طالبان يتقربون من روسيا ويتعهدون للصين بطرد التركستان الإيغور 

– وعن الهوية الجهادية لطالبان، نتحدث اليوم إلى الدكتور محمد صفر، أستاذ مقارنة الأديان والباحث في الحركات الإسلامية. صاحب كتاب: طالبان الأفغانية والمحاكم الصومالية: دراسة مقارِنة. 

– وفي المرصد أيضاً، بعد حلّ “جنود الشام” الشيشان، الهيئة تطلب من مستقلين آخرين تسليم السلاح

المرصد 96 | طالبان تتقرب من روسيا وتتعهد للصين بطرد التركستان الإيغور

الدكتور محمد صفر، أستاذ مقارنة الأديان والباحث في الحركات الإسلامية.

طالبان: مأزق الجهاديين 

يجتمع مجاهدو القاعدة وهيئة تحرير الشام على الاحتفاء بطالبان وكأن ما يحدث في أفغانستان نصر للظواهري والجولاني. سلوك طالبان يضع الجهاديين أمام تناقض أو على الأقل أسئلة مطالبون بالإجابة عليها أمام أنفسهم.لنبدأ بما فعلته أو قالته طالبان. أولاً، زار وفد من طالبان موسكو ليعطي الروس تطمينات أمنية. ومن هناك أعلن طالبان أنهم سيطروا على أكثر من ٨٠٪ من أفغانستان. ثانياً، أجرت الصحفية Amy Chew مقابلة مهمة مع الناطق باسم طالبان سهيل شاهين لصالح موقع The South China Morning Post. أهم ما فيها: 

– عن العلاقة مع الصين، قال شاهين: “ذهبنا إلى الصين عدة مرات ولدينا علاقات جيدة معهم … الصين بلد صديق ونرحب بهم في إعادة الإعمار وتطوير أفغانستان.” 

– عن موقف الجماعة من الحزب الإسلامي التركستاني (الإيغور)، قال شاهين إن طالبان ملتزمة بألاّ تسمح ببقاء أي جماعة أو فرد في أفغانستان إن رغب في شن هجمات ضد أي دولة أخرى ومنها الصين، وبمن فيهم التركستان. 

– عن القاعدة، أكد شاهين أنه لن يكون لهم مكان في أفغانستان. قال: “سمحنا للقاعدة بالبقاء في أفغانستان لأنه لم يكن لديهم مكان آخر في أي بلد .. سوف لن نسمح بوجود أي تجنيد أو تدريب أو تمويل لأي مجموعة في أفغانستان … وإذا وجدنا أحداً يختبئ فسوف نطلب منهم (المغادرة).” 

الآن، كيف سيكون موقف الجهاديين من موقف طالبان هذا تجاه الصين وروسيا، وهم – أي الجهاديين – ما انفكوا يغضبون على الصين لأنها تنكل بالإيغور المسلمين، وعلى الروس لأنهم ينكلون بالسوريين؟ وكيف سيختلف موقف طالبان من هاتين الدولتين عن موقف أنظمة ودول يصفهم الجهاديون بالطواغيت؟ هنا يبرز تناقض الجهاديين من أنصار القاعدة الذين صاروا يباركون  سلوك طالبان على أسس “البراغماتية” و”المصلحة العامة” و”خدعة الحرب” و”تحييد الأعداء”. يقولون إن: “نصر طالبان سيضفي للقاعدة نصرآ ومزايا عظيمة … عودة أفغانستان كملاذ ووطن آمن للجهاديين بكل بقاع الأرض.”

هذا التحوّل أو التدرج في التبرير يظهر عند المقدسي. مع اتساع رقعة الأرض التي حازتها طالبان في الأسابيع الأخيرة، بدا موقفه أكثر تأييداً للجماعة مع ترك مساحة للتراجع مستقبلاً بناء على النتائج المتحققة على الأرض. مثلاً، في نوفمبر الماضي، هاجم المقدسي طالبان عندما زاروا السفارة الإيرانية في الدوحة معزين برجل ومباركين لآخر. قال المقدسي: “طالبان، اتقوا الله وكفوا عن الهذيان. لن تغني عنكم هذه المداهنات والمجاملات من الله شيئاً.” هذا الأسبوع، كتب المقدسي على تويتر: “داء الغلو يمسخ العقول؛ ويُثمر أفراداً إقصائيين لا يرون إلا أنفسهم، خصوصا حين تنكر عليهم التحريض على طالبان وتكفيرهم لمجرد التفاوض والجلوس مع الكفار. طالبان ليسوا بحاجة لتطبيلنا فمهما قلنا فيهم وناصحنا لأخطائهم؛هم يفرضون أنفسهم على الواقع. ولا تزعج انتصاراتهم إلا من في عقله أو دينه دخن.” 

يرد عليه أحدهم ويقول: “انتصاراتهم ليست لله، بل لدنيا يصيبونها.” ويرد آخر: “كن منصفاً فطالبان هي من بدأت بالتحريض لقتال الدولة” أي داعش في إشارة لأكثر من تصريح من طالبان يتعهدون بقتال داعش. ولنذكر هنا أن من خلاف المقدسي وأتباعه مع حماس في غزة أنهم قتلوا أبا النور المقدسي الذي أعلن “الإمارة” في غزة عام ٢٠٠٩ قبل سنوات من إعلان داعش الخلافة. 

 

جنود الشام وآخرون

خلال الأسبوع، ترددت أنباء غير دقيقة عن أن “اجتماعاً” جرى بين مسلم الشيشاني وهيئة تحرير الشام وتم بموجبه الاتفاق على حلّ جنود الشام. والخلاصة هي أنه لا يزال غيرَ واضح ما الذي حدث بعد أن طلبت الهيئة من الشيشاني حل الجماعة. مزمجر الشام العارف بشؤون الجهاديين في سوريا يقول إن الجماعة حُلّت بالفعل. حساب مزمجر الثورة ومنذ الأيام الأولى للأزمة نشر صوتية لإداري في الجماعة يقول إنهم حلّوها أو على الأقل أن جزءاً انفصل وتركوا الشيشاني وشأنه. أين الشيشاني اليوم؟ هل ذهب إلى درع الفرات حيث الجيش الحر الموالي لتركيا العلمانية؟ أم يستعد للسفر إلى أفغانستان والالتحاق بطالبان؟ 

في الأثناء، تستمر الهيئة في تحييد المستقلين. الصحفي المتخصص عروة عجوب نقل عن مصادر أن الهيئة حذرت جماعتي أنصار الإسلام وجند الله بأن ينضموا إليها أو يتركوا إدلب. 

ونقل حساب رد عدوان البغاة أن الهيئة أبلغت أبا مسلم الكزاخستاني أمير مجموعة قنّاصين مستقلة بأن يسلم سلاح مجموعته، وأن ينضموا إلى الهيئة أو يجلسوا في بيوتهم.

كذلك نقلوا أن الهيئة اعتقلت أبا أسامة الشوكاني وهو داعية موالي لحراس الدين. كان يدير مركز دعاة التوحيد الدعوي التابع للحراس. 

 

تشودري

وجدت محكمة بريطانية أن هشام تشودري مذنب بجرم تمويل داعش. في نوفمبر ٢٠١٩، ألقي القبض على تشودري بعد أن جمع آلاف الجنيهات الإسترلينية وحولها إلى بتكوين وأرسلها إلى داعش “لتحرير عناصر التنظيم” المعتقلين في سوريا. المحكمة ستصدر حكمها على تشودري في سبتمبر المقبل.

 

قاعدة اليمن: مزور

مع نهاية الأسبوع، ظهر على الإنترنت بيان نُسب إلى قاعدة اليمن فيه أن القاعدة تقاتل الحوثيين في محافظة البيضاء؛ وأنهم تعرضوا للخيانة من “بعض من أحسن المجاهدون الظنّ فيهم.” الخبيرة في شؤون اليمن، الدكتورة إليزابيث كندال من جامعة أكسفورد، قالت إن البيان مزور على أساس أنه “توقف العمل بترقيم بيانات قاعدة اليمن بعد ٢٠١٧؛ الترويسة في منشورات الملاحم رمادية منذ سبتمبر الماضي؛ لم يُنشر البيان في قناة رسمية مثل الملاحم.” معرف ناشر الملاحم نشر لاحقاً أن البيان مزور. القاعدة وداعش تركوا البيضاء بعد هزيمة نكراء أمام الحوثيين في أغسطس الماضي. 

 

الصومال

نشر تلفزيون الصومال مقابلة مع المعلم سعيد عبدالله ديليب، مسؤول الإعلام سابقاً في جماعة الشباب. في المقابلة التي بُثت في برنامج gungaar المتخصص، تحدث سعيد عن أسلوب التجنيد لدى الشباب؛ يأخذون الأطفال من البدو الرحل بحجة تعليمهم القراءة والكتابة، فيعلموهم حمل السلاح. ولأنه في فترة من الفترات ترك الشباب لصالح داعش ثم عاد، قال عن الفرق بين الجماعتين هو أن الشباب تعطيك أكثر كي تبقى معهم. وفي النهاية وصف سعيد الشباب بأنهم مثل رجل ميت يتكئ على عكازة فيبدو حيّاً.

الحراس الجاسوسية

تابع حساب رد عدوان البغاة المعارض لهيئة تحرير الشام نشر قائمة ما قال إنها لـ “جواسيس الجهاز الأمني”. هذا الأسبوع نشر الحساب صورة شخص قال إنه يعمل مباشرة مع أبي بلال قدس، المسؤول الأمني في جسر الشغور التي كانت معقل حراس الدين سابقاً. وأوضح الحساب أن الرجل كان عنصراً في الحراس انضمّ إليهم “بغاية التجسس عليهم.” 

لمتابعة  الحلقة: