صحفي سوري: تعيين خليفة داعش بدأ من الشام بعد حلّ خلافات مع العراقيين

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٨ مارس إلى ٣ أبريل ٢٠٢٢. إلى العناوين: 

  • كواليس تعيين خليفة داعش أبي الحسن – صحفي سوري: تعيين الخليفة بدأ من الشام بعد حلّ خلافات مع العراقيين
  • قاضي داعش في سيناء سابقاً يكشف فضائح التنظيم ويدعو الأنصار لوضع السلاح 
  • العرجاني شرعي النصرة سابقاً يعود إلى بلده بعد مضايقات هيئة تحرير الشام

 

ضيف الأسبوع، الأستاذ عمر أبو ليلى، الخبير السوري المتخصص في ديناميات الحوكمة والأمن في شمال سوريا، ورئيس تحرير موقع دير الزور 24 الإخباري. 

المرصد 134 | كواليس تعيين خليفة داعش أبي الحسن

من هو أبو الحسن الهاشمي؟

إذاً، خليفة داعش الجديد أبو الحسن الهاشمي القرشي لا يزال يتلقى ”البيعات“. حساب  Jihad Analytics على تويتر قال إن إعلام داعش نشر في الفترة من ١١ إلى ١٧ مارس ٢٤ تقريراً مصوراً للبيعات من ١٢ ”ولاية“ أكثرها كان من العراق وسوريا وغرب إفريقيا. 

لكن الخليفة لا يزال مجهولاً لما يقول التنظيم إنه اعتبارات أمنية. ما الذي يمكن أن نعرفه عن الرجل؟ لا نعلمُ الاسم الحقيقي لأبي الحسن. كل ما لدينا تكهنات وإن كانت الكفة ترجح لصالح الصميدعي حجي زيد. 

الجديد هو ما قاله لنا عمر أبو ليلى رئيس تحرير موقع دير الزور 24  عن كواليس تعيين الخليفة؛ فيكشف عن أن أبا الحسن هو عراقي، يتنقل كثيراً بين العراق والشام؛ باستخدام كنيات وأسماء مختلفة بحيث لا يعرف الجالسون معه هويته الحقيقية إلا بعد أن ينصرف عنهم. أبو ليلى قال أيضاً إن تنظيم داعش في سوريا كان له الدور الأكبر في تنصيب الخليفة بعد حلّ خلافات مع داعش العراق. وهذا مخالف لما قاله داعش الرسمي عندما أشار إلى أن تعيين أبي الحسن جاء تنفيذاً لوصية الخليفة السابق أبي إبراهيم. 

 

داعش سيناء: تكفيرون ظالمون

نشر حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي أن منشورات تُتداول في سيناء فيها رسالة من شرعي داعش السابق أبي حمزة القاضي يدعو عناصر التنظيم لتسليم أنفسهم إلى السلطات المصرية حيث يلقون معاملة حسنة. محمد سعد أبو حمزة القاضي سلم نفسه في سبتمبر ٢٠٢١. 

القناة نشرت أيضاً تسجيلاً صوتياً للرجل تحت عنوان ”النصيحة السيناوية“ يتحدث فيه عن مخالفات شرعية داخل التنظيم من قبيل تكفير المسلمين وقتالهم، وكيف أن أمراء التنظيم يبررون هذه المخالفات بناء على طلب المتنفذين فيه. فيقول إنه تبين هذه المخالفات ولكنه اضطر ”للوقوف مع التنظيم“ رغبة منه في دخول ”ولاية سيناء“ بعد عودته من سوريا. ويقول مثلاً إن أمير التنظيم أبا أسامة أمر بتعذيب المدعو أبي إبراهيم داوود من الأمنية ”رغم عدم وجود ليل“ وعدم عرضه على القضاء ”حتى مات من التعذيب.“ 

كشف الرجل أيضاً عن أن التنظيم في العراق والشام أرسل له ملفاً بعنوان ”تجربة الاقتصاد“ كان فيه مخالفات شرعية لا طائل لها. وفيه يُطلب منهم أن يأخذوا المال من أصحاب الأعمال والشركات، فإن رفضوا، فعليهم أن يقتلوا العمال الأبرياء من باب الضغط عليهم. 

 

العرجاني يعود إلى الكويت

أعلن في إدلب أن علي العرجاني الشرعي السابق لجبهة النصرة/ فتح الشام عاد إلى بلده الكويت بعد ما قيل إنه تلقى ”عدة تهديدات من المخابرات التركية بتسليمه لمعبر باب الهوى كي يصمت عن فضح جبهة النصرة.“ 

الجهادي السعودي المخضرم ماجد الراشد الموجود في إدلب كتب يوم ٣٠ مارس تحت عنوان ”استراحة مجاهد“: ” اليوم وبعد تسع سنين من جهاد الطغاة والغلاة والبغاة تضيق الأرض بسبب الطاغية الجولاني.“

في فبراير الماضي، كتب العرجاني أن هيئة تحرير الشام حاولت استمالته منذ أعلن استقالته من التنظيم في نسخته ”فتح الشام“ في يناير ٢٠١٧ اعتراضاً على سلوك التنظيم تجاه الفصائل الأخرى في إدلب. ولكنه رفض وظلّ يكتب ضدهم. وفي المرحلة الأخيرة، يقول العرجاني إن الهيئة لفقت له عند المخابرات التركية تهمة أنه داعشي؛ الأمر الذي انتهى بتهديد المخابرات له إما يتوقف عن نقد الهيئة أو يُرحل إلى باب الهوى ويُسلّم بالتالي إلى أمنيي الجولاني. فاختار العودة إلى الكويت. 

العرجاني كتب عن علاقة الجولاني بالنظام السوري ومن قبيل ذلك ترتيب القيادي أبي ماريا القحطاني نقل عناصر جبهة النصرة من درعا جنوباً إلى إدلب شمالاً في أواخر ٢٠١٥ برعاية النظام والاستخبارات الروسية. وكتب أيضاً عن أن قاضي الهيئة مظهر الويس له زوجة تسافر وأولادها إلى إيران؛ معتبراً ذلك مؤشراً على علاقة الويس مع طهران.

 

جهادي، لا جهادي، جهادي، لا جهادي

ثارت علامات استفهام كثيرة حول طريقة استثمار داعش في الهجوم الذي وقع في الخضيرة قرب حيفا وقُتل فيه ممن قُتل ضابطان إسرائيليان. تبنى التنظيم الهجوم بعد وقوعه بقليل ونشر screenshot من فيديو ظهر فيه على ما يبدو منفذا الهجوم وهما يعلنان الولاء لداعش. 

مينا اللامي الصحفية المتخصصة في ملف الجهاديين من BBC Monitoring رأت أن داعش اقتنص الفرصة بتبني الهجوم إعلامياً من دون أن يكون له ضلع في الأمر بدليل أن صحيفة التنظيم الأسبوعية النبأ صححت اسم أحد منفِذَي الهجوم من خالد – كما ورد في أول الإعلان – إلى إبراهيم بناء على تصحيح وسائل الإعلام. 

كما توقفت اللامي عند جملة ”فَور وقوع الهجوم، انتشر شريط مصور يوثق (البيعة)“ كدليل على أن التنظيم ”مثلنا جميعاً، رأى الفيديو على الإنترنت ما سمح له بتبني الهجوم.“ 

 

إعلان داعش المسؤولية عن الهجوم جاء مفاجئاً لكثير من أنصار القاعدة. قبل التبني اعتبروا ما حدث ”جهاداً“ متواصلاً؛ وبعد التبني اجتهدوا في تبرير ”فرحهم“ بما يشبه ”الغاية تبرر الوسيلة“. منظر الجهادية أبو محمد المقدسي مثلاً تمنى أن يكون هذا تحولاً في نهج داعش، وإن اعتبر أن ”عمليات المغترين بـ(داعش) في فلسطين هو اجتهادات فردية.“ 

زاد الطين بلة الهجوم الذي نفذه لاحقاً الفتحاوي حمارشة. لكن ”التخريجة“، بحسب المقدسي كانت، ”نمدح فعلته ونتحفظ لكونه فتحاوياً“ مرجحاً أن الرجل اتخذ فتح ”وسيلة للتدريب والتسليح.“ وبالتالي، فإن ”الحكم العام غير الحكم على الأعيان … وقد نحكم على الرؤوس والحكومة ونفصل في الأتباع.“ وهو نفس الموقف الذي اتخذه من حماس. 

لكن في محاولة المقدسي إثبات نظرته هذه، أشار إلى عبارة دينية كتبها حمارشة على الفيسبوك، فعلّق المقدسي: ” لا تتعجب أن تجد فتحاويا مصليا أو يكتب على معرّفه هذا.“ ثم يظهر للمقدسي أن حمارشة أشاد بقيادي من حزب الله هو سمير قنطار، فيعلّق أن ذلك ”يدل على خليط من التفكير والأيديولوجيا: سمك، لبن تمر هندي.“ ويختم: ”عموماً نحن نرحب بهذه العمليات … كائناً من كان منفذها.“ 

 

الهند والحجاب

قضت محكمة هندية في ولاية كارناتاكا جنوب غرب البلاد بتثبيت حظر الحجاب في الجامعات هناك. بالرغم من أن القرار محصور بالولاية، يُخشى أن يتكرر في ولايات أخرى في هذا البلد الذي يعاني تصاعد القومية الهندية في ظل حزب رئيس الوزارء ناريندرا مودي الحاكم. حقوقيون ودستوريون هنود اعتبروا القرار تعدياً على الحريات الدينية التي يضمنها دستور البلاد العلماني. 

 

القاعدة المغرب الإسلامي

نشرت مؤسسة الأندلس بياناً بعنوان: ”فلا بد للقيد أن ينكسر“ ينعى فيه من قُتل في أحداث سكيكدة شمال شرق الجزائر منتصف مارس. 

الجيش الجزائري أعلن اعتقال سبعة إرهابيين في هذه العملية التي تأتي بعد شهر من عملية مماثلة في نفس المنطقة. 

لم تتضح هوية القتلى أو الأسرى، لكن بيان الأندلس أشار إلى أنهم ممن أمضوا ٢٥ عاماً في ”جهادهم“ في الجزائر. 

 

القارة السمراء

بعد سبات طويل ينشط إعلام جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان التي في أصلها انشقت عن بوكو حرام في نيجيريا وأعلنت الولاء لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في يناير ٢٠١٢. 

هذا الأسبوع، نشرت الجماعة دورية بعنوان ”صوت القارة السمراء.“ العدد الأول بعنوان ”لماذا تلتحق بجماعة أنصار؟“، وأهم ما فيه: مقال يحمل عنوان المجلة وفيه سرد لتاريخ الجماعة مع التكفيريين من أمثال عنتر زوابري في الجزائر وأبي بكر شيكاو في نيجيريا. وهذان كفّرا كل من يسكن فيما يُعرف بـ ”دار الكفر.“ يقول المقال إن هذا كان سبباً للانفصال عن شيكاو وتشكيل جماعة انصار. ثم يتطرق المقال إلى أدلة فقهية تعارض هذا التوجه التكفيري. 

المقال الثاني بعنوان ”منهاج القاعدة بين الإجماع والإتلاف والنزاع والاختلاف“ يتحدث عن الخلافات التي أصابت تنظيم القاعدة. ومما جاء فيه أن القاعدة أصابها ضرر كثير بسبب الخلافات التي وقعت في الشام؛ وأن السبيل لحل الخلاف هو بالرجوع إلى ”أهل العلم المعروفين السابقين المجمع على فضلهم.“

وفي المجلة زاوية بعنوان ”اللامركزية الإجبارية لتنظيم القاعدة“ وفيها أن التنظيم لا يتحمل ”كامل المسؤولية عن جميع تجاوزات أفرعه.“

 

روسيا ارتكبت جرائم حرب

قالت هيومن رايتس ووتش إنها وثقت حالات ترقى لجرائم حرب ارتكبها الجيش الروسي في المناطق التي دخلها من أوكرانيا. ومن قبيل ذلك حالة اغتصاب متكرر، وإعدامات عشوائية ونهب وممارسة العنف ضد المدنيين. 

في الأثناء، قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترقية الرئيس الشيشاني رمضان قديروف تقديراً لمشاركته في الحرب على أوكرانيا. 

وفيما نُشرت صور لمواد غذائية تقدم لعائلات الجنود الشيشان المشاركين في الحرب، نُشر فيديو فيه جنود شيشان يوزعون مساعدات على سكان ماريوبول جنوب أوكرانيا. 

كريستو غروسيف من الموقع الصحفي العالمي Bellingcat علق: ”الفيديو يُظهر القديروفيين يعطون الناس البضائع الأوكرانية التي نهبوها.“