صنعاء – 20 اغسطس 2013- نبيل اليوسفي- اخبار الان – يعول غالبية اليمنيين على مؤتمر الحوار الوطني الشامل فبالنسبة اليهم هو طوق النجاة لاخراج البلاد من ازماتها المتعددة ، لكن على الرغم من القضايا الشائكة التي يعمل مؤتمر الحوار على معالجتها الا ان ملف القضية الجنوبية يعد من اعقد الملفات ، وبحسب الناشط في الحراك الجنوبي شفيع العبد فان هذه القضية وباعتراف كل القوى المشاركة في مؤتمر الحوار هي مفتاح الحل وبدون حلها فلن يستطيع احد ان يحل ازمات اليمن.
ان الازمة القائمة اليوم في اليمن هي ازمة وحدة حيث ان الكثير من الجنوبيين يرون ان هذا المشروع قد سقط في حرب صيف 1994 بعد اعلان نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الانفصال عن شمال اليمن وهي اللحظة التي بدا فيها ظهور ما يسمى بالقضية الجنوبية.
واحد وثلاثون نقطة طرحها أعضاء مؤتمر الحوار من الفريق الجنوبي بحسب شفيع العبد وعلى راسها الاعتذار للجنوب حول حرب 94 وإعادة المسرحين الى أعمالهم وإعادة الأراضي الى اصحابها واعادة مؤسسات الدولة في الجنوب والتواصل مع كل القوى الجنوبية للحوار، وايقاف الامتيازات في القطاعات النفطية في الجنوب، ومنع العبث بالثروة السمكية وإلغاء اي فتوى دينية صدرت بحق الجنوب، وتلك اجراءات هدفها اعادة بناء الثقة في الفريق الجنوبي ،وهي بحسب الناشط الحراكي لا تتطلب اكثر من شجاعة من قبل الاطراف السياسية التي تسببت فيما وصل اليه الجنوب من احتقان وان كانت هذه القوى عبحسب قول الناشط لن تقدم ابدا على هذه الخطوة كونها تعمل على اعاقة العملية السياسية في اليمن.
إن دعوة الشرعية الدولية للحوار في اليمن هي الدافع الوحيد الذي شجع الغالبية من قادة فصائل الحراك الى المشاركة فيه، هدفهم لفت انظار المجتمع الدولي لقضيتهم وان كان المشروع الأكثر حضورا داخل الجنوب بحسب شفيع العبد يتمثل في استعادة الدولة و تجاوز الخلافات القائمة بين فصائل الحراك على كثرتها و اختلافها ،والتي قلل عضو الحوار من شانها معتبرا أنها ليست اكثر من خلافات بين القيادات على الزعامة لكن على مستوى الحراك الشعبي الجماهيري فلا يوجد اي خلافات،مشيرا ان اطرافا خارجية من مصلحتها تأجيج الشارع الجنوبي وعلى رأسها إيران التي لم تكتفي بحشر انفها في الشأن الجنوبي فحسب بل في شئون اليمن بشكل عام، فالموقع الاستراتيجي لخليج عدن تحديدا ربما اسال لعابها للتمركز فيه وذلك لبسط نفوذها على المناطق المجاورة ،لكن الحراك الجنوبي يرفض هذا التدخل او اي تدخل اجنبي اخر حتى لا تتميع قضيتهم او يلتف عليها،لكن وان كان الحراكيون سيقفون حائط صد ضد اي تدخل اجنبي فربما لا يستطيعون حماية فصائلهم من اختراق عناصر تنظيم القاعدة وغيرها من القوى الاخرى.
مؤخرا وبعد اجازة عيد الفطر بدأت بوادر ازمة جديدة تلوح في افق مؤتمر الحوار اليمني بعد تغيب فريق القضية الجنوبية عن مواصلة المشاركة في هذا المؤتمر المنعقد في العاصمة صنعاء منذ بضعة اشهر حيث يصر بعض اعضاء الفريق على تقاسم نسبة تمثيل المشاركين في المؤتمر بين الجانبين وعقد حوارفي دولة محايدة ، الا ان مراقبين يرون ان هذه الشروط تعجيزية وبداية لرسم ملامح الدولة الجنوبية المستقلة وهو مايعد مخالفة واضحة لبنود المبادرة الخليجية وتخييبا لامال الغالبية من اليمنيين الذين لايرون في الانفصال سوى بداية لتمزيق البلاد الى دويلات مستقلة،وعلى الرغم من اقتراب موعد انهاء مؤتمر الحوار لأعماله خلال سبتمبر المقبل الا ان الكثير من القضايا الجوهرية الى جانب القضية الجنوبية لم تتضح معالم حلولها حتى اللحظة، وهو ما يجعل الكثير من اليمنيين يخشون من ان تفضي الاشهر السته من عمر الحوار الى انزلاق البلاد الى مربع الحرب الاهلية