أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نهاد الجريري) 

أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي أنها قتلت زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، أبا مصعب عبدالودود المعروف أيضاً باسم عبدالمالك دوركدال. 

في سلسلة تغريدات على تويتر، قالت بارلي إن القوات الفرنسية نفذت عملية يوم الأربعاء ٣ يونيو في شمال مالي أسفرت عن قتل دروكدال وعدد من معاونيه. فرنسا تقود تحالفاً عسكرياً يضم دول الساحل الإفريقي الخمسة G5 بهدف اجتثاث الإرهاب من المنطقة. 

إن تأكد الخبر، فستكون هذه ضربة قاصمة للقاعدة كلها، ففرعها في إفريقيا يكاد يكون الوحيد المتماسك وسط الفوضى التي تعيث بالتنظيم في الشرق الأوسط وأفغانستان. 

يعد دروكدال شخصية مهمة ليس فقط كقائدٍ لفرع من أفرع القاعدة، وإنما أيضاً لأنه لعب دوراً هاماً في إدخال القاعدة إلى إفريقيا. فعندما كان زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، قاد تحوّلاً داخل الجماعة ضمن مفهوم “العدو القريب والعدو البعيد” وانتقل “بالجهاد الجزائري” إلى العالمي ووسع دائرة الصراع من المحلي إلى الإقليمي. وبهذا المعنى، قاد مفاوضات الانضمام للقاعدة منذ ٢٠٠٣ حتى أتمها في ٢٠٠٧/٢٠٠٦ وتأسس فرع القاعدة في المغرب الإسلامي.

ومرة أخرى كان له دور كبير في تشكيل تحالف يضمّ الجماعات الموالية للقاعدة في غرب إفريقيا والساحل؛ فتأسست عام ٢٠١٧ “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” وهي تكتل يضم أربع جماعات: القاعدة في المغرب، كتائب ماسينا، المرابطون، وأنصار الدين. وهذه الجماعة ظلّت تنافس تمدد داعش في المنطقة بشكل حثيث.

دروكدال سيكون ثالث قيادي رفيع يخسره التنظيم في إفريقيا خلال عام تقريباً. في فبراير الماضي، أعلن دروكدال نفسه قتل اثنين من كبار أعضاء مجلس شورى التنظيم هما أبو عياض التونسي ويحيى أبو الهمّام. الرجلان قتلا في غارة فرنسية على مالي في فبراير ٢٠١٩. 

آخر مرة ظهر فيها دروكدال كانت في ١٦ مارس الماضي في كلمة صوتية بعنوان “فرنسا وبيت العنكبوت،” وفيها تحدث عن “رغبة الناس” في أن تتفاوض حكومات المنطقة مع القاعدة للخروج باتفاق يشبه اتفاق طالبان مع واشنطن المبرم في فبراير الماضي. 

دروكدال من مواليد الجزائر عام ١٩٧٠، ويحمل الشهادة الجامعية الأولى في فرع التقنية من جامعة بليدة. انضمّ إلى الجماعات الجهادية بعد تخرجه من الجامعة وكان متخصصاً في صنع القنابل والمتفجرات. ويقال إنه قاتل في أفغانستان وتعرّف هناك على أبي مصعب الزروقاوي. انضم إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال في ٢٠٠١، وتولى زعامتها في ٢٠٠٤. أردج على القائمة الأمريكية للإرهاب في ٢٠٠٧. 

مصدر الصورة: مؤسسة الأندلس

للمزيد: جماعات القاعدة وداعش تتقاسم الموارد في غرب إفريقيا مستفيدة من “تعايش مؤقت”