أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

الكثير منا لا يعرف كيف يهاجم فيروس كورونا ويحتال على خلايانا.. وما هي بالضبط الآلية والمسار الذي يتخذه في اجسامنا..

فيروس كورونا المستجد هو من فيروسات الجهاز التنفسي وأولى الأعضاء التي يصيبها في جسم الإنسان هي الحلق، ثم القصبة الهوائية ثم الرئة، لكن كيف يصيب الخلايا في هذه الأعضاء؟ وكيف ينتشر؟ ولماذا يشكل الخطورة الأكبر عند وصوله الى الرئتين؟

يدخل الفيروس جسم الإنسان من خلال الجهاز التنفسي فقط، أي من الأنف الذي يشكل البوابة الخارجية للجهاز التنفسي، أو من الفم الذي يلتقي بالأنف في تجويف البلعوم الذي يفضي بدوره الى الجهاز التنفسي، أو من العين التي تتصل بالأنف عن طريق القناة الدمعية.

يتغلغل الفيروس في الأنسجة وصولاً الى الخلايا، والخلية تكبر الفيروس حجماً بآلاف المرات.

تقوم الخلية بشكل مستمر بصنع البروتينات والحمض النووي الخاص بها، وفي الوقت نفسه يمتلك فيروس كورونا حمضاً نووياً أيضاً لكنه لا يمتلك آلية نسخ ومضاعفة هذا الحمض، لذلك يحتاج الى خليه كي تقوم بهذ الدور، ولكن..

كيف يحتال الفيروس على خلايا جسمنا؟!
هذه هي الخلية، يوجد على غشاء الخلية أنزيمات تسمى ACE2 ، والانزيمات هي غالباً مركبات بروتينية، ويمتلك الفيروس بروتينات ناتئة اي بارزة عن سطحه لها القدرة على الاتصال والارتباط بانزيمات ACE2 بشكل ذكي ومخادع كما نرى، لأن بروتيناته الناتئة تطورت لتكون مفاتيح لانزيمات الخلية، وهنا يبدأ الهجوم..

اذ يعمل الفيروس بعد الارتباط على صهر وإذابة غشائه البروتيني الخارجي مع غشاء الخلية ويدخل الخلية ثم ينشر كميات من حمضه النووي..
هنا.. تقع الخلية فريسة هذه الخدعة وتقرأ الحمض النووي الفيروسي وتبدأ بصنع نسخ كثيرة منه وصنع بروتينات ناتئة أيضاً، وهكذا تُنتج الخلية أعدادا كبيرة من الفيروسات.


أخطاء يجب تجنبها ومعلومات يجب معرفتها كي نحمي أنفسنا

تغادر الفيروسات الى الحواف الخارجية للخلية لكي تخدع وتهاجم خلايا أخرى، وهكذا ينتشر الفيروس و يزحف عمقاً في الجهاز التنفسي حتى يصل الرئتين ويتغلغل فيهما وصولاً الى الشعب الهوائية في الرئتين التي تحتوي قنوات وحويصلات هوائية.. وهنا تكمن الخطورة..

بعد أن يهاجم الفيروس خلايا الشعب والحويصلات الهوائية تكون كل خلية هناك قادرةً كما ذكرنا على انتاج ملايين الفيروسات قبل أن تنهار وتموت، وهنا يبدأ عجز الحويصلات الهوائية عن القيام بدورها وهو نقل الأوكسيجين القادم من الخارج الى الدم ونقل ثنائي اكسيد الكربون من الدم الى الخارج، وهذ هو جوهر عملية التنفس.

يؤدي عجز الحويصلات الهوائية الى امتلائها بالسوائل وفي كثير من الأحيان بالخلايا الميتة أيضاً التي قتلها الفيروس، ما يؤدي الى التهابات رئوية حادة تعيق التنفس.
وفي بعض الأحيان تكون ردة فعل الجهاز المناعي قوية جداً، اذ يبدأ بهجوم الخلايا الرئوية فيسرع بذلك امتلاء الرئتين بالخلايا الميتة والسوائل ويضع المريض في وضع تنفسي حرج جدأ ما يمكن أن يؤدي الى الوفاة.

لذلك تكون الحالات حرجة جداً عند المصابين اللذين يعانون أساساً من امراض او قصور في الرئتين.
والتدخين يسبب ضرراً بالغاً للرئتين لذلك ينصح بشدة ترك التدخين دائماً، وخصوصاً في هذه الفترة التي يتفشى فيها هذا الفيروس القاتل.

جرافيك وإعداد: حمزة زين الدين

إقرأ أيضاً:

أبرز الإشاعات وأهم الحقائق حول فيروس كورونا المستجد

تعرف على أهم الأدوية المطروحة لعلاج كورونا حتى الآن