أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٣١ أكتوبر إلى ٦ نوفمبر ٢٠٢١. إلى العناوين: 

– أنباء عن وصول داعشيين من العراق وليبيا إلى نيجيريا لترتيب أمر قيادة تنظيم داعش في غرب إفريقيا

– وتعيين ليبي خلفاً لأبي وليد الصحراوي

وضيف الأسبوع، الدكتور مادي إبراهيم كانتي، المحاضر في جامعة العلوم القانونية والسياسية في باماكو، مالي. يحدثنا عن المفاوضات المحتملة بين حكومة مالي والجهاديين الماليين ممثلين بإياد أغ غالي. 

المرصد 113 | وصول داعشيين من العراق وليبيا إلى نيجيريا لهيكلة تنظيم داعش في غرب إفريقيا

 

داعش إفريقيا 

في إفريقيا، أنباء عن قادة جدد لداعش. في أكتوبر الماضي، قال الجيش النيجيري إنّه قتل قادة داعش في غرب إفريقيا ISWAP : أبا مصعب البرناوي وماللام باكو. ما أحدث فراغاً في قمّة الهرم. تنشط جماعة ISWAP في حوض بحيرة تشاد الذي يضم: تشاد، نيجيريا، الكاميرون، والنيجر. وفي سبتمبر، قال الجيش الفرنسي إنه قتل أبا الوليد الصحراوي زعيم داعش في الصحراء الكبرى التي تنشط في المثلث الحدودي بين مالي، النيجر، وبوركينافاسو. 

الآن، يقول حساب باسم فهد أغ المحمود على تويتر إن داعش عيّن أبا البراء الأنصاري خلفاً لأبي الوليد قادماً من ليبيا. المواقع الإخبارية التي نقلت الخبر أشارت إلى أن حساب المحمود نشر نبأ قتل الصحراوي قبل ثلاثة أسابيع تقريباً من الإعلان الفرنسي؛ الأمر الذي يدعو إلى أخذ هذه المعلومة محمل الجد. 

التغيير الثاني كان فيما يُسمى ولاية غرب إفريقيا ISWAP. بداية لا بد من توضيح أن متابعي ما يحدث في شمال نيجيريا لم يؤكدوا بعد أنباء قتل أبي مصعب البرناوي أو من قيل إنه تولى الإمارة بعده – مالام باكو؛ حتى إنهم لا يزالون يختلفون بينهم حول المسألة. هؤلاء المتابعون إمّا يعيشون في المناطق القريبة من نفوذ بوكو حرام أو ISWAP؛ أو هم مسؤولون سابقون في الجيش النيجيري. 

بحسب أحد هؤلاء المتابعين وهو صحفي له حساب Zagazola على تويتر، يبدو أن المسألة تتعلق باشتباه في مفهوم الهرم القيادي في ISWAP. نفهم من الحساب مثلاً أن باكو لم يكن زعيم التنظيم وإنما كان زعيماً مؤقتاً أو والياً على منطقة. وأن البرناوي نفسه لم يكن الزعيم ”التنفيذي“ إن صح التعبير. هذا ما نفهمه حتى الآن. الجديد إذاً، هو أن ISWAP يحتاج إلى رجل قوي على قمة الهرم القيادي خاصة بعد فشل التنظيم في إدماج عناصر بوكو حرام بعد قتل زعيمهم أبي بكر شيكاو في مايو الماضي. بحسب المسؤولين النيجيرين، وصل عدد من سلم نفسه من عناصر بوكو المقاتلين وأقربائهم إلى حوالي ١٧ ألف شخص؛ الأمر الذي استدعى إجراءات عاجلة في ISWAP لمواجهة هذا الخطر. 

إذاً، ترد أخبار اليوم بأن مجلس شورى ISWAP عيّن المدعو (ساني شووارين) البالغ ٤٥ عاماً زعيماً للجماعة؛ وإنه معني بالإشراف على نشاطات الإرهابيين في الولايات الأربع التي ينشط فيها التنظيم: حوض بحيرة تشاد، سامبيسا، تمبكتو، وتومبوما . وبذلك هو معني بمعالجة الخلافات داخل الجماعة، والتنافس بين قادتها والتمييز بين عناصرها والمشاكل المالية التي يعانون منها ورفض جماعة بوكو الخضوع للتنظيم. وينقل Zagazola أن داعشيين عرب جاؤوا من ليبيا والعراق ومالي في مهمة لتقصي الحقائق حضروا حفل تنصيب ساني شووارين. وهذا أقوى تأكيد حتى الآن على توجه داعش العراق إلى إفريقيا. 

وهنا نقول إن توجه داعش إلى إفريقيا ما هو إلا فشل آخر في أجندة التنظيم. فأجندة التنظيم العراقي/العالمي لن تكون في صالح زعماء داعش المحليين أو المقاتلين الذين يأتمرون بهم. ليس قبل وقت طويل ظهرت الخلافات بين المكون المحلي والمكون الوافد او المهاجر: بين الدواعش العراقيين و الدواعش الأجانب؛ بين الدواعش العرب والأجانب؛ بين العرب والتركمان. وفي إفريقيا، ظهر الفرق عندما عرضت الحكومة المالية، أو ستعرض، المفاوضات على الجهاديين الماليين حصراً دون ”أشقائهم“ في السلاح العرب.

 

الدواعش الروس

ألقت السلطات الكولمبية القبض على فلاديمير تارانيتش Vladimir Taranetc المشهور باسم ”علي علي“ وهو داعشي روسي. كان قادماً من تركيا في طريقه إلى غواتيمالا، وسيجري ترحيله إلى روسيا ليُحاكم هناك. في ٢٠١٣، أصدرت روسيا مذكرة اعتقاله بعد غادر إلى تركيا ثم إلى سوريا حيث انضمّ إلى ما كان يُعرف باسم جيش المهاجرين والأنصار. بعد حلّ الجماعة انضم إلى داعش. 

الدكتورة فيرا ميرونوفا، الخبيرة في الجهاديين من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً، علّقت على تويتر وقالت إن الاعتقال جاء في وقت مناسب مع ”إتمام بحث ضخم في جوازات سفر مزورة استخدمها داعش للسفر حول العالم. فمقابل مبلغ يراوح من ٨ إلى ١٥ ألف دولار، يمكن أن تذهب إلى أي مكان من موريتانيا إلى كندا.“ وأضافت أنها تحدثت مع الرجل في سجنه في كولومبيا وقالت ”إنه يقبع في زنزانة مع ٥٠ شخص آخر.“ ونقلت عنه أنه استخدم جواز سفره الحقيقي لأنه كان يرغب في الوصول إلى الحدود الأمريكية وطلب اللجوء هناك. 

 

الشيشاني وحيداً

حتى ساعة إعداد هذه الحلقة، لم يصدر جديد بخصوص مسلم الشيشاني زعيم جماعة ”جنود الشام“ الذي خرج من جبل التركمان بموجب اتفاق مع هيئة تحرير الشام مساء الاثنين ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ تاركاً جماعة أبي فاطمة المُستهدفين ”رسمياً” وحيدين حتى خرجوا يوم الخميس  ٢٨ أكتوبر. هذا آخر ما نعرفه عن الشيشاني حيث ظهر في صورة مع الصحفي الأجنبي عبدالصمد داغول في مكان ما من ريف إدلب. 

في الأثناء، علمنا من مسؤول في الهيئة أن المفاوضات جارية لضمّ الشيشاني إلى غرفة عمليات الفتح المبين. هل سيعمل الشيشاني تحت لواء الهيئة؟ هل سيضع السلاح ويجلس في إدلب؟ هل سيخرج من إدلب؟ غير واضح. الواضح هو أن وضع الشيشاني بين الجهاديين وخاصة معارضي الجولاني في شمال سوريا بات مشبوهاً بعد اتفاقه مع الهيئة وتركه أبا فاطمة وحيداً. 

مسألة أخرى تتعلق بملف الشيشاني هي صورة (الفيش والتشبيه) لـ موسى الشيشاني الذي يُقال إن الهيئة اعتقلته أثناء فراره إلى تركيا؛ وقيل إنه شقيق مسلم. بحسب الصحفي داغول، وفي جواب سؤال أرسلته له على تويتر، أكد أن موسى ليس شقيق مسلم. لكنه أكد ما جاء في أنباء الأسبوع الماضي وهي أن موسى كان معارضاً الاتفاق مع الهيئة.

 

داعش البائس 

إذاً، هجم داعش على مستشفى داود خان العسكري في وسط العاصمة الأفغانية كابول. ما يلفت في هذا الهجوم أن داعش وبحسب تفصيل الهجوم الذي أوردته صحيفتهم ”النبأ“ لم يكتفِ بالاشتباك مع القوات المسلحة التي تحرس المستشفى وإنما دخلوا المبنى وقتلوا داخله من قتلوا من جنود وطواقم طبية. رأينا صورة واحدة على الأقل لعاملة – طبيبة أو ممرضة مقتولة. قبل هذا، انتهك داعش حرمة المساجد وقتلوا المصلين. وكما برروا ذلك بأن غيّروا لفظ مسجد إلى معبد؛ اليوم يبررون بأن المستشفى عسكري. وكلها استراتيجيات بداية النهاية. 

 

طالبان والعالم

شاع على التلغرام فيديو للمتحدث باسم طالبان محمد نعيم يشيد فيه بتركيا. المقدسي على تويتر لم يعجبه ذلك وعلّق: ”نتمنى من طالبان أن يتبصروا بالواقع ويتنبهوا لتصريحاتهم؛ فبالأمس القريب كانت تركيا ضمن حلف النيتو الذي كان يحتل أفغانستان.“ تلقف أنصار هيئة تحرير الشام هذا التعليق. الهيئة في إدلب تناصر طالبان وتسعى إلى قبول دولي مثلهم والخروج من قوائم الإرهاب. معارضو الهيئة يعتبرون أن الهيئة لا تُقارن بطالبان لأنها خانت الجهاديين خاصة أتباع القاعدة في الشام. الآن، حساب الشمالي الحر المناصر للهيئة أشار إلى تناقض المقدسي واعتبر أن نقده طالبان كان ”لطيفاً.“ وقال: ”لو وضعنا هذا التصريح باسم الهيئة بدلاً من الطالبان، لرأينا التكفير والتضليل والتخوين من كل حدب وصوب.“ 

 

قاعدة اليمن مشتتة ومفككة 

نشرت مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أنباء عن هجمات ضد الحوثيين في البيضاء. القاعدة انهزمت في البيضاء في سبتمبر وخرجت من آخر معاقلها في الصومعة. الخبيرة في شؤون اليمن وأستاذة الشعر العربي الجهادي في جامعة أكسفورد، الدكتورة إليزابيث كيندال، علّقت في حسابها على تويتر بأنّ الإعلان عن هذه الهجمات بعد صمت طويل يشير إلى ”تفتت أو انقياد أو ضعف“ في التنظيم. واعتبرت أن تخصيص الهجمات بالحوثيين يخدم أجندة الحوثيين أولاً، ودعايتهم بأنهم يقاتلون الإرهاب. وفي سيناريو آخر لما يحدث، رجّحت أيضاً أن القاعدة لم تعد لاعباً أساسياً في المنطقة وأنّما شريكاً ثانوياً لجهة تشنّ هذه الهجمات. 

 

داعش الفلبين 

أعلن الجيش الفلبيني أنه تمكن من قتل صلاح الدين حسن، أمير جماعة داعش في الفلبين، وزوجته يهانا التي كانت تتولى خزانة التنظيم وأموره المالية. حسن أدار جماعة جريمة منظمة اسمها (الخبر) في الفترة من ٢٠٠٧ إلى ٢٠١٥ في جزيرة مينانداو جنوب الفلبين وهي جماعة اختصت بنشاطات الجريمة المنظمة. بعد ٢٠١٥، انضم الرجل إلى داعش. تدرب على يد صانع القنابل سيئ الصيت باسط عثمان الفلبيني وذو الفقار أبدير الذين كانا على قائمة أكثر المطلوبين في جنوب شرق آسيا. 

 

المادة السوداء

أعلنت جماعة BlackMatter المختصة ببرامج الفدية أنهم أوقفوا نشاطهم بسبب ضغط من سلطات دولة لم تحددها. في الأسبوع الأخير، ألقت السلطات في أوربا القبض على عدد لا بأس به من أعضاء هذه الجماعة. كما نُقل أن السلطات الروسية والأمريكية تتعاون الآن ضد الجماعة. كثيراً ما تؤجر هذه الجماعة خدماتها لجماعات إجرامية وإرهابية.