أخبار الآن | أستراليا – theguardiansnopes

حتى الآن، تتركّز كل الجهود لمعرفة ماهيّة فيروس “كورونا” المستجد، والعمل على إيجاد اللقاح اللازم له. إلا أنه ما بات معروفاً هو أنّ هذا الفيروس يغزو الرئتين بشكل خاص، وذلك بعد أن يتوغل في الجسم عندما يتنشقه الجهاز التنفسي عند سعال شخص قريب أو عند ملامسة سطح ملوث ثم لمس الوجه إثر ذلك.

ويصيب الفيروس أولاً الخلايا المبطنة للحلق والقصبة الهوائية والرئة، وذلك من أجل جعلها تنتج كميات ضخمة من الفيروسات الأخرى التي تصيب المزيد من الخلايا. إلا أنّ الخطورة تكمن من إتخاذ الجسم ردّ فعل زائدة إزاء الفيروس، إذ يسبب الأخير اختلالاً في الرد المناعي، حيث يصاب الجسم بالتهاب في الرئة. وفي هذه الحالة، تبدأ الحويصلات الهوائية بالامتلاء بالماء، وقد تتسبب في ضيق التنفس وصعوبته، وقد يحتاج البعض إلى جهاز للتنفس الصناعي.

وفي حديث لصحيفة “غارديان” البريطانية، يشير الطبيب جون ويلسون، أستاذ الجهاز التنفسي في الكلية الملكية الأسترالية، إلى أنّ “الالتهاب الرئوي الناتج عن كورونا، يختلف عن أنواع الالتهاب الرئوي الأخرى”، موضحاً أن “معظم أنواع الالتهاب الرئوي التي نعرفها هي بكتيرية وتستجيب لمضاد حيوي، أما ذلك الالتهاب الرئوي الناجم عن كوفيد – 19، فلم يتم التوصل على علاج محدد له بعد. وما يزيد من خطره هو أنه يميل إلى التأثير على الرئتين كاملتين، بدلاً من التأثير على أجزاء صغيرة فقط”.

وأشار إلى أنه “بمجرد أن يكون لدينا عدوى في الرئة، فإن أجسامنا تحاول الاستجابة، وتكافح لتدمير الفيروس والحد من تكاثره. إلا أن هذه الاستجابة تضعف في بعض المجموعات، بما في ذلك كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والرئة والكبد والكلى والسكري، ولذلك تعتبر هذه الفئات الأكثر تعرضاً للخطر جراء الفيروس”.

ولفت إلى أنه “عندما يصاب الأشخاص الذين انتقل إليهم كورونا، بالسعال والحمى، فإن ذلك يعني وصول العدوى إلى الممرات الهوائية التي توصل الهواء من وإلى الرئتين، وتصيب بطانتها بجرح، مما يسبب الالتهاب، وهذا بدوره يزعج الأعصاب في بطانة مجرى الهواء. وإذا تطوّر الأمر، فإنه الإلتهاب يتجاوز مجرد بطانة مجرى الهواء ويذهب إلى وحدات تبادل الغازات، الموجودة في نهاية الممرات الهوائية. فإذا أصيبت هذه الوحدات بالعدوى، فإنها تستجيب عن طريق صب مادة التهابية في الأكياس الهوائية الموجودة في قاع الرئتين”. وأوضح أن “هذه الأكياس الهوائية إذا أصبحت ملتهبة، فإن ذلك يتسبب في تدفق المواد الالتهابية إلى الرئتين، الامر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الالتهاب الرئوي الحاد”.

وبذلك، فإنّ الرئتين اللتين تمتلئان بمواد التهابية تصبحان غير قادرتين على الحصول على كمية كافية من الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون.

ويعتبر “كورونا” أكثر شدّة من الإنفلونزا الموسمية، لأنه يحتوي على العديد من الطرق لمنع الخلايا من الاتصال بالجهاز المناعي للمساعدة. وعلى سبيل المثال، إحدى الطرق التي تحاول الخلايا من خلالها الاستجابة للعدوى هي عن طريق عمل الإنترفيرون، وهو مجموعة من البروتينات تنتجها الخلايا المضيفة رداً على وجود فيروسات بداخلها. وتنتج الخلايا المصابة بالفيروسات الانترفيرون وهو ما يحفز الخلايا القريبة على تعزيز دفاعاتها المضادة للفيروس. ووفقاً للعلماء، فإنّ “الإنترفيرون لا يتدخل في دخول الفيروس للخلية ولكنه يمنع تكاثر الفيروس داخلها مما يقلل انتشار العدوى الفيروسية من خلية إلى أخرى في الجسم”.

ولذلك، فإن فيروس “كورونا” يحظر هذا الأمر عن طريق مزيج من التمويه، وإزالة علامات البروتين من الخلية، وفي النهاية تدمير أي تعليمات مكافحة للفيروسات تصدرها الخلية قبل استخدامها. ونتيجة لهذا الأمر، يمكن أن يتفاقم COVID-19 لمدة شهر، مما يتسبب في ضرر طفيف كل يوم، في حين أن معظم الناس يعانون من حالة الأنفلونزا في أقل من أسبوع. ومع هذا، فإنه لا يزال هناك الكثير من الألغاز حول هذا الفيروس والفيروسات التاجية بشكل عام، والأمر الذي لا يزال مجهولاً أيضاً هو في كيفية استجابة الفيروس للتغيرات في المواسم.

إيطاليا تجري اختباراً طبياً يمهد للتخلص من فيروس كورونا

قال مستشارون علميون للحكومة الإيطالية، الجمعة، إن اختبارا موثوقا به للأجسام المضادة في الدم لكشف المصابين بفيروس كورونا سيعطي صورة أفضل عن مدى انتشار الوباء في إيطاليا ويمكن تحديده في غضون أيام.

 

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

للمرة الأولى.. إيطاليا تسجل تراجعاً في عدد حالات العناية المشددة