لبنان، 19 أغسطس 2013، أخبار الآن- أكد الجيش الحر قتل القيادي في حزب الله اللبناني حسام علي نسر وعشرين فرداً أخرين في كمين نصبه لهم.

وتشير المعلومات إلى أن نسر كان يقاتل في جبهة السيدة زينب جنوب شرق دمشق.
أهالي قرية كفرصير في جنوب لبنان مسقط رأس نسر أشاروا إلى أنه دفن يوم السبت الماضي في القرية.

وقد  اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة استعداده التوجه شخصيا الى سوريا وقال “اذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الارهابيين التكفيريين ان اذهب انا وكل حزب الله الى سوريا، سنذهب الى سوريا”.
             
وتابع نصر الله “ان احد ردودنا على اي تفجير من هذا النوع (…) اذا كان لدينا مئة مقاتل في سوريا سيصبحون مئتين، اذا كان عندنا الف مقاتل في سوريا سيصبحوا ألفين، واذا كان عندنا خمسة آلاف مقاتل في سوريا سيصبحون عشرة آلاف”.
             
وكان يشير الى التفجير في الضاحية الجنوبية لبيروت ، معقل حزب الله، الخميس الذي اوقع 22 قتيلا.
وتعرض “حزب الله” اللبناني الشيعي لتفجير دام في عقر داره الضاحية الجنوبية لبيروت، على وقع استمرار قتاله في سورية إلى جانب حليفه نظام دمشق، ما يضاعف هشاشة الوضع الأمني في لبنان الذي يفتقر إلى حكومة منذ خمسة اشهر.
والتفجير الذي نفذ بسيارة مفخخة أول من امس مخلفا 22 قتيلا على الاقل واكثر من 300 جريح، استهدف قلب الضاحية الجنوبية معقل الحزب وقلعته الامنية بامتياز. ويعتبر الهجوم الاكثر دموية الذي استهدف هذه المنطقة الشيعية منذ نحو ثلاثة عقود.
ورغم ان الحزب احتاط للأمر بتدابير أمنية مشددة، فإن ذلك لم يحل دون تعرض الضاحية الجنوبية لتفجير سيارتين مفخختين في مناطق مكتظة في فترة لا تتجاوز 40 يوما.
ويعتبر استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي ان التنظيم الشيعي يتحمل تبعات مشاركته في قتال المعارضة السورية إلى جانب نظام بشار الأسد، ويقول إن “حزب الله ارتكب خطأ استراتيجيا (عبر المشاركة في النزاع السوري) وهذه هي النتائج”.
وتبنت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم “سرايا عائشة ام المؤمنين للمهام الخارجية” تفجير الخميس في شريط مصور لا يمكن التاكد من صحته، بينما اكد الجيش السوري الحر عدم وجود اي صلة له بالتفجير.
ويعلق العزي “اليوم، بات لدى منظمات ارهابية ذريعة للقول انها ترد على مشاركة حزب الله في الحرب”.
بدورها، اعتبرت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله ان الاخير “يدفع ثمن موقفه” في سورية.
وشهد لبنان تفجير سيارات مفخخة طوال الحرب الاهلية بين العامين 1975 و1990. وخلال الأعوام الاخيرة، استهدفت هجمات مماثلة شخصيات مناهضة للنظام السوري في مقدمها رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري.
لكنها المرة الاولى منذ اندلاع النزاع في سورية المجاورة في اذار/مارس 2011 تستهدف فيها سيارات مفخخة معقلا لحزب الله.
وقد اختار منفذو التفجير منطقة الرويس السكنية حيث كان الامين العام للحزب حسن نصرالله قام باطلالة نادرة في الثالث من اب/اغسطس الجاري وشارك شخصيا في احياء “يوم القدس”، علما انه عادة ما يطل على مناصريه عبر شاشات عملاقة لدواع امنية.
وينضم تفجير الرويس إلى سلسلة مواجهات واعتداءات دامية يشهدها لبنان منذ بدء النزاع في سورية على خلفية انقسام حاد بين الشيعة المؤيدين لنظام دمشق بقيادة حزب الله والسنة الداعمين للمعارضة السورية.
وبات واضحا ان سياسة الناي بالنفس التي حاولت السلطات اللبنانية تبنيها باتت في خبر كان مع المشاركة المباشرة للتنظيم الشيعي في الاحداث السورية. ويزداد المشهد قتامة مع اخفاق المساعي منذ خمسة اشهر لتاليف حكومة جديدة اثر استقالة حكومة نجيب ميقاتي التي كان يهيمن عليها حزب الله في آذار (مارس) الماضي.
ويؤكد العزي ان “لبنان اصبح بدون سقف على الصعيد الامني اكثر من اي وقت مع غياب الدولة والتسوية السياسية”.
وكانت مدينة طرابلس في الشمال اول من دفع ثمن الانفلات الامني عبر جولات عدة من المواجهات بين احياء سنية متعاطفة مع المعارضة السورية واخرى علوية مؤيدة للنظام خلفت عشرات القتلى.
كذلك، قصف الطيران السوري مرارا بلدة عرسال الحدودية (شرق) بحجة ان مقاتلين سوريين معارضين يتسللون عبر الحدود التي لم تكن في مناى من جولات ملتهبة طاولت العديد من القرى اللبنانية.
وجنوبا، كان لمدينة صيدا نصيبها الدامي مع اندلاع مواجهات عنيفة بين الجيش اللبناني ومقاتلي رجل الدين السلفي المتشدد احمد الاسير في حزيران (يونيو) الفائت، اسفرت عن مقتل 18 جنديا لبنانيا وانتهت بفرار الاسير.
والاسبوع الفائت، خطف طياران تركيان بيد مجموعة تطالب انقرة بالضغط على مقاتلي المعارضة السورية للافراج عن تسعة حجاج لبنانيين شيعة خطفوا قبل نحو عام في شمال سورية. ويقول العزي “لقد دخل البلد في مرحلة بالغة الخطورة. اننا ندخل في نفق مظلم لا احد يعلم متى سنتمكن من الخروج منه”.