هل يمكن ”إعادة تفكيك وتركيب“ الجهاد العالمي؟
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٧ مايو إلى ٢ يونيو ٢٠٢٤ إلى العناوين:
- جهادي مخضرم يدعو إلى ”إعادة تفكيك وتركيب“ الجهاد العالمي. هل هي دعوة قابلة للتنفيذ؟
- من قتل القحطاني؟ هيئة تحرير الشام تعتقل خلية داعشية والمعارضة تُكذّب
- داخل إعلام داعش الرديف، اتهامات مسؤول إعلامي بتسليم مطلوبين إلى جهات دولية.
ومع الأمل في انتهاء الحرب في غزة، نرحب هذا الأسبوع بضيف مختلف. النقيب الدكتور صالح لافي السردي، أخصائي جراحة العظام والمفاصل في الخدمات الطبية الملكية الأردنية، أمضى خمسة أشهر في المستشفى الميداني الأردني شمال قطاع غزة، هل رأينا كل شيئ؟
جهاد عالمي ”جديد“
ما معنى إعادة ”ترتيب وتفكيك وتركيب“ حركة الجهاد العالمي؟ الأسئلة أكثر من الإجابات في مقال كتبه ”جهادي قديم“ ُونشره في موقع أنباء جاسم الجهادي.
المقال هو الأول في سلسلة يحاول فيها الكاتب أن يشخّص حالة الجهاد العالمي اليوم من منظور الداخل – جهادي مخضرم رافق عبدالله عزام في الأيام الأولى من الجهاد الأفغاني.
وهكذا يتتبع الكاتب على عجل نشوء حركة الجهاد العالمي حتى ينتهي بوصية ”حملة الراية“ أن ”ينظروا فيما هو أصلح لحركة الجهاد العالمي، وأن لا يحشروا أنفسهم في قوقَعة الأسماء والشكليات والقيود التي يمكن الالتفاف عليها، فإن الحرب خدعة.“
يصل الكاتب إلى هذه القناعة بدءاً بسؤال عبدالله عزام عن أحقية الجهاد في أفغانستان أو في فلسطين، مروراً بتعاون أسامة بن لادن مع أيمن الظواهري ”بشكل تنظيمي منفصل قبل الاندماج بعقد من الزمان،“ وانتهاءً بـ ”الفصل“ بين طالبان الأفغانية والباكستانية والقاعدة مما ”أربك القوات الأمريكية وحلفاءها وأوقعهم في حرج عند التعامل مع المجاهدين في المناطق القبلية الحدودية.“
وعلى الهامش، ينتقد الكاتب فعل داعش الذين اعتمدوا ”حرق المراحل وترك الأسباب (لإقامة الخلافة).“ نفهم أن الكاتب يجد في هذه المحطات الثلاثة أو الأربعة مرونة في التعامل مع المعطيات على الأرض بلا تشنج أو تصلب، لكن إلى أي درجة الحركة ”الجهادية“ في العالم تقبل هذا الحلّ؟ أو ما هو النموذج المثالي للمرونة والحلحلة والالتفاف بحسب هذا الشيخ؟
فإن تمثلت جماعة طالبان هذا ”التفكيك والتركيب“ بموجب اتفاق الدوحة الذي أعادها إلى الحكم في بلد مهم يسكنه أكثر من ٤٠ مليون نسمة، يحق لنا أن نسأل إن كانت الجماعة ”التفت“ على الواقع أم نبذته جملة وتفصيلاً.
وهنا علينا أن نتذكر أن الشيخ أبا محمد المقدسي الذي حرّض الجهاديين على قبول بنود الدوحة من باب إتاحة متنفس لطالبان حتى تثبيت التمكين، ضاق ذرعاً بممارسات الجماعة من قبيل سعيها إلى قبول دولي والدخول في تفاهمات دولية يراها هو وكبير القاعدة، أيمن الظواهري، كفراً – مثل الانضمام إلى الأمم المتحدة.
من ناحية أخرى، لنتذكر أن القاعدة لم يرضوا عن قرار هيئة تحرير الشام فك الارتباط في إدلب؛ بل أقاموا كياناً رديفاً هو حراس الدين. في المقابل، لم ترض القاعدة المركزية عن لامركزية فرع العراق – الدولة الإسلامية في العراق – عندما كشف أبو بكر البغدادي عن تبعية جبهة النصرة له.
الظواهري في اللقاء السابع مع مؤسسة السحاب بعنوان ”الواقع بين الألم والأمل“ المنشور في أبريل/مايو ٢٠١٤، كشف أن ”التوجيه من القيادة العامة“ في ذلك الوقت كان عدم الإعلان عن وجود القاعدة في الشام وأن البغدادي كان متفقاً مع هذا التوجه إلى أن ”فوجئ“ الظواهري بالإعلان الذي بحسبه ”وفّر للنظام السوري ولأمريكا فرصة كانوا يتمنونها، ثم جعل عوام أهل الشام يتساءلون: ما لهذه القاعدة تجلب الكوارث علينا؟ ألا يكفينا بشار؟ هل يريدون أن يجلبوا علينا أمريكا أيضاً؟“
فهل تفكيك وإعادة تركيب الجهاد العالمي فكرة قابلة للتطبيق بالنظر إلى تاريخ عرّابي الجهاد العالمي أنفسهم؟ ربما المقالات المقبلة توضح أكثر.
من قتل القحطاني؟
أعلنت هيئة تحرير الشام القبض على خلية داعشية مسؤولة عن اغتيال أبي ماريا القحطاني في أبريل الماضي.
في التفاصيل التي نشرتها وزارة الداخلية التابعة للهيئة، تعقبت القوة التنفيذية لإدارة الأمن العام الخلية التي تزعمها المدعو أبو عائشة العراقي من وكر لهم في مدينة حارم.
المتهمون اعترفوا بأنهم اغتالوا القحطاني عندما فجّر المدعو أبو البراء العراقي حزامه الناسف وكان واقفاً إلى جانب الرجل أثناء تسلمه سيفاً منهم.
أكثر من حساب معارض للهيئة كذب هذه الرواية على أساس أن أحد المتهمين كان معتقلاً لدى الهيئة منذ منتصف أبريل الماضي أي بعد اغتيال القحطاني بأيام وأنه ينتمي إلى بلدة كفرنبودة من دون أن تكون له انتماءات لداعش أو غيرها.
ومن هذه الروايات المضادة ما جاء مفصلاً في حساب أبو هادي على التلغرام، ويعرّف نفسه بأنه ”إعلامي عسكري في الثورة السورية“ وكان أول من كشف اعتقال القحطاني في أغسطس الماضي. يقول الحساب إنه استقى معلومات من مصادر ”خاصة“ داخل الهيئة توضح أن الشخص محل الشك تقدّم طوعاً إلى أمن الهيئة ليخلي مسؤوليته بعد أن اتضح له أنه ساعد مطلوبين في إيجاد بيت للإيجار من دون أن تكون له صلة بهم.
في رواية ضد الضد، كتب حساب حقائق من الواقع الموالي للهيئة أن الرجل كان أول من اعتُقل في القضية بعد ١١ يوماً من اغتيال القحطاني، وأن آخر من اعتُقل كان في ٣٠ مايو. وعليه فإن ”ليس كل ما يتم اعتقاله يتم نشره بالوقت الآني لأن بعض أفراد الخلية كان لا يزال قيد الرصد والمتابعة.“
هل الأمريكيون معنيون بما يحدث في إدلب؟
في تعليق نادر على ما يحدث في إدلب، ”استنكرت“ السفارة الأمريكية في دمشق ”أسلوب الترهيب والوحشية“ الذي تمارسه هيئة تحرير الشام تجاه الحراك الشعبي هناك؛ مشبهة سلوك الهيئة بسلوك النظام.
الهيئة دافعت في بيان رسمي بتاريخ ٣٠ مايو بأنها ”أفسحت المجال للتظاهر والتعبير ضمن حدود احترام حريات باقي شرائح المجتمع وعدم التعرض لمؤسساته وتعطيلها.“
معارضو الهيئة ردّوا بأن ”الردع العملي على الجولاني والأمريكي، يكون في ساحات التظاهر وإثبات تعدي الجولاني وشبيحته على المتظاهرين.“
هتش .. ”حراك الشر“
تواصل هيئة تحرير الشام وأنصارها اتهام الحراك ”بالإرهاب الفكري“ والدعشنة.
معرفات الحراك انشغلت هذا الأسبوع بكلام ”شرعي عسكري“ في الهيئة يُعرف بأبي خطاب شامل الغزي وكان، بحسب معرفات الهيئة، أمير العصائب الحمراء في مقتطف متداول، يصف الغزي الحراك الشعبي ”بحراك الشر،“ ويتعهد ”بقطع الأيدي وجزّ الأعناق.“
معارضو الهيئة علّقوا تحت هاشتاغ ”داعش من جديد“ بأن ”هذه التهديدات (هي) ذاتها التي بدأت بها جبهة النصرة واستمرت بها داعش؛ وأن الشخص المعني كان فعلاً مع ”داعش“ قبل انضمامه إلى الهيئة. أما حسابات الهيئة فدافعت بأن الكلام مجتزأ.
فضائح إعلام داعش المناصر
لفت هذا الأسبوع منشور من قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي عن احتدام ”النزاعات“ داخل إعلام داعش الرديف أو ”إنتاج الأنصار.“
ينقل الحساب المتخصص في كشف خبايا داعش أن أعضاء من داخل ”إنتاج الأنصار“ اتهموا المدير الحالي للمؤسسة – والمعروف بأبي قتيبة – بالوقوف وراء ”الاختفاء المفاجئ“ لمدير مؤسسة آفاق الإلكترونية، مؤمن الموجي.
الموجي وخطيبته سارة السيد كانا موضوع فضيحة في إعلام داعش قبل أكثر من عام عندما وقع اختراق كشف هويتيهما. مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكي رصد مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنهما.
يخلص الحساب إلى أن أزمة إعلام داعش المناصر لا تقتصر على التنسيق وحسب وإنما تتعداها إلى الاختراق والوشاية.
خطر داعش خراسان
نشر مركز مكافحة الإرهاب في جامعة ويست بوينت العسكرية الأمريكية دراسة عن خطر داعش خراسان المحلي والدولي وتوسع هجمات فرع التنظيم من طاجكستان إلى موسكو وإيران.
قام على الدراسة الباحثون: أميرة جدعون، عبدالسيد، لوكاس ويبر، وريكاردو فالي.
تتحدث الدراسة عن قدرة الجماعة على التكيف مع بيئتها بتغيير أساليب بقائها وهي استراتيجية تُحسب لأميرها ثناء الله غفاري. وهكذا، يرى الباحثون أنه بالرغم من تصدي طالبان لداعش في أفغانستان، إلا أن الجماعة تمكنت من استغلال البيئة المحلية بأن جعلت أفغانستان مركزاً حيث استقطبت عناصر مناوئة لطالبان أو غير راضية عن توجه طالبان الحالي، ومن هؤلاء أعضاء سابقون من القاعدة.
أسلوب آخر تميزت به الجماعة هو استعطاف مجندين محتملين في وسط آسيا من خلال حملات التحريض الإعلامية والتشجيع على ”الهجرة“ إلى أفغانستان وتكثيف الهجمات الخارجية التي برز فيها العنصر الطاجيكي.
القاعدة في شبه القارة الهندية
لفت هذا الأسبوع منشور من تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية يدعو أنصاره إلى توخي الحيطة والحذر أثناء التواصل مع قيادة التنظيم.
الباحث المتخصص عبدالسيد علّق بأن هذه الرسالة توحي بأن الجماعة تحاول تفعيل شبكتها في كشمير.