أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ٣١ يناير إلى ٦ فبراير ٢٠٢١. في العناوين: 

– قاعدة اليمن في أسوأ أحواله مع أنباء اعتقال باطرفي وبوادر انشقاق جديد

– بدلة الجولاني تثير حفيظة معارضين وسخرية آخرين

– رسالة القيادة العامة للعنابي تشي بعدم ثقة وتحوّط

– وضيف الأسبوع، الأستاذ عباس شريفة، الباحث في مركز جسور.

المرصد 74 | قاعدة اليمن في أسوأ أحواله مع أنباء اعتقال باطرفي وبوادر انشقاق جديد

باطرفي

قال تقرير للأمم المتحدة إن زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، خالد باطرفي، اعتُقل في غارة “نُفذت” في محافظة المهرة جنوب شرق اليمن في أكتوبر الماضي ٢٠٢٠. وأن القيادي الآخر في التنظيم، سعد عاطف العولقي، قُتل في الغارة نفسها. هذه المعلومة وردت أول مرة في منشور لجماعة “بيضاء الموحدين” التابعة لداعش اليمن، وهم الجماعة التي كشفت عن “الاعتزال الكبير”؛ لكن المنشور لفت وقتها إلى أن هذه أنباء “غير مؤكدة.” في ذلك الأسبوع، نقلت وسائل إعلام يمنية أن القوات الحكومية أغارت على مخبأ لتنظيم القاعدة واعتقلت قيادياً مهماً من دون أن تسمِّه. وقالت بعضها إن انتحارياً من التنظيم فجّر نفسه. 

الآن، في ردود الفعل: حسابات أنصار القاعدة الوازنة رفضت الحديث في الأمر واعتبرته “إشاعة.” في مجموعات الأنصار، حرص المشرفون على حذف الرسائل التي تسأل عن الخبر بمجرد نشرها. رسالة يستفسر صاحبها عن رسائل سابقة محذوفة تقول إن “أحدهم كان يكتب باسم باطرفي”. هل يقصد انتحال شخصيته أو نيابة عنه؟ غير واضح. الرسالة حّذفت. بعد ساعات، خرج حساب جلاد المرجئة ببيان فحواه أن هذه أخبار: “كاذبة.” فهل تحقق جلاد المرجئة من مصادر في التنظيم بدليل أنه انتظر ٢٠ ساعة للتصريح؟ حبذا لو أوضح ذلك. 

حساب بيضاء الموحدين المذكور آنفاً، لم يُضف إلى ما قاله قبل خمسة أشهر. بالنسبة لهم الأخبار لا تزال غير مؤكدة، وهذا أمر مهم. الحساب قال: “إذا صح التقرير؛ فقد نرى تحولاً آخر لتنظيم القاعدة في اليمن فالكرة الآن بملعب  ’النهديين‘،” في إشارة إلى جماعة أبي عمر النهدي الذي قاد “الاعتزال الكبير” عندما تخاصم مع باطرفي وربما انشقّ عنه في مايو الماضي ٢٠٢٠.  داعشيون آخرون وصفوا الخبر بأنه “فضيحة” من كل النواحي: من حيث أنهم لا يعلمون؛ أو يعلمون ويتكتمون على الخبر. وبالتالي كيف سيكون موقف التنظيم من تسليم باطرفي نفسه “دون مقاومة”؟ في هذا إشارة طبعاً إلى تفجير البغدادي نفسه تجنباً للاعتقال في باريشا ٢٠١٩. 

في الأثناء، تناقلت وسائل إعلام يمنية خبراً من المهرة بوست المعارضة للتحالف ينفي فيه اعتقال باطرفي. 

إعلام منسلخ عن الواقع

إذاً، خبر اعتقال أو استسلام باطرفي لا يزال غير مؤكد. لكن تنظيم اليمن ليس بخير. قبل تقرير الأمم المتحدة، خرج حساب باسم الميداني ناصحاً عناصر قاعدة اليمن قائلاً: “التزموا بما أمرتم ولا تعصوا امراءكم.” فهل يجري في الغرف المغلقة حديث عن انشقاقات قادمة؟ 

وتتعقد الأمور للتنظيم وأنصاره بسبب إعلام منسلخ عن الواقع. هذا الأسبوع، خطر لمؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية للتنظيم أن تستأنف بث سلسلة “مفاهيم” للزعيم السابق قاسم الريمي الذي قُتل قبل عام. آخر جزء من السلسلة نُشر قبل خمس سنوات في أكتوبر ٢٠١٦. في نفس الوقت، واصلت المؤسسة بث سلسلة “جديدة” لباطرفي بعنوان “أصول التعامل مع أهل البدع والمخالفين”. نذكر أن آخر إصدار لـ باطرفي كان سلسلة “تأملات في تفسير سورتي النور والحجرات،” التي بدأت وتوقفت في شهر رمضان، ثم استؤنفت الشهر الماضي (يناير ٢٠٢١). فهل نفهم أن إصدار “أصول التعامل” سُجل بعد إصدار “تأملات”؟ ممكن، خاصة بالنظر إلى حال باطرفي بين الإصدارين. في “أصول التعامل” يظهر وهندامه وشعره غير مرتبين حتى إن الحناء بهتت من لحيته. 

لكن الباحثة المتخصصة في شؤون اليمن، الدكتورة إليزابيث كندال، من جامعة أكسفورد، حسمت الأمر عندما لفتت إلى أن سلسلة “أصول التعامل” لباطرفي والجزء ١٨ من سلسلة “مفاهيم” للريمي المستأنفة هذا الأسبوع صّورت في نفس المكان. ولفتت إلى خط رفيع في بداية فيديو “أصول التعامل” يقول إن التسجيل من عام ٢٠١٦. 

“الصبي الصامت”

في سجنه في العراق، يُقال إن الجولاني كان يُعرف بـ “الصبي الصامت.” وظلّ هادئاً صامتاً إلى أن تكلّمت عباءته أو بدلته. صورة الجولاني بالبدلة مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث أثارت حفيظة وسخرية الكثيرين من السوريين والجهاديين. معارضو الهيئة، من داعش والقاعدة وغيرهم، استنكروا هذا التحول الذي يتمثل في تغيّر (ستايل) الجولاني . المعارضون في إدلب يدركون أن هذا التحول ليس مفاجئاً. قال أحدهم: “ليس جديداً تغير الجولاني … أسفنا على من قاتل في صفوف الهيئة.” لكن مكتب العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام برر الصورة واللقاء وقال: “علينا كسر العزلة ونقل واقعنا إلى شعوب الإقليم والعالم بما يساهم في تحقيق المصلحة.” أنصار الهيئة مثل أبي محمود الفلسطيني علّق: “ما ميز الجولاني عن غيره من قادة أنه قادر على فهم التحولات والتغيرات واستيعابها واستباقها.” 

السحاب في السحاب

كالعادة، ترقب الجميع هذا الأسبوع إصداراً جديداً للسحاب، الخاصة بالقيادة العامة لتنظيم القاعدة. وكالعادة، جاءت خيبة الأمل: الإصدار هو بيان “تأبين” عبدالملك دروكدال للمرة الثانية منذ قتله في يونيو ٢٠٢٠؛ و”دعوة بالتوفيق” لأبي عبيدة العنابي الذي أعلن خلفاً لدوركدال في نوفمبر الماضي ٢٠٢٠. البيان أسهب في مدح دروكدال. وفي فقرة واحدة توجه إلى العنابي واعتبر أن “عبأه ثقيل”. وأوصاه بأن “يستعين بأهل الصدق والخلق” ولكن قبل كل ذلك، “فليجعل لنفسه مع ربه ساعة يبث إليه فيها شكواه ويظهر له فيها فقره وفاقته.” ثم عليه ومن معه أن “يحسنوا الدعوة مع عوام الأمة والصبرَ عليهم.” ووجه البيان أعضاء التنظيم إلى طاعة العنّابي “في المعروف ما استطاعوا.” هذا الخطاب يختلف تماماً عن المباركة التي وجهتها القيادة العامة إلى باطرفي عند تنصيبه خلفاً للريمي. اللهجة والعبارات مختلفة حتى ليبدو أن القيادة أكثر ثقة بباطرفي منها بالعنابي. في ذلك البيان نقرأ: “وقد اطمأنت نفوسنا بتولي الشيخ … باطرفي المسؤولية من بعد (الريمي) لما نعلمه عنه من خير عظيم وخبرة كبيرة وحكمة وحسن تقدير وقيادة .. مع محبة إخوانه وتقديرهم له.” 

أحلام النصر

كانت تُعرف باسم شاعرة الخلافة. أحلام النصر نشرت هذا الأسبوع “كتاباً” بعنوان “أتينا لنبقى” من ٧٩ صفحة. قالت إنها بدأت تجميعه منذ أحداث قصف الميادين وانتهى في يناير ٢٠١٨. االكتاب ترويج “للخلافة” وكأنها لم تنته. سكون في الزمان. أحلام هي ابنة الدكتورة إيمان مصطفى البغا التي تركت التدريس بالجامعة في الدمام ورحلت إلى الرقة في الحادثة الشهيرة عام ٢٠١٤. والدكتورة إيمان تعرضت لتعنيف من قياديين في داعش لأنها كانت امرأة قيادية حتى زاحمتهم. من الكتاب نعلم أن أحلام ظلت في الباغوز وكانت من آخر من خرج. وذكرت الأسر؛ فكانت في مخيم الهول كما قيل لي. 

الهيئة والأمن – شاشو 

أخبار سريعة من إدلب:  قالت هيئة تحرير الشام إنها لاحقت وقتلت داغستانياً متهماً بمحاولة اغتيال إبراهيم شاشو الوزير السابق في حكومة الإنقاذ الذراع المدنية للهيئة. لكن معارضي الهيئة قالوا إن الداغستاني كان ماراً على الدراجة مع زوجته عندما قتله أمنيو الهيئة. حساب رد عدوان البغاة بيّن خللاً في رواية الهيئة تتعلق بتاريخ اغتيال شاشو. بيان الهيئة قال الاثنين، ورد عدوان البغاة قال الجمعة. 

جواسيس حدود

نقل حساب “رد عدوان البغاة” أن أبا أحمد حدود، مسؤول الأمنيين في الهيئة، أمر بتجنيد راصدين أو جواسيس مقابل راتب شهري حتى يتعقبوا المطلوبين من عناصر الدين والمستقلين ويشوا بأهل قراهم. 

فرق الفيجيلانتي

نقل حساب مزمجر الثورة السورية أن رجلاً وجد مقتولاً ومعه رسالة تقول إنه متورط في تفجيرات. هذا النوع من ألـ “vigilante” أو حرس العدالة المجهولين يأتي بعد سلسلة طويلة من الخطف والسرقة والقتل في ظلّ الهيئة.

فرق مارقة

ظهرت مجموعة لأول مرة اسمها “سرايا الزرقاوي” قالوا إنهم استهدفوا مدرعة تركية على ألـ M4. بعد تسيير الدوريات الروسية والتركية على أطراف “المحرر” ظهرت جماعات غير معروفة من قبل مثل: كتائب خطاب الشيشاني” و”سرية أنصار أبي بكر الصديق” تقوم بهجمات ضد الأتراك، وجماعة عبدالله بن أنيس التي أعلنت أنها مختصة بالاقتصاص من الهيئة.