أطفال اليمن عرضة للموت بسبب داء الكلب 

أعراض غريبة للسعار ترصدها مشاهد فيديو توثق معاناة مرضية مؤلمة لطفل يمني أصيب حديثا بداء الكلب في إحدى القرى اليمنية. فقد نشر طبيب يمني مقاطع فيديو صادمة على فيسبوك، من أجل توعية أهالي المجتمع ضد مرض داء الكلب”rabies”، الذي ينتقل إلى الجسم البشري نتيجة عضة كلب “Dog bite”، خاصة مع انتشار مئات الكلاب المشردة في شوارع القرى وضواحي الأرياف والأحياء الشعبية حاملة معها الأوبئة وأمراضا خطيرة غير قابلة للعلاج.

وحسب أطباء يمنيين تداولوا تلك المقاطع، يعتبر داء الكلب من أبرز الفيروسات حاليا، حيث تكمن خطورة المرض في وصول الفيروس إلى الأعصاب ومنها إلى المخ، حيث تحدث تشنجات عصبية تؤدي إلى الوفاة خاصة إذا لم يتم العلاج فور الإصابة من خلال إعطاء المصاب المصل وهو عبارة عن أجسام مضادة للفيروسات يحقن بها المريض، أما اللقاح فهو عبارة عن نسبة قليلة من الفيروس تعطى للشخص لتنشيط جهازه المناعي حتى يعمل على تكوين الأجسام المضادة.

نتيجة لذلك، أقيمت مبادرات مجتمعية للتوعية ضد حرب مميتة تقودها الكلاب الضالة حيث يذهب ضحيتها الأطفال، ورفع النشطاء هاشتاغات منها #انتبهوا عند تعرض أطفالكم من أي عضة حيوان، فلا تتساهلوا ولا تستهينوا.

وكان الطبيب اليمني نبيل السميني، قد نشر فيديو توعويا يظهر فيه طفل يمني لم يكمل العاشرة من العمر، مصاب بداء الكلب إثر تعرضه لعضة في إحدى ساقيه، وظل يعاني منها منذ أكثر من شهر ونصف، ثم بدأت تظهر لديه أعراض نادرة غريبة قد لا يعرفها الكثيرون، وبدأ يخاف من الماء ويجد صعوبة في لمسه أو حتى شربه.

ويرجع سبب زيادة الحالات إلى تراجع عمليات مكافحة الكلاب الضارة، وعدم قدرة الجهات الصحية المختصة على توفير الكميات الكافية من اللقاح.

ومن أبرز أعراض السعار، حسب الدكتور السميني، وجع مبرح في الظهر، وخوف شديد من الماء، وهلوسة شديدة، وحالة هياج ناتجة عن الوجع القوي، وعدم القدرة على تحريك اليد لأن المرض يتغلغل في النخاع الشوكي ما يؤدي إلى تدميره، وكذلك عدم القدرة على النوم والتنفس، وفي بعض الحالات قد ترتفع درجة حرارة الجسم بشدة.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن مقاطع المصابين بعضات الكلاب، مؤكدين أهمية نشر التوعية بداء الكلب لأنه مرض قاتل يؤدي للوفاة في حالة إهمال علاجه وأخذ جرعات التطعيم.

وتفاعل أحد الصيادلة معلقاً مع المنشور: “أعرف المرض لكنني صراحة لأول مرة أشاهد شخصاً مصاباً، وتلك المشاهد سببت لي رهاباً شديداً من الكلاب”.

والجدير ذكره، سجلت وزارة الصحة اليمنية أكثر من 50 حالة وفاة نتيجة داء الكلب وتسعة آلاف و498 حالة إصابة بعضات الكلاب خلال 7 أشهر من عام 2019، وعلى الرغم من وحود إحصائيات معلنة فإن الأرقام الفعلية تفوق ذلك بأربعة أضعاف، حسب نشطاء وحقوقيين.