الخرطوم,السودان, 12 أغسطس ,الشرق الأوسط- دعا تحالف أحزاب المعارضة السودانية الى الإسراع بإعلان السودان منطقة كوارث بعد السيول والأمطار التي اجتاحت البلاد أخيرا، حتى يتسنى للمنظمات التطوعية والدولية القيام بواجباتها تجاه السكان، وانتقد التحالف تقاعس حكومة الرئيس عمر البشير، وعدم حرصها على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
ومن المتوقع أن بتواصل هطول الأمطار الغزيرة طوال الأيام المقبلة.
قال تحالف أحزاب المعارضة السودانية إن السيول والأمطار التي اجتاحت البلاد أخيرا، كشفت عجز حكومة الرئيس عمر البشير، وعدم حرصها على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، مما أفقدها للشرعية؛ التي تفتقدها أصلا. وكشف متحدثون باسم التحالف المعارض، عن ما أسموه كارثة إنسانية حلت بالبلاد وتقاعست عنها الحكومة.
وقال المتحدث باسم التحالف المعارض ممثل حزب «المؤتمر الشعبي»، المحامي كمال عمر، للصحافيين، إن ما شهدته البلاد أكد غياب الحكومة تماما، وأكد ضعفها وتهاونها بحياة وممتلكات المواطنين، وأنها فشلت تماما في مواجهة الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها الأمطار والسيول.
وأعلن عمر فتح دور الأحزاب المنضوية تحت لواء التحالف المعارض، لتكون مراكز لتلقي المساعدات لتقديمها للمتضررين من الكارثة، وتكوين لجان من كوادر وقيادات الأحزاب للغرض ذاته، ودعا الحكومة لتحمل مسؤولياتها تجاه الكارثة التي وصفها بأنها ترقى لمستوى «إعلان السودان منطقة كوارث».
ووصف عمر ما تتناقله وسائل الأنباء عن اعتكاف الرئيس البشير لوضع حل لمشاكل السودان، بأنه «اعتكاف باطل، ولن يأتي للبلاد بخير، لأن الكوارث سببها المفسدون في الحكم». وحذر عمر الحكومة من المضي قدما في رفع الدعم عن المحروقات والسلع الرئيسة، واعتبره «خطا أحمر»، وقال: «ثورات التغيير تحدث بغتة، وإن دواعي قيام الثورة والغليان والتسخين متوافرة في البلاد».
من جهته، حذر ممثل «الحزب الناصري» ساطع أحمد الحاج في حديثه للصحافيين، من كارثة إنسانية وصحية وتعليمية قد تترتب على السيول والأمطار، ومن الأضرار البيئية التي قد تنجم عنها وتتسبب في مخاطر صحية كبيرة بانتشار الأوبئة والأمراض. وقال الحاج إن تحالفه وحزبه، يدينون بأقصى العبارات، ما سماه الغياب التام للحكومة وأدواتها في مواجهة الآثار المترتبة على السيول والفيضانات، وتعمدها وتقصدها إهمال مواطنيها، وعدم قيامها بمسؤوليتها الأخلاقية والوطنية.
وشكا مواطنون متأثرون من الأمطار، حضروا المؤتمر الصحافي من الغياب التام للدور الرسمي في مواجهة الكارثة التي حلت بهم، وقالوا إن حكومة الولاية غائبة تماما، وإنها اكتفت بـ«الفرجة» في معاناتهم، وتخلت عن مسؤوليتها للمنظمات التطوعية والشبابية.
بينما قال القيادي بـ«الحزب الشيوعي» صديق يوسف إن تحالف المعارضة يعمل بتنسيق تام مع الولايات والناشطين لمواجهة الآثار المترتبة على الكارثة الإنسانية التي حلت بالبلاد. وأضاف يوسف في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الفساد وضعف البنيات التحتية هو السبب الذي حول الأمطار إلى سيول دمرت مساكن المواطنين وممتلكاتهم وأزهقت أرواحهم»، وأوضح أن الأخطاء الهندسية والتصميمية الناجمة عن الفساد، هي السبب الرئيس الذي حال دون تصريف المياه إلى النيل، وأن الطرق التي أنشئت من دون مواصفات هي السبب في جل الأضرار التي لحقت بالناس في مناطق شرق الخرطوم، والولايات الأخرى، لأن طرق الأسفلت المخالفة للمواصفات، تحولت إلى (سدود) حبست المياه ومنعت تصريفها إلى النهر، فأدت إلى انهيار المنازل والمنشآت المدنية الأخرى.
وفي مواجهة كارثة السيول، تواصل «مبادرة نفير» الشبابية الشعبية عملها الذي افترعته منذ أمطار نهاية يوليو (تموز) الماضي، لتقديم العون للمتضررين من الأمطار والسيول في مجالات الغداء والدواء والإيواء، في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم والولايات.
ونشأت «مبادرة نفير» من مجموعة شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الإنترنت، وبلغ عدد المتطوعين فيها أكثر من 1200 شاب وشابة، يعملون على مدار الساعة في تلقي البلاغات من المتضررين، وتوفير التمويل وتوزيع المعونات الغذائية وخدمات الإيواء والرعاية الصحية للمتأثرين.
وقال عضو لجنة المبادرة معز إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة «نفير» تسعى لنقل جهد آلاف الشباب للمناطق المتضررة عبر فرق ميدانية متخصصة، بقدر ما تسمح به إمكاناتها، وعن طريق صفحتها على «فيس بوك» وعن طريق نشر هواتف المبادرة لتسهيل الاتصال بها. وأضاف أن مبادرتهم تسعى للوصول لأكبر عدد من المتضررين، بيد أنها، وبحكم طبيعتها وقدراتها، لا تستطيع الوصول للأماكن كافة، وحال عجزها فهي تناشد الجهات التي تملك القدرات الفنية التي تمكنها من الوصول للمناطق التي تعجز عن وصولها.
وحذر المتحدث باسم المبادرة من أخطار تواجه آلاف العاملين في التنقيب الأهلي عن الذهب في منطقة العبيدية بشمال البلاد، وقال إنهم معرضون لخطر الموت ما لم تعمل الجهات القادرة على الوصول إليهم وإنقاذهم، بيد أنه قال إن القوات المسلحة استجابت لمبادرتهم وتعمل على إنقاذهم. وأضاف إبراهيم أن جهد «مبادرة نفير» المتواصل على مدار الساعة أفلح في تقديم المساعدات من غذاء وإيواء لأكثر من (8%) من المتضررين.
وأهابت «نفير» بالشباب والمنظمات الطوعية في كل أنحاء البلاد لإقامة مبادرات شبيهة في مناطقهم، لأن فكرة «النفير» تقوم على أن أصحاب الحاجة هم يهبون لمواجهة مشاكلهم، وأوضحت أنها لا تستطيع «تنظيميا» في الوقت الراهن القيام بعمل يشمل كل المناطق المتضررة، لكنها على استعداد للتعاون معهم ودعمهم بما تملك من قدرات وفوائض.