كثيرون ممن يتخوفون على مستقبل الثورة السورية، يلفتون إلى وجود عناصر متشددة تقاتل قوات النظام وتدين بولاءات شبيه بالولاء للقاعدة وأشباهها. من هذه العناصر جبهة النصرة ولواء حلب الشهباء الإسلامي، وحركة الفجر الاسلامية، ودرع الأمة، وغيرها.
فيما يلي شهادة لإعلامي سوري، يفضل عدم كشف هويته، قام مؤخرا بزيارة إلى شمال سوريا. فيما يلي يتحدث عن الخطر والضرر المتحصل من هذه العناصر المتشددة
عند دخولي إلى سوريا من بوابة اعزاز بحلب، لم أصادف أياً من المقاتلين الأجانب والعرب الذين سمعت عنهم، بل قابلتهم في حلب ، على خط الجبهة، هناك اتخذوا مواقعهم الحصينة والخطيرة: وجها لوجه مع قوات النظام. التكتيك العسكري الذي يتبعونه يجعل من السهل عليهم إيجاد موظئ قدم في مدينة شاسعة

مثل حلب. لأنهم يختارون اماكن يتردد حتى مقاتلو الجيش الحر في التواجد فيها، مثل حي الاذاعة. وشيئاً فشيئاً يترك مقاتلو الجيش الحر بانفسهم هذه المواقع لجبهة النصرة وأحرار الشام اللذان يضمان عددا كبيراً من العرب والأجانب من مختلف الدول (ليبيا ، المغرب، تونس، مصر، الخليج، الشيشان). لكن لا

تواجد مطلقاً لأفغان أو باكستانيين.
في الفترة الأخيرة قام مقاتلو جبهة النصرة بتغيير مواقعهم، وانتشروا في الريف الحلبي بشكل خاص، كما استولوا على كتيبة دفاع جوي شرقي حلب، وأصبحوا أقوى التشكيلات العسكرية وخاصة بعد انقطاع دخول السلاح إلى سوريا لمدة شهر كامل.. فقام مقاتلو الجبهة بالهجوم على المقرات العسكرية الحصينة

جدا، واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة، وبالتالي أصبح لديهم سلاح يمكن ان يقوموا بتوزيعها على الكتائب الأخرى، لكن بشروط: تبني أفكار القاعدة ولو في الاعلام فقط!.
طبعاً، انتقالهم إلى الريف جاء بسبب شعورهم أن الجيش السوري الحر سيلتفت إليهم ليلاحقهم في حال قرر الغرب دعم الثوار بالسلاح. الثمن سيكون محاربة القاعدة.
الأمر الأخطر حالياً، هو انتشار محاكم شرعية لجبهة النصرة في بعض المواقع بريف حلب.. ويصدرون أحكاما متشددة جدا في قضايا مثل السرقة أو ضد من يشرب الخمر.. والسوريون في مناطق الثورة يبدو أنهم قرروا في غالبيتهم بضرورة القضاء عليهم قبل أن ينشوؤا محاكم رسمية تستمد قوانينها واحكامها

من مرافعات أيمن الظواهري الميدانية!!.