القولون العصبي.. أسبابه وأعراضه وكيفية التغلب عليه

القولون هو أحد أهم أعضاء جسم الإنسان، وهو جزء من القناة الهضمية ومن مكوناتها الرئيسية، ويطلق عليه أيضا الأمعاء الغليظة، ويمتد من الأمعاء الدقيقة حتى المستقيم، وينقسم القولون إلى خمسة أجزاء:

  • المصران الأعور
  • القولون الصاعد
  • القولون المستعرض
  • القولون النازل
  • القولون السيني

ووظيفته الرئيسية هي امتصاص الماء وجزء بسيط جدا من المواد الغذائية، بالإضافة إلى تحليل المواد العضوية الموجودة في الفضلات وذلك عن طريق بكتيريا الفلورا.

القولون العصبي.. ما هو وكيف يمكنك التغلب عليه؟

صورة توضيحية للقولون البشري. (Wiki Dflock)

ووفقا لموقع (GI Associates) الإحصائي يعاني 15% من مرض القولون العصبي أو ما يُعرف بـ (“Irritable Bowel Syndrome “IBS)، وتعد النساء الأكثر عرضة للإصابة به. فما هو القولون العصبي؟

القولون العصبي.. ما هو وكيف يمكنك التغلب عليه؟

هي حالة صحية مزمنة وشائعة تصيب الأمعاء الغليظة (القولون)، وتسبب تقلصات وانتفاخًا في البطن، بالإضافة لتغير في نمط حركة التجويف المعوي، ويمكن أن يؤثر في أي شخص في أي عمر. كما تختلف أعراضها بين المصابين بها، وتصنف ضمن اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية.

ما هي أسباب الإصابة القولون العصبي؟

أسباب القولون العصبي كثيرة ولعل أبرزها:

  • سوء استخدام الغذاء: وذلك من خلال الإفراط في تناول الطعام، وإهمال وجبة الإفطار، وجعل وجبة العشاء وجبةً رئيسيّةً، وتناول الوجبات الدسمة، والوجبات التي تحتوي على توابل كثيرة، والإكثار من الوجبات الحارة وبعض البقوليّات مثل: الحمّص، والعدس.
  • الضغوط النفسية: أشارت الكثير من الدراسات البحثية الحديثة إلى وجود رابط بين انتشار مرض القولون العصبيّ وبين الأشخاص المُعرّضين للضغوطات النفسيّة، فوجدوا أنّ القولون العصبي يكثر بين أصحاب المهن التي يزيد فيها الضغط والتوتر العصبيّ.
  • العوامل البيئية: يعاني أغلب سكان دول الخليج من القولون العصبي، وذلك بسبب المناخ السيّئ بدرجات حرارته المرتفعة صيفاً، وشديدة البرودة في فصل الشتاء، وكل هذه العوامل ساعدت على الحدّ من نشاط السكان وقلّت حركتهم، بالإضافة إلى اعتمادهم الكامل على الوسائل المريحة التي يرافقها المكيّفات، والتي شاركت بنسبة ضئيلة في الإصابة بأمراض عديدة من بينها القولون العصبي.
  • الأدوية: إنّ الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يؤثّر على البيئة البكتيرية الطبيعية الموجوة داخل القولون، ممّا يؤدي إلى اختلال في الوظيفة الطبيعيّة له، وبالتالي حدوث المشكلة.
  • الوراثة: لا يزال العامل الوراثي تحت الدراسة، لكن هناك اقتراحات تُبيّن العلاقة الكبيرة بين الإصابة بالمرض والتاريخ العائلي للإصابة به، ممّا يدعم من فرضية أنّ الإصابة بالمرض لها استعدادات جينية.
  • العادات السيئة: كالتدخين، وتناول المُنبّهات بكثرة، مثل: القهوة، والشاي، إضافةً إلى قلة النوم.

القولون العصبي.. ما هو وكيف يمكنك التغلب عليه؟

ما هي أعراض القولون العصبي؟

أعراض القولون العصبي عديدة وهي:

  • ظهور ألم بالبطن مصاحب لعدد من التشنجات.
  • الشعور بالانتفاخ الشديد مصاحب للغازات.
  • الإصابة بنوبات الإمساك او الإسهال على فترات متباعدة.
  • خروج البراز مصحوبًا بالمخاط.

يتم تشخيص المرض عن طريق القيام بعدد من الفحوصات مثل فحوصات الدم والبراز وتنظير القولون القصير في حالة وجود جميع الأعراض لدى المريض.

القولون العصبي.. ما هو وكيف يمكنك التغلب عليه؟

أما في حالة انعدام الأعراض تظهر علامات مرضية أخرى كالإصابة بفقر الدم، الصعود والهبوط الحاد بالوزن، وعادةً ما يعاني المصابون بمتلازمة القولون المتهيج من عدد من الأمراض الأخرى مثل ألم المفاصل، واضطرابات النوم، والتعب بشكل مزمن، وعدوى الأمعاء، والحاجة إلى تفريغ الأمعاء بشكل دائم، ولمعرفة مسببات تلك الأعراض عليك القيام بالتصوير المقطعي ct للبطن والحوض.

القولون العصبي.. ما هو وكيف يمكنك التغلب عليه؟

صورة للخضروات الغنية بالألياف. (إنفاتو)

كيف يُمكن الوقاية من القولون العصبي؟

يمكنك وقاية نفسك من تهيج القولون العصبي عن طريق:

  1. الابتعاد عن تناول الوجبات الدسمة التي تحتوي على دُهنيّات، والابتعاد عن الأكل الذي يحتوي على التوابل والبهارات لأنّه يُزيد من المشكلة، ويُنصح المريض أن يوزّع الوجبات، وعدم تناول وجبة دسمة مرّة واحدة.
  2. تناول الأطعمة المليئة بالألياف مثل: الخضار، والفواكه، بالإضافة إلى الزيوت الصحية، مثل زيت الزيتون، وزيت السمك.
  3. شرب كميّات وفيرة من الماء وبشكل كبير؛ لأنّها تخفّف من مُشكلة القولون العصبي.
  4. الابتعاد عن التدخين، والتخفيف من المنبهات، مثل: القهوة والشاي.
  5. تغيير روتين الحياة، كالمشاركة في بعض الأعمال التطوعية، وممارسة الرياضة، والخروج مع الأصدقاء، والمحاولة قدر الإمكان لتغيير من نفسيّة المريض.
  6. أخذ مقدارٍ كافٍ من النوم أثناء الليل.
  7. تجنّب التوتر النفسي، فيجب على المريض أن يعرف سبب توتّره وقلقه، ثمّ معرفة طرق العلاج منه ليوفّر حالة الاسترخاء.

القولون العصبي.. ما هو وكيف يمكنك التغلب عليه؟

هل هناك علاقة تربط بين القولون العصبي والوسواس القهري؟

يصاحب القولون العصبي في المراحل المتقدمة حالة من الاكتئاب وعدد من المشاكل النفسية المزعجة والتوتر العنيف الذي يصل إلى حالة من الوسواس القهري، ففي أغلب الحالات، يتم تشخيص مرضى القولون العصبي بالوسواس القهري أيضًا، لذلك قد يلجأ البعض منهم إلى مضادات الاكتئاب أو العلاجات النفسية.

وعادةً ما يرتبط علاج الوسواس القهري بعلاج مرض القولون، لذلك ينصح الأطباء مرضى الوسواس القهري، بالتعامل بهدوء مع المشاكل، وعدم التوتر، والبعد عن الإجهاد قد الإمكان، بالإضافة إلى تناول الأدوية المطهرة للمعدة للتخفيف من آلام وانزعاجات البطن، وأيضًا البعد عن الغضب، وتناول الحميات الغذائية اللمشبعة بالألياف، والراحة من فترة إلى أخرى، والحفاظ على قسط مناسب من النوم يتراوح بين 6 إلى 8 ساعات يوميًا، وممارسة تمارين الاسترخاء العضلي، والأكثار من التمارين الرياضية الهوائية، وتمارين التأمل، واليوغا.

القولون العصبي.. ما هو وكيف يمكنك التغلب عليه؟

كما يجب عليك معرفة أن أفضل وسيلة للتخفيف من حده الأعراض النفسية، هي: إشغال وقتك قدر الإمكان بالهوايات والمهارات المستمرة، وذلك لعدم ترك مساحة للذهن للتفكير بالألم المصاحب لمتلازمة القولون المتهيج.

 

ما هي الأطعمة التي تُثير القولون؟

أما الأطعمة التي تثير القولون العصبي فهي:

1- الأطعمة الدسمة: كالدهون المشبعة، واللحوم الحمراء، والأكلات السريعة، والأطعمة المقلية بالزيوت المهدرجة، والسمن، والزبد، والزيوت النباتية والحيوانية، لأن الدهون لها تأثير انقباضي قوي على جدار الأمعاء، مما يؤدي إلى حدوث تقلصات بالبطن.

2- الأطعمة التي تسبب الغازات: وهي الأطعمة التي ينتج عن هضمها كميات كبيرة من الغازات، مما يسبب مزيد من الاضطرابات الهضمية وانتفاخ البطن. وهي البقوليات: كالفول والحمص والعدس والمشروبات الغازية وبعض أنواع الخضروات، والعلكة (اللبان) وذلك لأن مضغة لفترة طويلة يساعد على ملء البطن بالغازات.

3- الحليب البارد: بٌعد الحليب البارد من مسببات تهيج القولون العصبي، ففي حالة معاناة الشخص لحساسية اللاكتوز، يكون من الصعب عليه تناول منتجات الألبان عمومًا، وفيتلك الحالة يجب على المريض المتابعة مع طبيب مختص للحساسية حتى يتسنى له معرفة ما يصلح له من الطعام وما لا يصلح.

4- المنبهات: كالشاي و القهوة، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين كالشكولاتة، حيث أن لها تأثير يشابه تأثير الدهون، فهي تتسبب في انقباض الأمعاء مما يسبب حدوث التقلصات.

5- الأطعمة الحارة: كالتوابل الحارة والبهارات كونها تؤدي إلى تهيج القولون.

6- المشروبات الغازية والكحولية لأنها تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب انتفاخ البطن.

القولون العصبي.. ما هو وكيف يمكنك التغلب عليه؟

كيف يُمكن علاج القولون العصبي؟

يُمكن علاج القولون العصبي عن طريق:

  1. الراحة والابتعاد عن التوتر والقلق والاضطرابات النفسية؛ فهي تهيّج القولون.
  2. الابتعاد عن الأغذية المضرّة بالقولون، فقد أثبتت الدراسات أن 70% من مرضى القولون نجحوا في علاج أعراض القولون العصبي بعد تغيير عادات نظامهم الغذائي، فعلى سبيل المثال يجب التقليل من الأطعمة التي تحتوي على مادتي الفركتوز واللاكتوز قدر الإمكان حيث يصعب امتصاص هاتين المادتين في الأمعاء.
  3. الابتعاد عن المشروبات الغازية والبقوليات.
  4. مضغ الطعام جيداً.
  5. تناول الخضروات والفواكه الغنية بالألياف.
  6. خليط الزعتر واليانسون والنعنع والميرمية والزنجبيل والمداومة على تناولها.
  7. العقاقير الغنية بالألياف؛ فهي تسهل عملية الهضم وينصح بعقاقير الألياف القابلة للذوبان وخصوصا لمرضى القولون العصبي الذين يعانون من الإمساك.
  8. الأدوية المهدئة للأعصاب ومضادات الاكتئاب.
  9. أدوية الملينات للبراز مثل”laxatives”.
  10. ممارسة اليوغا كونها تساعد كثيراً في التخلّص من أعراض القولون العصبي.

نصائح لأصحاب القولون العصبي

  • القلق والتوتر والضغوط النفسية يجب التخفيف منها للحد الأدنى وإشغال وقت الفراغ بالهوايات المفيدة.
  • نوعية الأطعمة: الحمص، والفول، والفلافل، والعدس؛ هذه الأطعمة تنتج عن هضمها كميّات كبيرة من الغازات المسببة للاضرابات الهضمية ولذلك يجب عليك التقليل منها.
  • صعوبة هضم سكر الحليب الموجود في منتجات الألبان.
  • التقليل من مضغ العلكة الّتي تساعد على ابتلاع كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية المضغ.
  • المشروبات الغازية بأنواعها المختلفة؛ حيث إنّها تحتوي على كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون ممّا يؤدّي إلى حدوث انتفاخ في منطقة البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • مضغ الطعام جيّداً وعدم الإسراع في أكل الطعام.
  • تجنّب الوجبات السريعة، والوجبات الدسمة، والوجبات المحتوية على كميّاتٍ كبيرة من البهارات والفلفل الحار.