أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)

على الرغم من تمكن قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، من إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، في آخر جيب له ببلدة الباغوز في شرق سوريا، إلا أن أموال التنظيم الهائلة مازالت تشكل خطرا على العالم.

وترى مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكية، في تقرير نشرته عبر صفحاتها، أن التنظيم ما زال يتمتع بقوة مالية تمكنه من الوصول إلى ملايين الدولارات حول العالم، وبالتالي استخدم تلك الأموال في هجمات إرهابية محتملة في المستقبل.

شبكات تهريب أموال

وتضرب المجلة الأمريكية مثالاً على تهريب الأموال واستخدامها في شبكات يديرها أشخاص بطرق غير شرعية، وكتبت في تقريرهأ: “إذا كنت تريد تحويل الأموال في بيروت، فهناك فرصة لتوجيهك إلى أبو شوكت، إنه يعمل من مكتب صغير في إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية، لكنه لن يعطيك موقعه بالضبط. بدلاً من ذلك، سيقوم بإرشادك إلى زقاق قريب، ومع ذلك فإن حضوره ليس مؤكداً فهو يعتمد فيما إذا كان شكلك قد أعجبه!”.

ويستطرد التقرير: “أبو شوكت – وليس اسمه الحقيقي – هو جزء من نظام الحوالة، والذي يستخدم غالبًا لتحويل الأموال بين الأماكن التي تعطل فيها النظام المصرفي أو كان مكلفاً للغاية بالنسبة للبعض للوصول إليه، فإذا وافق على القيام بأعمال تجارية، فستقوم بتعيين كلمة مرور وسيأخذ أموالك، ثم يزودك بمعلومات الاتصال الخاصة بسمسار الحوالة في المدينة التي تتجه إليها أموالك. أي شخص يقدم كلمة المرور المحددة لهذا الوسيط المعين سيحصل على الأموال. وبالتالي، يمكن أن تنتقل النقود عبر الحدود دون أي استفسار حول من يرسلها أو يستلمها أو الغرض منها”.

“في حالة سوريا المجاورة، أرسلت المشاريع الممولة من الولايات المتحدة وبريطانيا ملايين الدولارات إلى البلاد باستخدام نظام الحوالة، وتستخدمه المنظمات الإنسانية لدفع أجور الموظفين، والسوريون الذين يعملون في الخارج يعتمدون عليه في الحصول على أموال لأقاربهم الفقراء”.

“لكن أبو شوكت يدير الحوالات لصالح تجار وصناعيين عمالقة، والذين يعتقد المحللون أنهم يمتلكون شبكة من شركات خدمات المال وحصلوا على ملايين الدولارات من تنظيم داعش”.

ويشير تقرير ذا أتلانتك إلى أن “القوة المالية لتنظيم داعش، تشكل التحدي الأبرز لواشنطن وحلفائها، ليس عبر الضربات الجوية وقنابل المدفعية، بل عبر الاعتماد على استراتيجية مختلفة اختلافًا جذريًا عن تلك التي استخدمتها في حملتها العسكرية، مثل الرقابة المالية الصارمة لمنع التنظيم من الوصول إلى النظام المالي الدولي، والتنسيق كذلك مع الحكومات في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فليس من أحد يمكن أن يضمن النصر بشكل قاطع”.

وترى المجلة أن نهاية أيام تنظيم داعش وحكمها تمثل سيفاً ذا حدين للمسؤولين الذين يتطلعون إلى تجفيف موارد التنظيم، فمن ناحية، لم يعد بمقدور التنظيم بعد هزيمته من الاعتماد على مصدرين رئيسيين للدخل، وهما استغلال حقول النفط في العراق وسوريا، وفرض الضرائب على المواطنين الذين يعيشون تحت حكمها. هذه الأساليب لعبت دوراً رئيسياً في السماح للتنظيم بجمع حوالي مليون دولار في اليوم، وفق مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته”.

من ناحية أخرى، فإن فقدان تنظيم داعش للأراضي، وفر عليه التكاليف المرتبطة بمحاولة بناء “الخلافة” المعلنة ذاتياً، مما يسمح له بالتركيز حصرياً على النشاط الإرهابي.

وقال مسؤول بوزارة الخزانة الأمريكية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، “إن التنظيم يعمل بشكل متزايد مثل القاعدة في العراق، فلم يعد يحتاج إلى نفس الموارد التي كان يحتاجها عندما كان يسيطر على الأراضي”.

لا تزال أموال داعش الهائلة التي جمعها خلال ذروة قوته، مجهولة المصير، ويقول هوارد شاتز، كبير الاقتصاديين في مؤسسة “راند” ومؤلف مشارك في العديد من الدراسات حول الشؤون المالية لداعش: “ما نعرفه هو أنهم جمعوا مبالغ كبيرة من الأموال وغيرها من الأصول”.. “لا نعرف إلى أين ذهب كل شيء”.

المزيد:

المغزى الحقيقي وراء رسالة ”كفوا الأيادي عن بيعة البغدادي“