أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
لم يمنع تفشي فيروس كورونا حول العالم جماعات متطرفة من السيطرة على بلدة رئيسية في شمال موزمبيق، على مقربة من مناطق عمل الشركات الأجنبية في مشروع للغاز الطبيعي بقيمة 60 مليار دولار (52 مليار جنيه إسترليني).
وأوردت صحف ومواقع إخبارية تفاصيل عن قيام متشددين بمهاجمة منطقة «موكيمبوا دي برايا» مساء أمس، حيث استولوا على قاعدة عسكرية ورفعوا رايتهم.
وأضافت الشرطة أن الجيش والشرطة شنوا هجوما مضادا. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها متشددون موزمبيقيون بلدة رئيسية. وذكر السكان المحليون أنهم لم يستطيعوا الخروج بعد أن أغلق المقاتلون جميع ممرات الخروج.
هذا الهجوم لم يأت وليد الصدفة، ولم يكن عشوائياً، في ظل تحذيرات عديدة أطلقها مراقبون عن خطر جماعات متشددة في موزمبيق تسعى لبسط سيطرتها على ذلك البلد.
أوليفييه غيتا المدير الإداري لشركة جلوبال سترات، كتب مقالاً عن ذللك الموضوع نشرته أخبار الآن تحت عنوان: موزمبيق … ساحة الصراع القادمة تحدث فيه عن الخطر الذي يحدق بذلك البلد تزامناً مع تصاعد الهجمات في منطقة كابو ديلغادو الشمالية، من قبل مجموعة تطلق على نفسها “جماعة الشباب” وهي جماعة أخرى مختلفة عن الجماعة المتشددة في الصومال.
ويؤكد غيتا، أن تلك الجماعة تمكنت من تطوير قدراتها خلال السنوات الأخيرة ليصل عددها إلى أكثر من 1500 مقاتل، مع تكثيف هجماتها ضد أهداف في الدولة الموزمبيقية، ليتم احصاء أكثر من 370 هجومًا منذ هجومها الأول على مركز للشرطة في عام 2017، نتج عنها نحو 909 وفيات جراء تلك الهجمات.
وتكمن خطورة الوضع في موزمبيق وفق ما يقول غيتا، بأن جماعة الشباب “تمكنت من إقامة روابط مع الميليشيات المتشددة في الصومال وتنزانيا وكينيا. وساعد القادة الروحانيون الراديكاليون في تنزانيا وكينيا والصومال في التدريب الديني وحتى العسكري للشباب في شمال موزمبيق”.
ويؤكد غيتا، أنه “عندما تسيطر جماعة الشباب على منطقة ما، يضطر الناس لحضور محاضرات ومشاهدة مقاطع فيديو لخطب المتشدد الراحل الكيني الشيخ عبود روغو محمد، الذي قام بتدبير الهجمات على السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام في عام 1998”.
ورداً على ذلك، وقعت الدولة اتفاقيات أمنية مع تنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا، من أجل إنشاء قيادة عسكرية إقليمية ونقل المزيد من القوات إلى الشمال. على سبيل المثال، تمنع الشرطة التنزانية المتشددين المشتبه بهم من العبور إلى أي منطقة غنية بالغاز في موزمبيق. ويُزعم أن 132 شخصًا تم اعتقالهم في تنزانيا في هذه الحملة المستمرة على مدار الساعة لمنع أولئك المتشددين من العبور بحرية إلى موزمبيق.
وما يفاقم الوضع سوءً أن تلك الهجمات تزامنت مع اكتشاف هائل للغاز الطبيعي في تلك المناطق بموزمبيق، ما يجعل من الدولة عملاق للطاقة في المستقبل. ولفهم التأثير الهائل للإيرادات القادمة، فإن الأرباح المفاجئة تقدر بنحو 50 مليار دولار، أي ما يعادل أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي الحالي لموزمبيق. ولذلك استقرت شركات الطاقة العملاقة في مشاريعها على موزمبيق الأمر الذي يدفع الجماعات المتشددة لمهاجمة مناطق الطاقة التي تعمل فيها شركات أجنبية.
وتعد “كابو ديلغادو” واحدة من أفقر مناطق موزمبيق، رغم غناها بالموارد المعدنية غير المستغلة، وفي عام 2010، اكتشفت موزمبيق احتياطيات ضخمة من الغاز في حوض «روفوما»، قبالة ساحل «كابو ديلغادو» في المحيط الهندي. وكانت شركة «إكسون موبيل» قد كشفت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن خطط لاستثمار أكثر من 500 مليون دولار في مرحلة الإنشاء الأولية لمشروع الغاز في المنطقة.
أقرأ أيضا: