تمكنت السيدة لمياء شوك من تأسيس أول مشروع من نوعه في تونس وشمال أفريقيا يقدم استشارات طبية نفسية عن بعد بسبب إنتشار فيروس كورونا، ويحمل اسم مركز “أحكيلي”.

واضطرت لمياء إلى التخلي عن مهنتها في قطاع البنوك، حتى يتسنى لها التفرغ للبدء في مشروعها، حيث وضعت الأسس الأولى لشركة ناشئة تتمثل في مركز نداء يمكنه أن يقدم استشارات طبية نفسية عن بعد.

ووفقاً للمياء، فإن هدف المشروع هو توفير الإحاطة النفسية والمتابعة عن بعد لمن يحتاجونها دون الحاجة إلى حجز موعد مسبق مع طبيب أو تكبد عناء التنقل، وسيساعد المشروع على سد الفجوة في الخدمات في هذا المجال المتخصص بسبب النقص الكبير في أطباء العلاج النفسي والسريري الذين يقدر تعدادهم بنحو طبيب لكل 350 ألف ساكن.

وتحدثت لمياء عن أولى مراحل بدء المشروع قائلة “بدأت الفكرة من تجربة خاصة عايشتها. كنت أعاني من مرض خطير ومزمن سبب لي نوبات خوف متواترة”. وتضيف “كان السؤال الذي يتبادر إلى ذهني بشكل دائم هو لماذا لا يكون هناك شخص يمكن التعويل عليه في تلك اللحظات الصعبة”.

 

المركز في زمن كورونا

 

وزامن انطلاق المشروع في فبراير (شباط) 2020 مع بداية تفشي وباء كورونا في البلاد وتدابير الإغلاق العام.

وتحتل تونس المرتبة الثالثة أفريقيا من حيث عدد المصابين بالاكتئاب، وتبلغ نسبة الإقبال على الحبوب المهدئة في تونس 15 في المئة.

ويعمل المركز طوال أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة ويقوم العاملون داخله بالمناوبة في الرد على استفسارات المواطنين وطالبي الخدمات.

واستقطب المركز 2500 مكالمة في خلال أول أسبوعين من نشاطه، وتخصم تكلفة الاستشارات مباشرة من تعريفة المكالمات، وتقدر كلفتها، كما تقول مديرة المركز، بأقل مرتين ونصف من الاستشارات في العيادات المباشرة.

وتقول سيرين بالحاج، الطيب المتخصصة في علم النفس السريري في مركز “أحكيلي”، “تخوفنا في البداية من ردة فعل الناس لأن الاستشارة الطبية عبر الهاتف أمر جديد بالنسبة إليهم. لكننا تفاجأنا منذ اليوم الأول حيث تلقينا وابلا من المكالمات في خلال الست ساعات الأولى من العمل”.

وتتابع سيرين “بدأت جائحة كوفيد – 19 وعرفنا طفرة في المكالمات فبدأنا باستخدام خط مجاني لتلقي المكالمات. كنا نريد المساعدة وفعل شيء لمن يحتاجوننا. عملنا ليلا ونهارا كمتطوعين واضطررنا إلى المبيت في المركز بسبب حظر التجول”.

وتوضح سيرين أن المركز اضطر إلى التعاطي مع موجة من الحالات الاجتماعية والنفسية الجديدة بسبب تفشي الوباء. وتضيف “تصلنا مكالمات تعبر عن قلق نفسي روتيني مثل خصومات بين أزواج أو مع الأطفال. لكن أكثر المكالمات تتعلق بالاكتئاب والسبب هو البقاء في المنازل أو خسارة الوظائف وزيادة العنف المنزلي”.

ولكن مع تزايد الأضرار النفسية بسبب جائحة كورونا فتح المركز خطا مجانيا لاستقبال المكالمات تطبيقا لمبدأ التضامن واستفاد من دعم الشركات التي بدأت بدعم المبادرات الرمزية.

وتقول مديرة المركز “ليس من السهل على الشخص أن يتماسك بمفرده في نوبات الخوف والرعب. من المهم التحدث مع شخص موضوعي ومحترف يمكنه مساعدتك فعليا من دون أن تضطر إلى التنقل من مكانك”.

ومع نجاح الشركة في تحقيق طفرة في معاملاتها واستقطاب رجال الأعمال والمستثمرين في توفير الدعم للخدمة الجديدة، يفكر الفريق داخل المركز في الخطوة التالية بعد كوفيد – 19.

وثمة ما يدعو بالفعل إلى التفكير في مستقبل الشركة. فبحسب دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية تبلغ نسبة الاكتئاب في تونس 40 في المئة، بينما يعاني أكثر من نصف مليون من اضطرابات نفسية.

ونجح المشروع في الحصول على الجائزة الدولية الأولى لمسابقة شركة الاتصالات “أورونج” للمشاريع الاجتماعية وريادة الأعمال في أفريقيا والشرق الأوسط لعام 2020 من بين 1300 شركة ناشئة.

ويستعد المركز لإطلاق تطبيقة إلكترونية على الهاتف المحمول موجهة إلى شرائح اجتماعية متعددة داخل تونس وخارجها.

 

هل تزيد نزلات البرد من مناعة الجسم تجاه كورونا؟
لايمر يوم تقريبا دون أن نقرأ او نسمع خبراً جديداً يخص تحديثاً متعلقاً بفيروس كورونا المستجد كوفيد_19 وكيفية الوقاية منه ، صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، نشرت مؤخراً ، دراسة حديثة بشأن فائدة نزلات البرد ، وما إذا كانت تمنح الجسم مناعة ضد فيروس كورونا المستجد.