية قدسيا على مسرحيته الجديدة في المنطقة التي مازال النظام يسيطر عليها أجاب: “طالما أن الضربة الأمريكية لن تقتل مدنين فلن أحزن على العسكر الذين يقتلون شعبهم.. لست فرحا بالضربة العسكرية لكني لا أجد حلا سواها”.