تطورت اسلحة الثوار في سوريا من حاجتهم إلى عتاد يواجهون فيه قوات النظام السوري. في ريف إدلب تعمل كتائب احرار الشمال على صناعة صواريخَ محلية وبأدوات بسيطة لتقصف فيها مواقع تمركز قوات النظام. صهيب الخلف زار مقر الكتيبة في ريف إدلب واعد التقرير التالي
لم تكن لديهم ادنى خبرة بهذا المجال, لم يدرسوا علوم الكيمياء أو معادلات الهندسة, بل هم شباب سوريون انخرطوا في صفوف الجيش الحر ضمن كتائب أحرار الشمال في ريف ادلب, كانوا على موعد مع الثورة ضد آلة جيش مدمرة اضطرتهم إلى الخوض في مجال تصنيع الصواريخ وإطلاقها, ليحموا أهلهم وأطفالهم, ويستعيضوا قدر الإمكان عن الدعم الدولي الذي وعدوا به كثيرا, قد تشرح ورشتهم البسيطة واقعهم ومحلية موادهم الأولية.
بأمل وفرح ممزوجين بساعات من الجهد والتعب يصلون إلى مرحلة إطلاق الصاروخ, ينصبونه على قاعدة بسيطة لم يتطلب صنعها سوى عزيمة وهمة عالية وخبرة بسيطة تحصلت من خلال التجارب المتكررة.
لم يحيرهم كثيرا إيجاد اسم مناسب لصاروخهم الجديد, فمشاعرهم الإنسانية والدينية لم تكن غائبة فسموه – روهينغا – تعبيرا عن نصرهم وتعاطفهم مع مسلمي ميانيمار, أما عن مشاعرهم حينما ينجحون في إصابة الهدف في قاعدة عسكرية أو حاجز لجيش الأسد, فهي دموع لونتها صيحات التكبير وحملتها آمالهم وصاغها طموحهم بتحقيق النصر, لتكون بحق أفضل جائزة مقابل تعبهم وجدهم.