أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أمين الدزيري)

تسارع الأحداث من حولنا و تتزاحم فنحاول فهمها و مجاراتها في سباق أزلي مع الزمن .. ليصبح فهم الأحداث رهين فهم تاريخها و حاضرها و مستقبلها .. برنامج “كبسولة الزمن” سيكون مركبتكم للسفر عبر الأزمنة البعيدة لفهم أصل الحكاية و بداياتها..

هل يستطيع حدث ما أن يقضي على نصف سكان قارة كأوروبا في فترة زمنية وجيزة؟ ان كانت الحروب عبر التاريخ قد خلفت أعدادًا لا يمكن حصرها من قتلى ومصابين، الا أن ثمة أهوال أخرى عاشها البشر يمكنها فعل ذلك ولكن دون التفرقه بين صغير وكبير، بل يمكنها أحيانًا التفوق على الحروب في القضاء على مدن بأكملها و التهديد بابادة جماعية بدون رحمة و لا شفقة.

زائر ثقيل الضل يحُل على العالم اسمه كورونا مثيرا الرعب في القلوب .. رعب لم يأت من فراغ حيث حفر قدوم هذا الوباء عميقا في ذاكرة البشر .. تاريخ دموي تكاد تسمع صوت أنينه ..

دعونا نستحضر الأوبئة التي هددت بفناء البشر على مر التاريخ :

كبسولة الزمن ستأخذنا للعام 165 بعد الميلاد حيث ضرب أول وباء مسجل في كتب التاريخ و سمي بالطاعون الأنطوني أو مرض الجدري كما وصفه العلماء حديثا .. واستمر الوباء الى حدود سنة 180 ميلادي داخل حدود الإمبراطورية الرومانية ونقلا عن المؤرخ الروماني كاسيوس ديو تسبب هذا الوباء الغريب في وفاة ما لا يقل عن ألفي شخص يوميا وأسفر عن وفاة خمسة ملايين شخص تقريبا.

نرتحل  لسنة 541 ميلادي و تحديدا في الإمبراطورية البيزنطية حينها حيث ضرب الطاعون وسمي بالوباء الأول أو طاعون جستنيان تيمناً بالإمبراطور جستنيان الأول. بروكوبيوس المؤرخ البيزنطي سجل أن الطاعون في ذروته كان يقتل ما يصل إلى 10،000 شخص يوميا في المدينة، و في المجمل حصد الوباء حياة ما بين 25 إلى 50 مليون شخص واستمر في  التفشي حتى حوالي العام 767 ميلادي.

نتقدم في الزمن وتحديدا مابين عامي 1347 و1352  حيث ضرب الطاعون مجددا أوروبا قادما على متن سفن تجارية من الشرق وأطلق علىيه حينها الموت الأسود أوالموت العظيم . ويعتبر أول وباء حقيقي على الأرض تسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان أوروبا، ومن المرجح أنه قتل ما يقدر بنحو 75 إلى 200 مليون شخصا في القرون الوسطى وفقا للمؤرخ فيليب دايليدر.

موجة الطاعون عادت للظهور بداية من سنة 1855 حيث سجل المرض ظهوره في مدينة يونان الصينية لينتشر منها نحو كل من الهند وهونغ كونغ وبعض مناطق أستراليا ومنغوليا. استمر هذا الوباء في الانتشار لمدة عقود وأسفر عن وفاة ما لا يقل عن اثني عشر مليون شخص كان من ضمنهم عشرة ملايين حالة وفاة في الهند لوحدها.

في الماضي القريب أيضا و تحديدا سنة 1918 ضربت الانفلونزا الأسبانية وهي نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا H1N1. حيث انتشرت الانفلوانزا القاتلة في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلفت ما بين 50 إلى 100 مليون شخصا توفوا جراء الإصابة بالمرض أي ما يعادل ضعف المتوفين في الحرب العالمية الأولى بحسب ما ذكرت موقع History.com .

أخيرا بامكاننا القول مطمئنين أن العلم ما فتئ يتقدم و أصبح احتواء هذا النوع من الأوبئة أمرا في المتناول خاصة في ظل التطور الذي يشهده العالم عموما و الطب بصفة خاصة.

 

 

اقرأ المزيد: المملكة العربية السعودية تكثف إجراءات الحماية من فيروس كورونا