أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢ إلى ٨ يناير ٢٠٢٢. إلى العناوين: 

  • طالبان تدعو لحوار في كازاخستان، وتعتقل معارضين في كابول

  • فوضى الفتاوى والمواقف بين الجهاديين ومنظريهم: حماس تشق الصفّ ثانية

  • ”الأفغان العرب في شبوة“ طابور القاعدة الخامس في خدمة الحوثيين 

ونسمع هذا الأسبوع من ضيوف المرصد خلال العام الماضي: 

  • الدكتور محمد صفر، خبير الجماعات المسلحة وأستاذ مقارنة الأديان يتحدث عن طالبان
  • الدكتور تيموثي غروس، أستاذ الدراسات الصينية يتحدث عن قمع الصين للإيغور 
  • الأستاذ دلشاد عثمان، خبير الأمن السيبراني، يتحدث عن تسلل الصين إلى شبكات الاتصال في العالم 
  • والدكتورة فيرا ميرونوفا، المحاضرة في جامعة هارفرد، تتحدث عن المافيات في داعش

حماس 

تعود حماس لتشكل شرخاً بين الجهاديين. في الأسبوع الأول من يناير ٢٠٢٢، أقامت حماس في غزة حفل تأبين للقيادي الإيراني قاسم سليماني في السنة الثانية لاغتياله. في هذا الحفل، أطلق مسؤول حماس المخضرم، محمود الزهار، تصريحات فيها ثناء وولاء لإيران في شخص سليماني. التصريحات لم تكن موفقة ولم تلق صدىً طيباً عند كثير من مؤيدي حماس العنيدين: وخاصة الجهاديين  ومنظريهم. بعض المنتقدين اعتبر أن حماس ماضية في التشيع وإلا لماذا لا تغدق المديح على أمريكا مثلاً التي تعتبر ”أكبر داعم مالي لفلسطين ومنها غزة،“ كما قال أحدهم. 

في رمضان الماضي، تسببت حماس في شرخ بين الجهاديين إثر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وكان السؤال: هل ينتصر الجهاديون لحماس أم لا على اعتبار علاقة حماس مع إيران وما فعلته حماس بالسلفيين وتحديداً أبا النور المقدسي في ٢٠٠٩؟

وقتها، برز موقف منظر الجهادية أبي محمد المقدسي الذي ميّز بين جناحي حماس: العسكري والسياسي. واسترجعنا وقتها فتاوى للمقدسي وأعضاء ما يُسمى اللجنة الشرعية في موقعه ”منبر التوحيد.“ هو ومن معه كفّروا الجناح السياسي لحماس. ولم يتضح على أيّ أساس مايزوا بين وجهي عملة واحدة.

في فتوى أخرى رفض المقدسي “قتال” حماس. لكن عضواً آخر معه في اللجنة وهو أبو الوليد المقدسي، قال “إن الخروج على (حماس) واجب عند القدرة.“

اليوم، ينتقد المقدسي حماس ويقول في حسابه على تويتر: ”عندما يُحَدّ الولاء والبراء بحدود مصلحة الجماعة أو الرقعة التي تعيش فيها؛تعزل نفسها عن آلام المسلمين وتضل بوصلَتها وتضل أتباعَها.“ 

وهذا لافت بالنظر إلى تعليق من حساب قاعدي على التلغرام باسم ”ثم اهتديت.“ تساءل: ”إن كان هناك فرق بين الجناح السياسي والعسكري في حماس؛ فلماذا لا يخرج رجل رشيد من كتائب القسام ويقول هذه التصريحات العفنة لاتمثلنا؟ … لا للترقيع.“ 

 

طالبان المدللة

نعود إلى تعليق المقدسي على حماس وعبارة ”حدود مصلحة الجماعة،“ ونتذكر ما يقوله عن طالبان مثلاً وكيف يبرر لهم حرصهم على ”حدودهم؛“ حتى إنه دعا في سبتمبر الماضي إلى أن تعلن ”الجماعات المصنفة بالإرهابية كالقاعدة … أنها لا تعمل حالياً على أرض أفغانستان … لتُجنبَ الطالبان الضغوط.“ 

مرة أخرى، المسألة تتعلق بليّ النص وتكييف الفتاوى؛ وكيف أن جماعة جهادية تنكر أمراً على أخرى، فتأتِ بمثله آجلاً أم عاجلاً. 

كازاخستان موضوع يحظى باهتمام الجهاديين. الاحتجاجات في البلد السوفييتي السابق تمثل تمرداً على السلطة وهو أمر يعجب الجهاديين؛ ناهيك عن التدخل الروسي في السياسة الكازاخية مذكّراً بسوريا والشيشان. ولفت هنا أن روسيا أرسلت إلى كازخستان قوة ”لحفظ السلام“ بناء على طلب الحكومة في نورسلطان. يترأس القوة الجنرال أندريه سيرديوكوف. تشارلز ليستر الباحث في شؤون الإرهاب ذكّر بأن سيرديوكوف ”قاد ضمّ كرايميا من أكرانيا …وأمضى سنوات في الشيشان وقاد القوات الروسية في سوريا في ٢٠١٩.“ 

المقدسي لم يعلق مباشرة على الأحداث، لكنه أعاد تغريد رأي ينتقد تصريح الناطق باسم خارجية طالبان يدعو فيه إلى الحوار بين المتظاهرين والحكومة. 

حساب باسم قندهار الخير قال: ”هذه الدبلوماسية قد تحرج الإمارة (طالبان) بحال انتصر المتظاهرون فهو يعني المساواة بين الحكومة والمظلومين.“ 

 

طالبان المنافقة 

وفي كابول، اعتقلت حكومة طالبان أستاذ العلوم السياسية في جامعة كابول فيض الله جلال المعروف بانتقاده طالبان. في نوفمبر الماضي، وفي مقابلة على تلفزيون طلوع، سبّ جلال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم. ومنذ ذلك الوقت وهو يتعرض لمضايقات وصلت إلى الاعتداء الجسدي. ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان وصف جلال بأنه متعصب وبرر اعتقاله بأنه يحرض ضد النظام على السوشيال ميديا. 

 

الأفغان العرب في شبوة 

في اليمن، وفي وقت قياسي، تمكنت قوات لواء العمالقة القادمة من جنوب اليمن الحضرمي من التقدم في منطقة بيحان الاستراتيجية والغنية بالنفط في الزاوية الشمالية الغربية من شبوة على حدود محافظة البيضاء. تقدم العمالقة في شبوة، وتغيير التركيبة الإدارية والسياسية فيها أفشل مخططاً حوثياً لشقّ صدع في الجنوب يعزل حضرموت عن أبين وعدن. وفي كل هذا كان الحوثيون يستغلون عناصر القاعدة كأدوات للتمهيد للاجتياح. فكل منطقة يتمركز فيها القاعدة، نجد أنها سرعان ما تذهب للحوثيين.  

في سبتمبر الماضي، سيطر الحوثيون على الصومعة في محافظة البيضاء بمحاذاة شبوة. وقيل إنهم طردوا القاعدة منها. لكن مصدرين مختلفين قريبين من مكافحة الإرهاب في المكلا، حضرموت، قالا لنا إن خلايا القاعدة ومعسكراتهم لا تزال موجودة في الصومعة، بل إنها أصدرت أوامر لتفعيل خلايا نائمة في عدن وأبين للالتفاف على المد الحضرمي خدمة للحوثيين. 

وأشار أكثر من مصدر إلى أن زعيم القاعدة خالد باطرفي والقيادي في التنظيم خبيب السوداني يسكنان في المنطقة الممتدة من وادي شبوة إلى مأرب. 

 

الجولاني والحرية

يوم الجمعة ٧ يناير، ظهر زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، في حفل افتتاح طريق باب الهوى – حلب شمال إدلب. 

حساب مزمجر الثورة السورية لفت إلى أن طيران التحالف لا يقصف الجولاني حتى وهو يتجول في أماكن عامة؛ وقال: ”طيران التحالف في السماء يترصد أبناء المخيمات وكل معارض.“

 

أولمبياد الصين

يحاول ناشطون من التبت والإيغور وهونغ كونغ أن يقنعوا رياضيين بعدم المشاركة في الأولمبياد الشتوي في بكين في فبراير المقبل. أربع دول أعلنت مقاطعتها الدبلوماسية للألعاب احتجاجاً على سجل الصين في حقوق الإنسان. الدول هي: الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، والمملكة المتحدة. 

في ديسمبر الماضي، قضت محكمة بريطانية مستقلة غير رسمية بأن سلوك حكومة الحزب الشيوعي الحاكم في بكين تجاه الإيغور المسلمين في إقليم شنجان غرب الصين يُعتبر إبادة جماعية، بالنظر إلى إجراءات حكومية تقضي على المواليد الجدد من الإيغور. 

الحزب الشيوعي الحاكم في الصيني لا يكتفي بقمع الإيغور داخل حدود الصين؛ وإنما يلاحقهم في دول العالم عبر استغلال تطبيقات وأجهزة إلكترونية صينية المنشأ، مثل هواوي. 

 

داعش ٢٠٢١

كيف بدا داعش في ٢٠٢١؟ بالإضافة إلى تآكل قيادات التنظيم بالاعتقال والقتل في سوريا والعراق وحتى الصحراء الكبرى، بدا واضحاً الانحسار الكبير لهجمات التنظيم عمّا كانت عليه في ٢٠٢٠ مثلاً، كما جاء في ملخص العام الذي كتبه كول بنزل من معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأمريكية. 

في الأثناء، لا تزال الماكينة الإعلامية لداعش ترسم صورة ”وردية“ لقوى التنظيم تماماً كما كانت ترسم صورة وردية للحياة في كنف داعش في الرقة والموصل. لكن هذا لم يكن حقيقياً. بل إن جزءاً مهماً من مقاتلي التنظيم والقيادة العليا كانوا مجرمين ومافيات؛ كما أخبرتنا الدكتورة فيرا ميرونوفا من جامعة هارفرد، في الحلقة رقم ٨٠ من المرصد.