أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٨ نوفمبر إلى ٤ ديسمبر ٢٠٢١. إلى العناوين: 

– جهادي مخضرم يقول: الجهاديون يتحوّلون إلى مجرمين وطغاة عندما يحكمون 

هل تنجح الصين في إغراق الإعلام العالمي برواية مضادة لما يحدث للإيغور؟

ونرحب هذا الأسبوع بالأستاذ أكرم خريف، الباحث الجزائري رئيس تحرير موقع ميناديفنس الأمني. يحدثنا عن تمدد داعش في إفريقيا؛ وحظوظ إياد أغ غالي في الاستحواذ على نفوذ القاعدة كلها في الساحل. 

المرصد 117 | قيادي سابق في النصرة: الجهاديون يتحوّلون إلى مجرمين وطغاة عندما يحكمون

نطح الجدران

لا نزال نبحث في تبعات وصول طالبان إلى الحكم في أفغانستان. إلى أي درجة سيضرّ هذا بفكرة”الجهاد العالمي“ التي بشّر بها أسامة بن لادن؛ إلى أي درجة سيدفع أكثر باتجاه ”سياسة شرعية“ أكثر محلية. وبالتالي، ما الذي يفعله الجهاديون اليوم؟! أين بوصلتهم؟ 

ولنأخذ مثلاً على هذا الاضطراب الحاصل ما كتبه ماجد الراشد أبو سياف، الداعية السعودي والقيادي السابق في جبهة النصرة؛ وهو جهادي مخضرم قاتل في أفغانستان مع أسامة بن لادن. كتب الأسبوع الماضي: ”الجهاديون يتحولون إلى مجرمين وسارقين وطغاة مستبدين عندما يحكمون؛ الدواعش والجولاني أحد الأمثلة.“

وهذا الأسبوع كتب أبو محمود الفلسطيني  المناصر لهيئة تحرير الشام من لندن، و تلميذ أبي قتادة الفلسطيني، منشوراً طويلاً عنوانه العريض ”البراغماتية الجهادية“ مقابل ”التقوقع الأيديولوجي“ و“مناطحة الجدران.“ 

ليست المرة الأولى التي يكتب فيها أبو محمود منتقداً ”الجهاد العالمي.“ ما كتبه هذا الأسبوع فيه توصيف للحالة التي وصلت إليها الجماعات الجهادية. 

يستثني طالبان من الفوضى الحاصلة باعتبارها وصلت إلى الحكم في أفغانستان لأنها اتخذت طريقاً ثالثاً يراه مشروعاً ”واضحاً ومحدداً“ يخضع إلى ”أطر زمنية لا تغفل عن الظروف الواقعية وتراعي الوضع الداخلي والخارجي.“ 

المشكلة هنا هي هل طالبان جماعة جهادية؟ المتحدث باسم طالبان، الدكتور محمد نعيم، قال لهذا البرنامج قبيل سقوط كابول، إن الجهاد لم يعد مطلوباً طالما سيطرت الجماعة على الحكم. 

لنضع هذا جانباً. يتابع أبو محمود ويشير إلى فشل ”التجارب الجهادية في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وذلك بسبب الإصرار على حالة التقوقع الأيديولوجي، وحالة التصارع والتشرذم المستمر داخل المدرسة الجهادية؛“ حتى باتت هذه الجماعات ”لا تقوى على إدارة الخلاف …  بل يتطور الخلاف سريعا ليستقر في خانة الخلاف العقدي“ الذي ينتهي بـ ”الاقتتال.“ 

يخلص إلى أنه: ”لا بد من التوقف عن نطح الجدر“ الذي كلّف الجهاديين الكثير ” من الاستنزاف من الخزان البشري …وهدر الطاقات في غير موضعها ودون أن تحقق المطلوب.“ ويدعو إلى ”التخلي عن البرامج غير المجدية التي لا تحسم صراعاً ولا تحقق انتصاراً.“ 

ما يصفه أبو محمود بأنه ”نطح الجدر“ يصفه آخر بأنه ”دروشة.“ 

نائل بن غازي، مناصر آخر للجولاني، يتحدث عن ”توحيد الرؤية السياسية والعسكرية في الساحات الجهادية“ إمّا بالقدرة العسكرية أو بالتوافق؛ أمّا ”الدروشة“ فلا تقيم جماعة ”ولا تُثقل قدماً.“ وكله كناية عن الالتفاف حول هيئة تحرير الشام باعتبارها ”تمثل أهل السنة ولها شوكة“ ويعتبرها رديفاً لطالبان. 

أما العرجاني أبو الحسن، وهو مهاجر كويتي كان شرعياً في جبهة فتح الشام/ النصرة قبل أن ينشق عنهم في يناير ٢٠١٧، فـ ”يبق البحصة“ ويعتبر أن ”أهل التنظير“ مسؤولون عن تمكين الجولاني وبالتالي عن الحال التي وصل إليها الجهاد في سوريا تحديداً. 

ينتقد من ساند الجولاني في الخلاف مع داعش، وهو منهم، ويقول: ”كان الواجب تركهم حتى ينهي أحدُهما على الأخر.“ أما مساندة الجولاني لاحقاً فيعتبرها ”حماقة.“ 

 

الفلسطينيان والجزراويان

ومن قبيل هذه الحماقات، أو على الأقل انعدام الرؤية، ما نقرأه عن الصديقين العدوين، منظري الجهادية: أبي قتادة الفلسطيني وأبي محمد المقدسي. 

مضى وقت طويل لم يتفق في شأنهما اثنان. هذا الأسبوع اتفق عليهما الخليجيان المهاجران في إدلب والمعارضان لهيئة تحرير الشام: العرجاني وماجد الراشد. المفارقة أن اتفقا على ما يكره المقدسي وأبو قتادة. 

العرجاني يصف أبا قتادة المؤيد للهيئة بأنه ”مجرم“ وله ”تاريخ تكفيري“ في الجزائر والشام؛ ويتهمه بأنه يتلقى أموالاً من الجولاني. 

أما الراشد فينتقد المقدسي المناهض للهيئة وينعته بـ“الضال“ الذي ”ليس في كتبه تحقيق علمي ولا بحث فقهي.“

براغماتية طالبان 

طالبان ماضية في سياستها غير آبهة بهؤلاء. هذا الأسبوع، قالوا في حسابهم على تويتر إنهم يأملون في الحصول قريباً على مقعد أفغانستان في الأمم المتحدة، بعد أن رفضت لجنة خاصة طلبهم. طالبان غرّدوا أن المقعد سوف يمكّنهم من التعامل ”بشكل إيجابي مع المجتمع الدولي.“ نقرأ الخبر ونحن نعلم أن مسألة الانضمام إلى الأمم المتحدة مسألة خلافية بين الجهاديين وصلت إلى التفكير. 

وكبادرة حسن نية للمجتمع الدولي خاصة مع طلب طالبان المساعدة من الغرب، أصدروا ”مرسوماً خاصاً“ باسم زعيمهم هبة الله أخوندزاده ”بشأن حقوق المرأة.“ المرسوم يتعلق حصراً بمنع الزواج القسري؛ من دون أن يحدد سناً؛ أو يتطرق إلى تعليم البنات وعمل النساء. بشتنة دراني التي تدير مؤسسة Learn لتعليم البنات توقفت عند جملة في المرسوم تقول ”المرأة ليست ملكاً لأحد.“ علّقت بشتنة: ”عليهم إذاً ألا يعاملوا النساء كذلك بفرض أين ومتى وكيف يستطعن العمل والدراسة.“ 

ويواصل مسؤولو طالبان التقارب مع الصين. هذا الأسبوع، التقى وزير خارجية طالبان مع السفير الصيني في كابول وكان على جدول البحث: التجارة والمساعدات. 

هذه العلاقة مع الصين نقطة خلافية أخرى في أوساط الجهاديين. الصين تقمع الإيغور المسلمين. وطالبان لا يتحدثون في الأمر البتة.

هل تنجح الصين في تقديم رواية مضادة لما يحدث للإيغور؟ 

تقرير نشره المعهد الأسترالي للاستراتيجية السياسية وجد أن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين نظم حملات على منصات التواصل الاجتماعي العالمية للتقليل من شأن الأخبار الواردة من إقليم شنجان غرب الصين الذي تسكنه أغلبية من الإيغور المسلمين. 

الصين تحتجز مئات الآلاف من الإيغور في معسكرات اعتقال؛ وتفرض العمل القسري على المفرج عنهم؛ وتتحكم في الزيادة السكانية بالتسبب في عقم النساء.  

بحسب هذا التقرير، يدير الحزب الحاكم شبكتين رئيستين تستهدفان مستخدمي تويتر ويوتيوب تحديداً وتنشران بلغات متعددة. تظهر في الشبكيتين حسابات وهمية تُمرر الرواية الصينية وترد على المعارضين. وفي أحيان أخرى، يدّعي أصحاب هذه الحسابات أنهم إيغور يمتدحون طيب العيش في الصين، مناقضين بذلك الشهادات التي توثق إجراءات الإبادة الصينية. 

بموازاة ذلك، سُرّبت مجموعة جديدة من وثائق ”سرية للغاية“ تثبت تورط قيادة الحزب الشيوعي الحاكم في سياسة الإبادة ضد الإيغور. 

الوثائق المعنونة ”أوراق شنجان“ تضمّ خطابات للرئيس شين جينبينغ تحدد معالم سياسة الحزب في الإقليم: إدارة الأمن، التحكم بالتمدد السكاني، ومعاقبة الإيغور على طموحاتهم القومية. 

ومن ذلك أن الحزب اتبع سياسة إعادة توطين الإيغور لإحداث توازن ديموغرافي في الإقليم بين الإيغور، وهم إثنية تركية، والهان، وهم صينيون.  

تمّ التعرض لهذه الوثائق في محكمة خاصة عُقدت في لندن في سبتمبر الماضي بهدف تثبيت أو نفي توصيف السياسة الصينية بأنها إبادة جماعية. يصدر الحكم في ٩ ديسمبر الجاري. 

إدلب هذا الأسبوع

  • عجاج

بين طوابير الخبز في إدلب، انشغل الأدالبة ساعات بخبر عن محمود عجاج القاضي فيما يُسمى حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام. 

في ١ ديسمبر، كتب عجاج في حسابه على الفيسبوك أنه ”انشق“ عن الهيئة واصفاً الجولاني بأنه ”مجرم.“ 

لكن مصدراً في الحكومة أوضح أن الرجل عندما كتب المنشور كان مفصولاً من تاريخ ٢٠ نوفمبر بسبب ”تقصيره“ في العمل. 

  • استهداف حراس الدين

استهدف طيران التحالف يوم ٣ ديسمبر مركبة ودراجة نارية على طريق أريحا، المسطومة جنوب إدلب. قتل في الهجوم شاب اسمه مصعب كنعان أبو عُمير إحسم وهو مرافق أبي عبدالرحمن المكي القيادي من أصل سعودي في حراس الدين والذي تحتجزه الهيئة منذ أكتوبر ٢٠٢٠. معارضو الهيئة اتهموا أمنييها بالإخبار عن مكانه.

  • أبو فاطمة التركي 

نشر حساب الشمالي الحر الموالي للهيئة صوراً من الدورة الشرعية التي ألزم بحضورها جميع عناصر مجموعة “أبي فاطمة التركي” بعد إخراجهم من جبل التركمان نهاية أكتوبر الماضي. 

في ٧ نوفمبر، وافقت الهيئة على استسلام عناصر المجموعة التي اتهمتهم بالغلو والتكفير؛ وإعادة دمجهم في المجتمع أو في جماعة التركستان شريطة تسليمهم السلاح وحضورهم الدورة الشرعية.