حقيقة ”رسالة إلى أمريكا“ التي شغلت الإنترنت

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٣ إلى ١٩ نوفمبر ٢٠٢٣، وضيف الأسبوع: السيد عبدالعزيز البقالي رئيس التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق

الظواهري وظل أسامة

احتفت حسابات القاعدة بإدراج رسالة منسوبة إلى أسامة بن لادن في قائمة الموضوعات الأكثر رواجاً في “التيك توك” حتى صارت حديث اليوم ليس فقط بين مستخدمي التطبيق من جيل اليافعين أو GenZ وإنما بين الأكاديميين والصحفيين وخبراء مكافحة الإرهاب. فما قصة هذه الرسالة؟

بحسب الواشنطن بوست، أول ظهور للرسالة تحت عنوان ”رسالة إلى أمريكا“ Letter to America كان يوم الإثنين ١٣ نوفمبر عندما نشر حساب مغمور على التيكتوك فيديو تضمن جزءاً من الرسالة التي تبرر فيها القاعدةُ هجمات سبتمبر بسبب دعم أمريكا لإسرائيل في احتلالها الأراضي الفلسطينية.

وبعد ثلاثة أيام تقريباً، أصبح هاشتاغ #lettertoamerica في قائمة الترند إذ وصلت مشاهداته في التيكتوك إلى ١٥ مليون، وما زاد الطين بلة أن صحفية الغارديان حذفت يوم ١٥ نوفمبر نسخة مترجمة من نص الرسالة المنشورة بتاريخ ٢٤ نوفمبر ٢٠٠٢؛ الأمر الذي زاد من انتشار الهاشتاغ والطلب على الاطلاع على متن الرسالة من باب ”كل ممنوع مرغوب.“

هذا الرواج دفع بعض المعلقين إلى إبداء تخوف من أن جيل التيك توك هذا ينحى باتجاه التطرف وأن التطبيق المملوك للصين نجح في الترويج لدعاية تستهدف الشباب الأمريكي.

أنصار القاعدة احتفوا بهذا الانتشار وعلّقوا مخاطبين أسامة ”وفي اللّيلة الظّلماء يُفتَقد البَدر“ و ”أرعبتهم حياً وميتاً.“

وبعيداً عن فحوى الرسالة التي ليس فيها ما يثير الاستغراب أو الإعجاب؛ ثمة حقيقة لا يدركها حتى أنصار القاعدة وهي أن الرسالة نُسبت خطأ لأسامة بن لادن، والحقيقة هي أن كاتبها هو أيمن الظواهري.

المرصد ٢١٩: باحث أمريكي يكشف حقيقة ”رسالة إلى أمريكا“ التي شغلت الإنترنت

“كول بنزل” الباحث في جامعة ستانفورد الأمريكية ومؤلف كتاب الوهابية، شرح على منصة إكس أن أول ظهور للرسالة كان في موقع إسلامي في نوفمبر ٢٠٠٢؛ قام بعدها أنصار القاعدة بترجمتها حتى وصلت إلى موقع الغارديان.

يقول بنزل إنه ”منذ البداية دارت شكوك حول نسبة الرسالة إلى بن لادن لدرجة أنها حُذفت من مؤلف نشرته مؤسسة نخبة الإعلام الجهادية في ٢٠١٥ ضمّ بيانات بن لادن وكتاباته.“

يلفت بنزل إلى أن الرسالة ظهرت في مؤلف ”الكتاب الجامع“ الذي ضمّ كتابات أيمن الظواهري ونشرته مؤسسة البراق الإعلامية في أغسطس ٢٠٠٧.

ويزيد بنزل أنه في يناير ٢٠٠٦، قرأ القاعدي الأمريكي آدم غدن (عزام الأمريكي) الرسالة بالإنجليزية وجاء في الافتتاحية أنها من تأليف أيمن الظواهري.

يختم بنزل معلقاً أنه ”حتى في الموت، لا يستطيع الظواهري أن يزحف من تحت ظل أسامة.“

احتيال باسم غزة

حذر خبراء من تصاعد جرائم الاحتيال عبر الإنترنت بحجة جمع تبرعات لأطفال غزة.

في تحقيق كتبه مايك بريتون من موقع abnormal security، يقوم محتالون بإرسال إيميلات إلى فئة مستهدفة تحت عنوان ”ساعدوا أطفال غزة.“ تتميز هذه الإيميلات بأنها تأتي من عنوان لا يبعث على كثير من الشك؛ بالإضافة إلى تعظيم الأثر النفسي في متن الإيميل من خلال استخدام مفردات عاطفية غير مسبوقة وتضمين روابط لمقالات عن نكبة الأطفال في تلك الجغرافيا؛ الأمر الذي يجعل الإيميل يبدو معقولاً. وهكذا يطلب المرسل التبرع بعملة رقمية. ويلفت بريتون إلى صعوبة منع وتعقب هذا النوع من الهجوم السيبراني ذلك أن إعدادات الأمان في الإيميل العادي لا تزال قاصرة عن كشف زيف إيميل المرسِل. وهذه الحيلة انطلت على ٢١٢ شخصاً من ٨٨ مؤسسة.

المرصد ٢١٩: باحث أمريكي يكشف حقيقة ”رسالة إلى أمريكا“ التي شغلت الإنترنت

عمود الحوثيين

مساء الأحد ١٩ نوفمبر، أعلن الحوثيون السيطرة على سفينة قالوا إنها إسرائيلية مجددين تهديدهم لأي سفينة إسرائيلية تعبر البحر الأحمر رداً على حرب غزة.

في التعليقات الأولية على هذا الحدث، كتب حساب هداية الساري ”ما أقصر ذاكرة العامة السمكية! الحوثيون الذين قاتلوا وقتلوا أهل السنة في اليمن لسنوات طويلة، يبيضون أوجههم بسفينة، نعلم إنهم سيطلقونها بعد تحقيقات صورية، فإذا بمن لا يعرف تاريخاً ولا يأبه لعقيدة، يتصايح كأنهم من رسل الله المؤيَّدة.“

حساب أس الصراع في الشام علق ”هذه صور أطفال اليمن الذين قتلهم الحوثي. إجرام الحوثي لا يختلف عن إجرام إسرائيل.“

حساب أبو يحيى الشامي من إدلب نقل منشوراً ساخراً يقول ”الحوثي يستهدف سفينة إسرائيلية ظن أنها عمود“ محاكاةً لما يقول حزب الله إنه استهداف ”مواقع“ شمال إسرائيل.

القحطاني

في إدلب التي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام في شمال سوريا، يعود الحديث عن أبي ماريا القحطاني القيادي في الهيئة الذي اعتُقل في أغسطس الماضي بتهمة التخابر مع التحالف. وقتها، أعلنت الهيئة أن التحقيق جارٍ وأنها قررت ”تجميد“ صلاحيات الرجل.

اليوم، يسأل أبو حمزة الكردي المعارض للهيئة ”هل تغيرت الهيئة بعد تجميد القحطاني؟ وهل عزل القحطاني أو تجميده يبرئ الجولاني؟“

حساب أبو هادي الذي كان أول من كشف عن قضية القحطاني سأل السؤال ذاته وقال ”ماذا حصل لعملاء التحالف الدولي؟ لماذا لم يُِبَث لهم اعترافات للآن على الملأ؟ أم أن الاعترفات تُورط قادة وأمنيين آخريين مازالوا على رأس عملهم؟ إن عمالة أبو ماريا القحطاني للتحالف وتشكيله خلية جواسيس من أمنيين وإعلاميين وعسكريين هو أمر خطير جداً وله دلالات على أن الأمر بعلم قادة أعلى من القحطاني؟“

إدلب إلى العام ٢٠١١

في الأثناء، تتواصل تظاهرات شعبية في إدلب ومحيطها ضد الهيئة، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والاعتقالات العشوائية والأحكام الجزافية هذا الحراك، وإن كان محدوداً، بدأ في مايو الماضي بعد أن اعتقلت الهيئة مواطنين من بلدة دير حسان بتهمة انضمامهم إلى حزب التحرير.

اللافت هو أن أهل إدلب باتوا يصفون هذا الحراك باعتباره تأريخاً جديداً للحراك السوري الكبير الذي انطلق في ٢٠١١ بهدف إسقاط النظام في دمشق. فنقرأ مثلاً ”نصف عام على الحراك، مستمرون في هذا الحراك المبارك حتى إسقاط النظام المجرم وكل من يقف في طريق إسقاطه من عملاء وجواسيس وخونة“ في إشارة إلى اتهام الجولاني بتعطيل ”الجهاد“ ضد نظام الأسد في دمشق.