أهلاً بكم إلى حلقة المرصد لهذا الأسبوع نغطي فيها الفترة من ٢٤ إلى ٣١ أكتوبر ٢٠٢١. إلى العناوين: 

– بالعصا والجزرة: الجولاني ينجح في تفكيك الجهاديين المستقلين في التركمان وما أبعد من التركمان؛ فمن أكل الجزرة ومن اكتوى بالعصا؟

– هل استفاد فيسبوك من شبكة للاتجار بالبشر والجنس؟ الاسم الجديد ”ميتا“ يأتي ومعه قديم ثقيل. 

– وبعد مرور عامين على قتل البغدادي خليفة داعش المزعوم، ما الذي تغير على التنظيم؟ نستضيف هذا الأسبوع الأستاذ عمر أبو ليلى، المدير التنفيذي لشبكة دير الزور ٢٤ التي تضم مجموعة من الباحثين شمال شرق سوريا. أبو ليلى خبير سوري في ديناميات الأمن والحكم في تلك المنطقة.

المرصد 112 | بالعصا والجزرة: الجولاني ينجح في تفكيك الجهاديين المستقلين في التركمان وما أبعد من التركمان، فمن أكل الجزرة ومن اكتوى بالعصا؟

 

التركمان غيت

انتهت مسألة جبل التركمان يوم الخميس ٢٨ أكتوبر، بموجب ”اتفاق“ بين هيئة تحرير الشام وجماعة ”جند الله“ التي يقودها أبو فاطمة التركي. 

لم يصدر بيان رسمي لا عن الهيئة ولا عن أبي فاطمة بخصوص بنود الاتفاق. لكن الواضح هو أن جماعة أبي فاطمة خرجوا من الجبل إلى جهة غير معلومة، ويبدو أن الجبل خلا إلا من الهيئة. 

المقدمات كانت مساء السبت ٢٣ أكتوبر،عندما بدأت الهيئة تحشد أمنييها وعسكرها للهجوم على جبل التركمان. في البداية، وردت أنباء أن المستهدف هو مسلم الشيشاني وجماعته ”جنود الشام.“ ثم تواترت الأنباء أن الهيئة تسعى وراء ”خوارج“ متطرفين تكفيريين في الجبل. وهو ما استثار الشيشاني الذي تعهد بقتال الهيئة ”إن اضطر.“ 

بدأ الهجوم على التركمان صباح الاثنين. لكن في المساء، خرج مسلم وجماعته بموجب اتفاق مع الهيئة وبضمان التركستان. وعندها أعلنت الهيئة أن مشكلتها هي مع أبي فاطمة التركي وجماعته ”جند الله.“

ويبدو أن جماعة الهيئة روّجوا أن أبا فاطمة هو من بقايا التيار الحازمي الذي كان يوماً داعشياً. 

لكن حساب أبي يحيى الشامي الذي يعرف عن نفسه بأنه طالب علم أوضح ما يبدو أنه إشكال في الأسماء. ففرق بين كتيبة ”جند الله“ التي تتبع أبا فاطمة، وجماعة ”جند الخلافة“ التي لم تعد موجودة. 

يقول أبو يحيى إن ”جند الله“ تأسست في ٢٠١٥ مرابطة في التركمان؛ أما الحازميين فهم جماعة ”جند الخلافة“ التي تأسست في ٢٠١٣ في ريف المهندسين في مناطق داعش؛ وأن جبهة النصرة آنذاك أسرت وقتلت جزءاً منهم فيما تولى داعش قتل وأسر القسم المتبقي. 

في جبل التركمان، وقع قتال شديد خلال الفترة من صباح الاثنين حتى مساء الخميس؛ قُتل من قُتل وأسر من أسر إلى أن وُقّع الاتفاق.

بحسب الشمالي الحر نصير الهيئة، نص الاتفاق على أن تسلم جماعة أبي فاطمة الأسرى والمطلوبين والسلاح وتخرج من إدلب. وبينما اعتبر أنصار الهيئة ما حدث ”نصراً،“ رأى المعارضون خلاف ذلك. حساب رد عدوان البغاة علّق: ”لم يتم الاتفاق بين الهيئة والمستقلين إلا بعد عجز الهيئة عن إنهائهم بالقوة.“ وكذلك رأى حساب مزمجر الثورة السورية أن الهيئة  عجزت عن التقدم ”شبراً واحداً“ في الجبل. 

ما حدث في التركمان لن يمرّ بهدوء. المنطقة بعد التركمان ستكون غير ما كانت قبل التركمان. الهيئة باتت توسع سيطرتها على الأطراف وتدفع بالمستقلين إلى خارج ”الحدود“ فإمّا ينضمون إليها وإمّا يخرجون ولكن إلى أين؟ خارج إدلب ثمة ثلاث مناطق نفوذ: الجيش الوطني (الجيش الحر)، داعش، والنظام. 

الأهم أن معركة التركمان سببت شرخاً عظيماً في وسط الجهاديين المستقلين أنفسهم. مسلم الشيشاني كان أول من وقع اتفاقاً مع الهيئة نجا به بنفسه وترك أبا فاطمة وحيداً في الجبل. 

وفي تفصيل مهم كشف عنه حساب ”رد عدوان البغاة“ نقرأ أن شقيق مسلم، موسى الشيشاني، الذي اعتقلته الهيئة على الحدود التركية، رفض الاتفاق الذي وقعه أخوه. يقول الحساب إن موسى ”آثر البقاء بالتركمان ليخرج إلى تركيا ويكمل مسيرته الجهادية في إحدى الساحات التي كان ينوي الالتحاق بها.“ بعيداً عن هذه الجملة التي فيها تناقضات وغموض، يعتبر هذا الحساب القاعدي اتفاق الشيشاني – الهيئة ”خروجاً مهيناً ومذلاً فرضه الجولاني على الشيشانيين بحجة تحييدهم.“ 

وكما قال حساب أبو يحيى الشامي يوم خرج مسلم من الجبل إن الرجل إن عاد إلى هناك ”فإما أن يعود تابعاً منقاداً للهيئة أو لا يعود.“

 

شيشاني داعش 

داعش ردّ على أحداث التركمان بسؤال: ”أليس فيكم عُمرٌ جديد؟“ في إشارة إلى عمر أو أبي عمر الشيشاني، وزير الحرب في داعش الذي قُتل في ٢٠١٦. 

ما جاء في المقال يتفق مع ما يقوله معارضو الجولاني – الحملة على التركمان تأتي ”تنفيذاً للاملاءات الخارجية بهدف تعبيد الطريق أمام تنفيذ الاتفاقيات التركية الروسية.“ 

يحاول داعش استمالة المقاتلين الأجانب: فهم مستهدفون لمجرد ”بقائهم على أرض الشام حتى لو لم يقاتلوا النظام؛“ وهم مُتهمون ”بالخارجية والتكفير“ كما هم اتهموا داعش يوماً؛ بمعنى أن الفريقين في مركب واحد الآن!

 

سويدي مع الهيئة 

قُتل القيادي الأمني مروان أبو عمر الفلسطيني في انفجار عبوّة ناسفة يبدو أنها استهدفت سيارته في بنش شمال شرق إدلب. بحسب مزمجر الثورة السورية، مروان فلسطيني معه جنسية سويدية ويُعتبر مساعداً أولاً للقيادي أبي مارية القحطاني. نعى مروان قياديون في الهيئة مثل أبي مارية ومظهر الويس بالإضافة إلى كبار المناصرين مثل نائل الغزي وأبي محمود الفلسطيني. 

 

تحريكي طالبان 

نقلت مؤسسة عمر، الذراع الإعلامية لفرع طالبان الباكستاني (تحريكي طالبان باكستان) أن زعيم الجماعة أبا منصور عاصم، أو مفتي نور والي محسود، زار قيادات التنظيم في المنطقة الشمالية يوم ٢٧ أكتوبر، وهي المنطقة التي تقع بمحاذاة الحدود الأفغانية.

الباحث الأفغاني، عبد السيد، في حسابه على تويتر، أوضح أن ”جماعات طالبان الباكستانية هذه تقيم أساساً في شرق أفغانستان، ننغرهار، كنر ونورستان،“ وبالتالي اعتبر السيد أن طالبان إذ ”سمحت لطالبان الباكستانية بالإعلان عن هذه الملاذات ”غير الرسمية“ في أفغانستان قد يكون تحذيراً من طالبان افغانستان إلى الدولة الباكستانية على خلفية التقارير الأخيرة بقرب التوصل إلى اتفاق مع أمريكا لاستخدام المجال الجوي الباكستاني لشن هجمات في العمق الأفغاني.“

 

فيسبوك 

إذاً فيسبوك الشركة غيرت اسمها إلى (ميتا) في عملية rebranding. ميتا تملك الآن منتجات مثل: فيسبوك، واتساب، وإنستغرام. إعادة توصيف الماركة التجارية على هذا النحو يأتي في وقت تعاني فيه الشركة خاصة مع منتج فيسبوك الذي يشهد ركوداً في المتابعين وانكماشاً في التفاعل خاصة من الشباب. مطلع الشهر، بدأت جلسات في الكونغرس الأمريكي للاستماع إلى شهادة موظفة سابقة في الشركة كشف عن مخالفات أخلاقية ومشاكل عميقة داخل المؤسسة. 

فرانسيس هاوغن كشفت عن وثائق تثبت أن الشركة تجاهلت وغضّت الطرف عن تقارير بأن فيسبوك يُستخدم لأغراض تعزيز الإرهاب والاتجار بالبشر والجنس وحتى تشجيع الانتحار بين المراهقين. الشركة لم تتخذ أي إجراء للحد من هذه الممارسات. في واحدة من هذه القضايا، علم مسؤولو فيسبوك عن شبكة شبكة لتهريب النساء من آسيا واستخدامهن في تجارة الجنس وذلك من خلال صفحات وحسابات على فيسبوك. مكتب التحقيقات الفدرالي قبض على رأس العصابة وأودعه السجن؛ إلا أن أياً من الوثائق المقدمة للقضاء لم تُظهر تعاوناً من فيسبوك للقبض على الشبكة.

ومن المخالفات الأخرى التي تتهم فيسبوك بارتكابها هي أنها تتيح بيئة ترتفع فيها مستويات لغة العنف والكراهية كما حدث عندما استحدثت أسواقاً جديدة في أفغانستان وميانمار من دون وضع ضوابط الاستخدام. حتى إن فيسبوك في ميانمار ارتبط بالجرائم المرتكبة ضد الروهينغا المسلمين. 

 

إرهابيات داعش 

نجحت السلطات الأمريكية في ترحيل إرهابية هولندية لمحاكمتها بتهمة جمع أموال لصالح جماعة شباب الصومالية. فريحة حسن كانت عضواً في شبكة احتالت على متبرعين بأن الأموال المتبرع بها ستذهب للمدارس ودور الأيتام في الصومال إلا أن ما جمعته هذه الشبكة موّل خلايا إرهابية في نيروبي، كينيا، وهرجيسا الصومال خلال الفترة من ٢٠١١ إلى ٢٠١٤. 

في ألمانيا، حكم القضاء الألماني على إرهابية بالسجن عشر سنوات فقط بعد إدانتها بالمشاركة في تعذيب وقتل طفلة إيزيدية. الإرهابية جينفر فينس اتخذت وزوجها العراقي سبية إيزيدية وكان لها طفلة تبلغ خمسة أعوام. الإرهابية لم تتدخل عندما عذب زوجها الطفلة وربطها في الخلاء تحت الشمس الحارقة حتى ماتت من العطش. فريق الدفاع عن الإرهابية شكك في شهادة والدة الطفلة وحتى في إن كانت الطفلة قد ماتت!

تعاني الإيزيديات الناجياتُ من إرهاب داعش في سبيل إثبات مظلمتهن للقضاء الذي يتطلب شهادات وإثباتات. معظم الإيزيديات لا تتوفر لديهن صور أو حتى معرفة بالأسماء الحقيقية لمن اغتصبهن وعذبهن ومن وقف يتفرج عليهنّ من نساء الإرهابيين. الإرهابي طه الجميلي زوج جينيفر ينتظر المحاكمة في نوفمبر.