الرقة، سوريا،10 أغسطس، رمال نوفل، أخبار الآن – إثنا عشر يوما مضت على اختفاء الأب باولو، الذي عاش عقودا في سوريا والموالي للثورة هناك. آخرُ مرة شوهد فيها كانت في الرقة
ما وصل لأخبار الآن من مقربين رافقو الأب باولو في رحلته هو أنه أخبرهم أنه جاء بهدف لقاء قادةِ ما يُعرف بالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، ورجحوا أنه كان سيلتقي البغدادي. لم يتسن لنا معرفة ما إذا كان سيلتقيه في سوريا أم في العراق. لكن ما نُقل لنا أيضا أنه أوصى مرافقيه بألا يقلقوا عليه أو ينشروا عنه خبرا لمدة ثلاثة أيام لأنه سيكون في تلك المهمة؛ أما إن تأخر أكثر فإن ذلك سيعني وقوع خطأ ما.
قبل انطلاقة في مهمته بساعات، مراسلتنا في الرقة رمال نوفل التقت الأب باولو الذي تحدث لها عن رغبته في أن يضمن إطلاق سراح معتقلين والبحث في مصير مختطفين في المنطقة بالإضافة إلى رغبته في أن يكون جسرا يوحد أهداف الثورة.
إليكم اليوم الجزء الثالث والأخير من هذه المقابلة.

مراسلة أخبار الآن: هل تؤمن بزوال النظام؟

الأب باولو: النظام زال عن الوجود بقرار شباب عراة الصدور ان هذا النظام ساقط، ولو النظام بإذن من المجتمع العلوي المجرم بقلة ممارسة الديمقراطية تجاه السوريين ولو اليوم لا سمح الله ان المجتمع الدولي يقرر إبقاء الاسد ويستخدم الكيميائي ويقتل مليون سوري ويهجر عشرة ملاين هذا لا يؤثر على سقوطه، هذا النظام سقط بقرار من هذا الشعب الشريف،، هذا النظام اسقط نفسه وشرعيته الى يوم التاريخ الى ابد الابدين.انا رأيت الحق، أنا رأيت الشباب الذين ماتوا في سبيل الحق واتمنى ان انظم اليهم.

مراسلة أخبار الآن: كيف ترى سوريا ما بعد سقوط النظام؟

الأب باولو: أنا ضد التوقع، أنا مع ماذا أريد إنطلاقاً من المعطيات الحالية، التوقع كأنه أليات ميكانيكية تمشي في طريق تلقائي وحتمي. توقعي ان الحكماء في سوريا والشعب الواعي والشعب التقي والشعب المسلم التقي ان يتفقوا ان الثورة يجب ان تتم ويجب ان يكون هناك المرونة الكافية للتفاوض وذلك من أجل وحدة سوريا والتعددية.

مراسلة أخبار الآن: ماذا تقول للمحايدين من أبناء الشعب السوري؟

الأب باولو: يقول المسيح ليتكم كنتم حارين أو باردين ولكنم فاترين وسوف أتقيأكم. التاريخ سوف يتقيأ من هؤلاء، نحن دعو الحيادين الذي يتهربوا من المسؤولية. نقول لكم ان الذي كان مع النظام وانشق وانضم الى صفوف الثورة هو أفضل منكم.

مراسلة أخبار الأن: الثورة مستمرة من سنتين ونصف، وبالتأكيد مررت بظروف صعبة في حياتك. ما هي أصعب اللحظات التي مرت عليك خلال السنتين ونصف؟

الأب باولو: لحظات كثيرة لكن هناك لحظة تذكرتها الأن كنا في اجتماع المعارضة السورية بالجامعة العربية في تموز 2012 ولم يتفق السوريين فيما بينهم، تيار علماني، تيار كردي، تيار إسلامي والاخوان الكرد تركوا الصاله بالرغم من كل اعلام العالم الذي ينتظر جواب بالوحدة الوطنية في رغبتنا المشتركة في ارادتنا في قرارنا في اسقاط النظام. كل طرف اصبح يبحث عن منطقة له في البلد. ورأيت انه داخلين على نفق اليم طويل مظلم. في لحظات معينة يحس الشخص بالكارثة القادمة، لحظة كسر، وكأن الشي الذي لم يتم الان يحتاج الى وقت طويل لإتمامة.

مراسلة أخبار الأن: كلمة أخيرة توجهها لبشار الأسد؟

الأب باولو: لو كنت تحسن سماعي يا بشار الأسد كنت تتذكر أن الكثير منا حاول إقناعك أن مصلحتك ومصلحة اهلك وولادك وبلدك هو إنهاء القتال بالتحول الديمقراطي. وانت تعرف انه كنا مستعدين مساعدتك في هذا التحول. للأسف الشديد المحيط الذي حولك والظروف والتربية واسباب كثير انت تعرفها أدت بك الى موقف نزل من قيمتك الى اسفل السافلين وأذهبت القيم الإنسانية الموجودة بداخلك وشوه الآدمية التي خلقت لها واليوم أنت رجل فاشل، وعلى فرض أنك استعدت البلد، وعلى فرض أنك إنتصرت وقتلت الناس كالجراذين أو الجراثيم ألا ترى أنك تجعل من نفسك وحش تاريخي يضرب فيه المثل من أوحش الناس في تاريخ البشر بشار الأسد. ما العمل الان. ألا ترى من الافضل من الاشرف من الأصح أن تتوب. وترى انه الكارثة التي حدثت حدثت وصنعتها انت واهلك وجماعتك. هي حصلت، ما العمل الأن؟ عليك أن تصنع شيء من الحل المتبقي في يدك.