أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٠ إلى ١٦ أكتوبر ٢٠٢٢. في العناوين:

  • هل يوسع الجولاني ”إمارته“ شمال سوريا؟
  • مصدر مقرب من هتش يقول للمرصد: ما يحدث اليوم ليس وليد اللحظة وتركيا أعطت ضوءاً أخضر
  • تركيا ترسل رجال أعمال إلى مناطق المعارضة السورية لاستطلاع فرص الاستثمار
  • تقليعات حكومية ”عجيبة“ ضد المحتجين في إيران 
  • وعن ”خلافة الببجي“ الداعشية يكتب ”أنباء جاسم“

وضيف الأسبوع، الدكتور آرون زيلين، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، المحاضر في جامعة Brandies ومؤسس موقع Jihadology الشهير. هو أيضاً مؤلف كتاب: ”أبناؤكم في خدمتكم: الجهاديون التونسيون.“ يحدثنا الدكتور زيلين عن حظوظ الجولاني في إقامة ”دولة.“ 

المرصد 162 | عن تمدد هتش في غصن الزيتون.. مصدر مقرب من الهيئة: ما يحدث ليس وليد اللحظة وتركيا أعطت ضوءاً أخضر

الدكتور آرون زيلين، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى

هتش والواقع الجديد 

حتى ساعة إعداد هذه الحلقة، لا يزال التوتر قائماً في شمال سوريا بين هيئة تحرير الشام والفيلق الثالث التابع للجيش الوطني . الثابت هو أن الهيئة جادّة في التمدد شمالاً للاستحواذ على مناطق الوطني المعروفة بـ غصن الزيتون ودرع الفرات. الهيئة سيطرت فعلاً على عفرين وتهدد بين اللحظة والأخرى باجتياح اعزاز. الثابت أيضاً هو أن خارطة التحالفات في شمال سوريا غير واضحة؛ أو بالأحرى، أن هيئة تحرير الشام تمكنت من اختراق الوطني. فهي تقف في صف واحد مع فرقة الحمزة، المثيرة للجدل والتابعة للوطني؛ وحركة أحرار الشام – بشقيها الأم والشرقي الذي يُفترض أنه جزء من الفيلق الثالث؛ في مواجهة الفيلق الثالث وجيش الإسلام التابعين للوطني. موقف هيئة ثائرون غير واضح. معارضو الهيئة ومؤيدوها يقولون إنهم معهم؛ فيما سكت ثائرون الرسمي بعد أن هددوا الهيئة في اليوم الأول من الأزمة. 

الشرارة!

ظاهرياً، بدأ التوتر بتداعيات اغتيال الناشط الإعلامي محمد عبداللطيف “أبو غنوم” وزوجته الحامل في مدينة الباب شمال شرق حلب في الأسبوع الأول من أكتوبر. اتضح أن أفراداً من فرقة الحمزة قاموا بالاغتيال لأسباب غير معلومة. الفصائل الحاكمة في الباب اعتقلت المتهمين. تدخلت فرقة الحمزة لما قيل إنه محاولة لتهريبهم. وهنا واجههم الفيلق الثالث. 

في نفس الوقت، دخلت الهيئة على خط المواجهة مع الفيلق لما قالوا إنه منع ”استغلال الحادثة للبغي“ وعدم السماح ”لأحد بأن يعبث بالثورة … ويسفك الدماء البريئة بحجج واهية.“ دخلوا عفرين واتجهوا نحو إعزاز قبل الانحياز منها بموجب اتفاق بين الطرفين وعلى مستوى القيادة – أبو محمد الجولاني عن الهيئة وأبو ياسين عن الفيلق، حسبما جاء في نسخة سُرّبت من الاتفاق. 

لكن الاتفاق غير واضح. فثمة أكثر من رواية. البعض يقول إن الاتفاق لم يكن نهائياً، وآخرون يقولون إن نسخة الاتفاق المسربة مزورة.  

الثابت مما أشيع عن الاتفاق هو أن الهيئة تريد السيطرة على مفاصل الحياة الإدارية والعسكرية والمالية في المنطقة. 

حساب مزمجر الشام علّق: ”شروط الجولاني توضح سبب القتال وأهدافه .. مزيداً من السلطة …أما “الحمزات وغيرهم” فهم مجرد مطية.“

حساب حقائق من الواقع المقرّب من الهيئة، وبعد أن مهّد لدورها ”الناصح،“ أقرّ بأنهم اليوم ”لا نلعب دور الفصيل الذي آزر فصيلاً لظلم وقع عليه فقط .. إنما دورنا هو الحامي والمرجع وبيضة القبان في الثورة السورية.“ 

يتضح هذا الكلام بالنظر إلى ما كتبه طاهر العمر المقرب من الهيئة في حسابه على التلغرام قبل أن يعلق النشر فيه ”إلى أن تهدأ الأمور في المحرر.“ يقول طاهر إن ”أغلب الفصائل العسكرية في المحرر أجمعت بأن يكون المحرر منطقة واحدة، تدار من جهة واحدة ، ومؤسسة مدنية واحدة، من أجل ضبط الأمن والقضاء.“ وأنه ” تحرير الشام و الفيلق الثالث (اتفقا) على تسليم إدارة منطقة غصن الزيتون ودرع الفرات لتحرير الشام، ولكن بعض المجموعات التابعة للفيلق ترفض تطبيق الإتفاق.“

وزاد حساب حقائق وقال نقلاً عن مصدر عسكري في الهيئة إن: ”مسألة دخول قواتنا إلى ريف حلب الشمالي هدفه هو ضبط المنطقة أمنياً وعسكرياً وتصحيح مسار عمل المؤسسات هناك وإبعاد العسكر تماماً عن الحياة المدنية.“

ماذا يريد الجولاني؟

الجولاني لا ينتظر أحداً. بدأت الهيئة في عفرين التصرف وكأنها صاحبة الأرض والجمهور. فنشرت صوراً لمسؤوليها وهم يقومون ”بجولة ميدانية لإدارة المنطقة برفقة مديرية الشؤون الإنسانية، شملت عدة قرى ومخيمات بريف عفرين.“ 

وعليه، لا يبدو أن ما يحدث كان وليد لحظة، بالنظر إلى سلوك هيئة تحرير الشام تجاه الفصائل الأخرى في الشمال. في يونيو الماضي فقط، وقفت الهيئة ضد الفيلق في النزاع مع حركة أحرار الشام. 

مصدر قريب من الهيئة طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول له الحديث للإعلام قال إن ما حدث ”ليس بجهد يوم.“ وشرح أنه يتم الإعداد لهذا منذ فترة من خلال وضع ”فريق“ يقود الحملة متمثلاً في أبي ماريا القحطاني وأبي أحمد زكور. وأوضح أنهم تمكنوا من ”اختراق مناطق الدرع والغصن .. وتحييد أغلب الفصائل في المناطق مما جعل ذلك تمهيداً للدخول العسكري.“ وألمح المصدر إلى أن الهيئة أخذت ضوءاً أخضر من تركيا للقيام بهذا العمل وقال إن تركيا لا تعتبر هذا الإجراء ”خطراً.“ بالفعل، موقف تركيا من أحداث أكتوبر يختلف عن موقفها من أحداث يونيو. وقتئذ، وجهت الهيئة إلى التراجع وحدث، أما اليوم، فيبدو أن تركيا تركت لهم الحبل على الغارب.  

ردود الفعل

في ردود الفعل، قال نائل الغزي الموالي للهيئة معلقاً على موقف تركيا: ”مخطيء من يعتقد أن هناك فيتو (تركي) على تقدم الهيئة … سيتعامل الأتراك مع القوة الحاكمة المنظمة لا القوة المتزلفة المتفرقة.“

حسن صوفان القيادي في حركة أحرار الشام والحليف القوي قال: ”مفتاح الحل هو تفاهم الجبهة الوطنية للتحرير مع هيئة تحرير الشام على المسائل الجوهرية وأهمها منظومة إدارية واحدة.“ 

أما في صف المعارضة، استرجع حساب الجهادي المخضرم ”أس الصراع في الشام“ تسجيلاً لمسؤول في الهيئة يتوعد فيه فرقة الحمزة بالقتال والعقاب ويتساءل: ”هذا موقف هتش من الحمزات (في) ٢٠١٧ … الآن صار الفيلق الثالث فاسد اً والحمزات والعمشات إخوة؟!“

حساب قناة أبو محمد نصر كتب: ”بدل أن ترسل (الهيئة) شبابها وأرتالها لتحرير ما تم احتلاله من قبل النظام المجرم … ترسل جنودها وتحشد حشودها لمؤازرة المفسدين والمجرمين.“  

”لا يبدو أن هتش تخطط للمغادرة“

الباحثون المتابعون علّقوا كالتالي: 

آرون زيلين، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، لفت إلى تسيير دوريات K9 في باب الهوى وعلق .. ”لا يبدو أن هتش تخطط لمغادرة المنطقة“ واعتبر أن ما يحدث في حقيقته وبالنظر إلى تفكير الجولاني ما هو إلا ”مشروع بناء دولة“ لافتاً إلى أن الهيئة منذ أشهر وهي عينها على جنديريس وعفرين. 

تشارلز ليستر، مدير معهد الشرق الأوسط المتخصص في سوريا، لفت إلى دور فيلق الشام في تسهيل دخول هتش جنديريس وربما عفرين وقال إن الفيلق ما كان سيفعل هذا لو خاف رداً من تركيا. 

عروة عجوب، الباحث في كور غلوبال، علق على تشكيل غرفة عمليات في الجيش الوطني ” بهدف القضاء على حالة الفصائلية.“ وقال: ”بمعنى آخر تقسيم الجيش الوطني فصائلياً للقضاء على الفصائلية!“

اقتصاد شمال سوريا

لفت الباحث النرويجي أرون لوند إلى تقرير أعده (The Syria Report) يقول إن تركيا أرسلت وفداً من رجال أعمال عرب وسوريين لاستكشاف فرص الاستثمار في شمال سوريا. 

روسيا والتضليل الإعلامي

نشر مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية  دراسة عن كيف كانت ”روسيا رائدة في نموذج للتضليل لكسب النفوذ السياسي في إفريقيا.“ وفيه أن الدول الإفريقية التي ينشط فيها مرتزقة الفاغنر تعرضت إلى حملة تضليل معلوماتي تروج للحاكم الذي اختارته موسكو وتعادي الغرب والأمم المتحدة والديمقراطية. 

ويقول التقرير إن حملات التضليل هذه تهدف إلى ” دعم نظام إفريقي منعزل، والذي يكون حينها مدينًا بالفضل لموسكو.“

تقليعات إيرانية حكومية ضد المحتجين

في إيران، نقل عن رئيس اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان، موسى غضنفرأبادي أنه اقترح مواجهة المحتجين بالانتقال من الفعل الجسدي ضدهم إلى الرسم على وجوههم. بحسبه، تستطيع الكاميرات أن توثق مخالفات المحتجين بالنظر إلى الرسم على وجوههم بنفس الطريقة التي تلتقط بها أرقام لوحات السيارات المسرعة مثلاً. وقال إنه بعد التعرف عليهم سيتم معاقبتهم بحرمانهم من بعض الحقوق الاجتماعية. 

يذكر هذا بسياسة القمع التي تمارسها الصين ضد الإيغور المسلمين في شنجان. 

في الأثناء، أعلنت وزارة الاتصالات الإيرانية أنها أزالت القيود على تطبيقات التواصل الاجتماعي باستثناء واتساب وإنستغرام. إيرانيون علّقوا: ”عزيزتي وزارة الاتصالات؛ أزلتِ القيود على الورق فقط؛ لكن في الواقع التطبيقات لا تزال مفلترة حتى نخشى أن أشرطة الفيديو القديمة VHS أصبحت محظورة هي الأخرى.“ 

”خلافة الببجي“

هل نجح خليفة داعش الجديد “الشبح” في مواجهة التحديات؟ نشر حساب ”أنباء جاسم“ الذي كشف عن قتل أبي محمد المصري في طهران في أغسطس ٢٠٢٠ مقالاً قال إنه ” قراءة وتفسير متابع انشق عن داعش بداية هذا العام للحكم بفشل زعيم داعش الجديد في مواجهة التحديات التي تواجه دولته المزعومة.“ يقول المقال إن ”خلافة الببجي تتقوقع على نفسها“ وتعاني من اضمحلال الموارد الاقتصادية والبشرية. يقول: ”لم يستطع الخليفة الجديد أن يجد بديلاً … للقادة، ولا يستطيع هو أن يتحرك بنفسه ليبني جيلاً جديداً يستطيع أن يتبع سياسة النفس الطويل.“