المتحوّر الجديد EG.5 من كوفيد-19 يتفشّى في دول عدّة

يتصدّر متحوّر جديد من فيروس كورونا عناوين الصحافة العالمية، وهو EG.5.

يتسبّب EG.5 بحوالي 17% من حالات “كوفيد-19” الجديدة المسجلة في البلاد، وفقًا لأحدث التقديرات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.

وقد يبدو EG.5 كأنه نسخة جديدة تمامًا للفيروس، لكنه ليس كذلك؛ إنه جزء من سلالة XBB المتحدرة من عائلة “أوميكرون”.

ويُعد سلالة من متحور “أوميكرون البديل” المعروف باسم (XBB.1.9.2)، لكن يمتاز بطفرة ملحوظة تساعده على الهروب من الأجسام المضادة التي طورها الجهاز المناعي استجابة للمتحورات واللقاحات السابقة.

وقد ظهرت هذه الطفرة في متحورات فيروس كورونا الأخرى من قبل. ولا يزال العلماء غير متأكدين من الحيل الجديدة التي يمكن للفيروس القيام بها.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن اللقاحات التي ثبت فعاليتها في الحماية من سلالة “أوميكرون”، من المتوقع أن تقدم درجة عالية من الحماية من هذا المتغير الجديد.

المتحور الجديد EG.5.. ماذا نعرف عنه وهل ندق ناقوس الخطر أم لا؟

ويذكر أن EG.5 لديه متحور خاص به، يُعرف باسم EG.5.1، وهو سريع الانتشار أيضًا.

وقام الدكتور ديفيد هو باختبار هذه المتحوّرات داخل مختبره في جامعة كولومبيا لمعرفة مدى مقاومتها للأجسام المضادة.

وقال أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة، لشبكة CNN: “كلاهما أكثر مقاومة بشكل طفيف لتحييد الأجسام المضادة في مصل الأشخاص المصابين والمُلقحين”.

ومن الناحية السريرية، لا يبدو أن هذه المتحوّرات تسبّب أعراضًا مختلفة أو أكثر حدّة من الفيروسات التي سبقتها.

وخارج الولايات المتحدة، ينتشر متحوّر EG.5 بسرعة في أيرلندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، واليابان، والصين. وقد أضافته منظمة الصحة العالمية أخيرًا إلى قائمة المتحوّرات الخاضعة للمراقبة.

المتحور الجديد EG.5.. ماذا نعرف عنه وهل ندق ناقوس الخطر أم لا؟

وأصبح المتحوّر الأكثر انتشارًا في الولايات المتحدة، مع ارتفاع عدد الحالات والزيارات إلى غرف الطوارئ والاستشفاء، رغم أنه لا يوجد ما يشير إلى أن هذه السلالة تحديدًا هي التي تتسبّب بهذه الزيادات.

وعوض ذلك، يعتقد علماء الأوبئة أن السلوك البشري هو المحرك لهذا الارتفاع.

ويشيرون إلى أن سفر الناس صيفًا يؤدي إلى نقل الفيروسات إلى ضحايا جدد. كما أن المدارس ستبدأ قريبًا، ما يعني أن الواجبات المنزلية ليست الأمر الوحيد الذي سيحضره الأطفال إلى المنزل من فصولهم الدراسية.

ومع ذلك، هناك أسباب تدعو إلى الأمل في ألّا تكون هذه الموجة من الحالات بهذا السوء، بحسب قول الدكتورة آن هان، زميلة ما بعد الدكتوراه في قسم علم أوبئة الأمراض الميكروبية، بكلية ييل للصحة العامة.

ووفقًا لبيانات Biobot Analytics، فإن مستويات الفيروسات التي تم اكتشافها في مياه الصرف الصحي في أغسطس/ آب هي نفسها التي كانت عليها في شهر مارس/ آذار.

وقال الدكتور دان باروش، اختصاصي المناعة والفيروسات في جامعة هارفارد في بوسطن: “أتوقع أن تكون هناك عدوى على نطاق واسع، وأتوقع أن تكون هذه العدوى المنتشرة خفيفة بشكل عام”.

وتابع: “يجب أن يستمر الأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض خطيرة في اتخاذ احتياطاتهم”.

ويقول الدكتور إريك توبول، طبيب الأمراض القلبية في معهد سكريبس للأبحاث الانتقالية، إن معزّز “كوفيد-19” المحدّث هذا الخريف، الذي سيستهدف متغيّر XBB، يجب أن يكون قريبًا جدًا من المتغيرات المتداولة حاليًا، ضمنًا EG.5.

ويُتوقع أن يوفّر حماية قوية إذا استطاعت الهيئات التنظيمية الحصول عليه وتقديمه للناس في الوقت المناسب.

وقال مصنّعو اللقاحات إنهم يتوقعون أن تكون الجرعات المحدّثة جاهزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن مديرة مراكز مكافحة الأمراض، الدكتورة ماندي كوهين، توقعت أن اللقاح المحدّث سيكون متاحًا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، لأنه سيحتاج إلى موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وتوصية من مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها.