جهادي مغربي يوضح تفاصيلاً حول حماس وغزة
- المقدسي: عموم شعب غزة سيدفع ثمن عملية حماس
- ”الاضطهاد الرقمي“ من شينجيانغ إلى الضفة الغربية
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من6 إلى 12 نوفمبر2023، وضيف الأسبوع: الشيخ عبدالرزاق سوماح، أحد مؤسسي تنظيم “حركة المجاهدين بالمغرب“ وكان الأمير الرابع للتنظيم. حُكم في 2013 بالسجن 20 عاماً بسبب تأسيس هذا التنظيم؛ وأفرج عنه بعفو ملكي خاص في2015 أسس في السجن اللجنة الوطنية للمصالحة.
مفتاح العودة 2023
فيما تقول حماس إنها ”ستدخل الفرح إلى كل بيت فلسطيني“ تسير قوافل الفلسطينيين على خطى التغريبة الأولى لكن بلا مفاتيح؛ فلا عادت البيوت ولا عاد ساكنوها.
في عالم الجهادية هذا الأسبوع، المقدسي يبرر مجدداً موقفه من حماس وغزة. وقيادي في القاعدة يتحدث إلى العالم من برج عاجي. والأمير السابق لحركة المجاهدين بالمغرب، عبدالرزاق سوماح يتحدث بعد قليل عن المراجعات الفكرية وفشل المشاريع الجهادية وأثر إيران في ”تعنيف“ الجماعات الإسلامية بالمنطقة العربية إلى التفاصيل.
”شعب غزة سيدفع الثمن“
صدر العدد الرابع من مجلة المحجة التي يتصدرها المنظر السلفي أبو قتادة الفلسطيني.
في تعريفها، هي مجلة دعوية تهدف إلى نشر الفكر الجهادي السني. صدر العدد الأول منها في أكتوبر 2022.
أكثر ما يلفت في المجلة هو أن أبا محمد المقدسي منظر الجهادية يكتب فيها بشكل شبه منتظم. ولهذا أهمية من حيث علاقته المتشنجة مع أبي قتادة.
هذا العدد الرابع خُصص للحرب في غزة وكان ما كتبه الرجلان لافتاً وقد يكون له أبعاد تتجاوز الحرب.
تحت عنوان ”منعطف غزة“ كتب أبو قتادة عن أهمية تجاوز ”الخلافات“ من أجل تحقيق مصالح ”الأمة“. يقول: ”ومما يفهمنا إياه هذه الحدث (أي الحرب في غزة) أن القضايا الكبرى للأمة أعظم من الخلافات بينه، فالسبيل العلمي الذي تمارسه الطائفة المنصورة، لا يمنع الألفة مع المخالف بسبب الدَخَن (أي العلة) الذي هو فيه، ولا يمنع كذلك اجتماعَه معه لتحقيق مصالح الأمة العظمى في هذه الحياة“.
لا يفسر أبو قتادة ما يقصد من هذا الكلام، هل يقصد حسم الجدل بخصوص تبعية حماس لإيران مثلاً؟ غير واضح.
لنتذكر أن أبو قتادة أيد هيئة تحرير الشام في انفصالها عن القاعدة من باب البراغماتية والأخذ بما يحقق التمكين في إدلب؛ الأمر الذي تسبب في قطيعة بينه وأعز أصدقائه أبي محمد المقدسي.
وهنا نأتي إلى ما كتبه المقدسي في هذا العدد نفسه تحت عنوان ”غزة العزة وطوفان الأقصى – دروس وعبر”.
في هذا المقال، يؤكد المقدسي موقفه من حماس بالرغم من عملية ”طوفان الأقصى“ التي أطلقت هذه الحرب. المقدسي من المشايخ الذين يقولون إنهم يميزون في حماس بين الجناح السياسي الموالي لإيران والجناح العسكري الذي قام ”بغزوات“ مثل طوفان الأقصى. لكن في حقيقة الأمر، وبالرجوع إلى فتاوىً سابقة له يتضح عمق المساحة الرمادية بين الخيط الأبيض والخيط الأسود في هذا التمييز.
لماذا نضيئ على هذا الجدل؟ هذا الجدل يتصل بالقضية الفلسطينية التي هي من أهم السياقات التي يتمسح بها الجهاديون على اختلاف منابتهم؛ فيرفعون شعار الأقصى والقدس في كل أدبياتهم؛ وعليه، الطريق إلى القدس تمر من كابول أو بغداد أو دمشق أو صنعاء أو حتى الدار البيضاء. لكن على الأرض، أدبيات الجهاديين هذه ليست حاضرة لا في واقع السياسة المحيطة بالقضية الفلسطينية ولا في الحراك المقاوم لإسرائيل في داخل الأراضي الفلسطينية. بمعنى أن أدبيات الجهاديين لا تتوافق مع ما يريده الشعب الفلسطيني. هؤلاء يريدون حرباً كونية وأولاء يريدون وطناً. ولهذا فإن موقف الجهاديين من الحراك الفلسطيني يفضح مصداقية المشاريع الجهادية. فهو حراك مدفوع بمفاهيم الوطنية والأرض والقومية وكلها مفاهيم كفرية عند الجهاديين. في نفس الوقت، هو حراك لا يمكن تجاهله؛ فهو يتعلق بالقدس والأقصى التي يتخذها الجهاديون شعاراً! هنا تكمن معضلة الجهاديين.
مع بدء طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، تجدد الجدل حول حماس من حيث تبعيتُها لإيران بالدرجة الأولى. لكن مع توالي الأيام، قرر الجهاديون على ما يبدو تأجيل البت في هذا الجدل؛ باستثناء داعش الذي لا يزال يبدي موقفاً فاتراً من طوفان الأقصى حتى لا يكاد يذكر العبارة في أدبياته الرسمية. لكن الجميع – داعش والقاعدة وهيئة تحرير الشام – لا يفوتون فرصة الاستثمار في الدم الفلسطيني وتجييره بالتواء لصالح منهج أي منهم.
يُقر المقدسي بهذه اللّيّ وكيف أن البعض ”يغدو مطبلاً لحماس يزوقها ويجملها … لغزوة نجحت فيها فيضلل بذلك الناس ويميع عقيدتهم”.
لكنه يستبق ذلك بتأكيد أنه ”يفرح“ لطوفان الأقصى من دون أن يغفر بهذا الفرح لحماس. يقول: ”لا يعني ذلك قطعاً أن ما بيّناه سابقاً ومراراً وتكراراً من انحرافات حماس وحكومتها تمحوه مثل هذه الغزوات. كلا. فهذا فهم مغلوط منكوس: فلا يمحو جريمة تعطيل الشريعة إلا تحكيمها ولا يمحو إثم الديمقراطية إلا البراءة منها ولا يمحو تعظيم وتبجيل أكابر مجرمي الروافض، إلا البراءة منهم ولا يمحو مدح وتلميع بشار، إلا البراءة منه”.
إذاً، أين موقع حماس من فكر المقدسي؟ يقول المقدسي إنه لم يصدر عنه ”تعميم التكفير“ في حماس كما جاء في فتواه المنشورة في موقع منبر التوحيد والجهاد بخصوص حماس بجناحيها: الحكومة وكتائب القسام.
يقول: ”التفصيل الذي تبنيناه مع الشيخ أبي الوليد المقدسي منذ أيام اللجنة الشرعية في منبر التوحيد والجهاد معروف ومشهور وهو مما يجعل فرحنا بطوفان الأقصى طبيعياً ومشروعاً”.
فما الذي قاله المقدسيان: أبو محمد وأبو الوليد في المنبر؟ الرجلان ميّزا بين حماس كحركة وحكومة أو حكومة وكتائب القسام؛ لكنهما لم يفسرا كيف لا تكون الحكومة منبثقة عن الحركة والكتائب منبثقة عن الحكومة وهكذا. إذاً، التمييز لا قيمة له وهما يدركان هذا جيداً. فعندما يقول المقدسي في رد على سؤال حول كتائب القسام بتاريخ 23 سبتمبر 2009 إنه ”من كان من كتائب القسام لا ينصر الحكومة التي تعطل شرع الله … ولا يعين أنصار القوانين على قتال إخواننا الموحدين (ويقصد هنا داعش غزة) أقول مثل هذا إن وُجد فلا نكفره”. ولا بد هنا من التركيز على عبارة ”إن وُجد.“ يستطرد المقدسي ”لكن معظم إخواننا في غزة يقولون إن مثل هذا لا يمكن أن يوجد إلا باعتزاله العمل.“ إذاً، المفهوم من هذا الكلام هو أنه ما لم تتمرد كتائب القسام على حكومة اسماعيل هنية وخالد مشعل ويحيى السنوار فهم حكماً في صف الحكومة – أي كفّار! وهذا ما أكده أبو الوليد المقدسي عندما أفتى بوجوب الخروج على حكومة حماس!
الخلاصة هي أن التمييز بين جناحي حماس لا قيمة له وبالتالي، ولنستعر عبارة من المقدسي نفسه، ”الفرح“ بطوفان الأقصى غير طبيعي وغير شرعي.
حتى إن المقدسي في هذا التفصيل بالذات يعتبر أن عملية حماس لم تأتِ بخير على غزة. يقول: ”هذه العملية … لا شك ستجر الحرب على غزة وسيدفع ثمنها ليس حماس وحدها بل عموم شعب غزة”.
الأمير العاجي
نشر إعلام القاعدة في المغرب الإسلامي إصداره الثاني عن غزة منذ بدء الحرب.
مؤسسة الأندلس نشرت مرئياً لأبي ياسر الجزائري بتاريخ ١١ نوفمبر بعنوان ”طوفان الأقصى أقوى من اليهود.“ تالياً أبرز ما جاء في هذا التسجيل الذي يمتد أكثر من نصف ساعة.
يستثمر الجزائري في بذل الفلسطينيين؛ فيدعو الجهاديين إلى اغتنام ”الفرصة“ التي تأتت من انطلاق الحرب في7 أكتوبر. يقول: ”الأمل تحقق والشرارة انطلقت، فهبوا للجهاد.“ وفي موقع آخر يعتبر أن ”المجاهدين“ هم ”رجاء الأمة“ الذين سينتصرون ”لمستضعفيها في فلسطين وغيرها.“ وفي موقع ثالث، يعتبر أن أسامة بن لادن هو مرجع النصر فيقول إن العالم إنما يهدف اليوم إلى ”إبعاد المنطقة عن أجواء أسامة بن لادن.“ الأهم هو أنه يصف الحرب في غزة بأنها ”دينية.“ فبينما هو يتحدث عن مجتمع يهودي ”يقصي الآخر“ هو يأتي الفعل ذاته على الأقل عندما لا يقيم وزناً للفلسطينيين المسيحيين مثلاً.
”الحرب الدينية“ عبارة جاءت أيضاً في افتتاحية صحيفة داعش النبأ الصادرة هذا الأسبوع في العدد رقم 416. كما القاعدة، يريد داعش أن يقول إنه هو ”الطائفة المنصورة“ وهو الذي على حق وأن حرب غزة هي تأكيد لصحة منهجهم الذي لا يقيم وزناً لوطن بل يسعى إلى حرب كونية تنتهي بنهاية الحياة. تقول الافتتاحية: ”أما المجاهدون… فإن المشهد واضح لهم منذ البداية؛ لأن تصوراتهم مبنية على أسس ربانية، يثبت صحة ما ذهبوا إليه”.
الصين تصدر القمع الإيغوري إلى إسرائيل
كتبت الصحفية المتخصصة في التقنية، جوانا بويا، مقالاً في الغارديان يستعرض تقريراً دولياً يقول إن الصين تصدر تقنية ”الاضطهاد الرقمي“ إلى إسرائيل.
في التفاصيل أن شركة Hikvision ومقرها هانغجو الصينية تبيع كاميرات مراقبة إلى إسرائيل وأن هذه الكاميرات تنتشر في الضفة الغربية حتى يصفها الأهالي بأنها تنتهك حرمات بيوتهم.
تقرير دولي وصف هذا السلوك بأنه ”نظام فصل عنصري إلكتروني“ في الضفة الغربية يقوم على التقنية نفسها التي تستخدمها الصين ضد الإيغور في إقليم شينجيانغ.
كاميرات Hikvision – المحظورة في أمريكا وبريطانيا – تستطيع التعرف على عرقيات أو أعمار محددة من خلال تقنية قراءة الوجوه.
قياديو داعش خراسان يلفظون التنظيم
نشر موقع المرصاد التابع لطالبان مقابلة حصرية مع المولوي حبيب الرحمن – المعروف أيضاً بالمفتي حبيب الرحمن – وكان مسؤولاً عن داعش في شمال أفغانستان حتى استسلامه للحكومة الأفغانية السابقة في أغسطس 2018.
أهم ما جاء في المقابلة التي امتدت ساعة تقريباً هو مدح حكومة طالبان وتجديده الولاء لهيبة الله أخوندزاده.
حبيب الرحمن تحدث عن التكفير الذي يطلقه قياديو داعش وعناصره جزافاً ”على أصغر الأشياء.“ ومن قبيل ذلك يذكر أن أمير داعش خراسان، الدكتور شهاب المهاجر، عيّن فتى في السادسة عشرة من عمره أميراً على قاطع من السجناء في سجن بغرام. فكان الفتى يُكفّر من يتأخر عن إقامة الصلاة حتى وإن تأخر بسبب انتظار دوره للوضوء.
لكن أهم ما جاء في المقابلة تعلق بالدواعش الطاجيك. إذ تولي حكومة طالبان اهتماماً بالدواعش من أصل طاجيكي تحديداً ما يعكس توتراً بين أفغانستان وطاجيكستان.
ومن قبيل ذلك أن خصص المرصاد إصدارات سابقة لإبراز دور الطاجيك في تنفيذ هجمات انتحارية لحساب داعش.
إدلب والكيان السني
في المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب ومحيطها، أربعة أحداث مهمة هذا الأسبوع.
الحدث الأول هو تواصل القصف الروسي لمناطق مختلفة من إدلب ما تسبب في تهجير 70 ألف سوري من قراهم بحسب حسابات موالية للهيئة. حساب مزمجر الثورة السورية علّق على السلوك الروسي والإيراني والسوري: ”ينصرون غزة بقتل أهل السنة في المحرر ويخرج علينا الحمقى لينادوا بالمقاومة وأنهم ضد اسرائيل”.
الحدث الثاني هو مرور نصف عام على انطلاق حراك شعبي مناهض للهيئة وزعيمها أبي محمد الجولاني. انطلق الحراك في مايو الماضي بعد أن اعتقلت الهيئة مواطنين من بلدة دير حسان بتهمة انضمامهم إلى حزب التحرير. اللافت في التذكير بمرور نصف عام على التظاهرات الشعبية هو اعتبار تأريخ جديد للحراك السوري الذي انطلق في 2011 لإسقاط النظام في دمشق.
فنقرأ مثلاً: ”نصف عام على الحراك، مستمرون في هذا الحراك المبارك حتى إسقاط النظام المجرم وكل من يقف في طريق إسقاطه من عملاء وجواسيس وخونة”.
بالرغم من هذا، يصف الموالون الهيئة بأنها كيان فريد يقدم نموذجاً على تحسين نوعية الحياة لكل السوريين. في افتتاح كلية الإعلام في إدلب، قال أحمد زيدان، الصحفي الموالي للهيئة إنها تمثل ”كياناً سنياً“ لم يُشهد مثيله ”ربما منذ سقوط الخلافة العثمانية.“ ووصفها بـ ”قوة ناعمة تسحب البساط من تحت أقدام النظام“ معتبراً أن الخدمات المقدمة في ”المحرر“ لا مثيل لها في بقية سوريا.
حساب أبو يحيى الشامي المعارض نقل رسالة قال صاحبها: ”لم تدع حكومه (الجولاني) صاحب مصلحة إلا وقاسمته أرباحه كضرائب أو مخالفات أو ترخيص حتى بدأ الناس يقولون إن هذه الحكومه تتبع للنظام ووضعت لمعاقبه الأحرار”.
في الأثناء، وبالرغم من الأوضاع المعيشية المتردية في إدلب ومخيماتها، أشرفت حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة على جمع تبرعات لقطاع غزة بلغت ٣٥٠ ألف دولار.