أخبار الآن | الصين (South China Morning Post)
كشف مصدر مقرب من الحكومة الصينية لصحيفة “South China Morning Post“، أن الإجراءات القمعية التي تستهدف الأقلية المسلمة في إقليم شينجيانغ، أثارت استياءً واسع النطاق في أوساط المسؤولين الصينيين المنتمين لقومية “الهان” والمواطنين الذين يشكلون نحو 92 بالمئة من الشعب الصيني.
وأكد المصدر الذي تحدث إلى الصحيفة شرط عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع، أن الرئيس الصيني “شي جين بينغ” كان على دراية بتلك المشكلة وقام باطلاع ” وانغ يانغ” كبير منسقي السياسة في الحكومة الصينية عليها.
ونوه المصدر الى أن “يانغ” قال في إحاطة إعلامية إنه “حتى قومية الهان غير راضية عن تلك الإجراءات”.
وفي تقريرها المطول، تؤكد الصحيفة أن الحياة في إقليم شينجيانغ تزداد سواءً، ليس فقط بالنسبة لأقلية الإيغور المسلمة والتي تتعرض لأبشع أنواع الاضطهاد في ذلك الإقليم، بل حتى بالنسبة للمسؤولين الصينيين والمواطنين من قومية الهان والذين يعملون ويقيمون في الإقليم.
فبعد إقامة الحكومة الصينية نظام مراقبة صارم في شينجيانغ، أجبر الموظفون الصينيون والمواطنون من عرق الهان، على زيارة وحتى الإقامة في منازل الإيغور وتقديم هدايا من أموالهم الخاصة لتلك الأقلية بهدف كسب ثقتهم، ولاحقا التجسس عليهم، وهو ما أثار استياءً واسعاً في أوساط قومية الهان في إقليم شينجيانغ.
وأكد أكاديمي صيني أن أعداد الصينين من قومية الهان باتت تنخفض جراء سياسات الحكومة القمعية في إقليم شينجيانغ، فبعد أن كان الهان يشكلون نحو 40 بالمئة من سكان ذلك الإقليم عام 2010، تناقصت أعدادهم إلى 36 بالمئة عام 2015 استناداً إلى آخر تعداد سكاني في تلك المنطقة.
وتنتهج الحكومة الصينية عدداً من الإجراءات القمعية ضد أقلية الإيغور في شينجيانغ، وتحتجز كذلك أكثر من مليون من تلك الأقلية في معسكرات اعتقال جماعية.
وأقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يدعو إلى فرض عقوبات على الصين جراء سياسة الحكومة الصينية في إقليم شينجيانغ.
وتحاول الأمم المتحدة إرسال مسؤولين لتفقد معسكرات الاعتقال، التي تقول بعض التقديرات إن أعداد المحتجزين تفوق المليون ونصف المليون من الإيغور.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الصين ضغوطًا متزايدة للسماح للمراقبين الدوليين بالدخول إلى معسكرات الاعتقال، وخاصة بعد أن نشرت وسائل الإعلام في شهر نوفمبر الماضي تقارير تضمنت وثائق سرية مسربة تفضح جرائم الحكومة الصينية تجاه الإيغور في معسكرات الاعتقال.
وأصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يوليو الماضي بيانًا يدعو فيه إلى وضع حد للاحتجاز التعسفي للإيغور في إقليم شينجيانغ.
(Photo by GREG BAKER / AFP)
أقرأ أيضا:
مجلس النواب الأمريكي يدعو ترامب لفرض عقوبات على مسؤولين صينيين على خلفية ملف الإيغور