أخبار الآن | أمريكا (بلومبرغ)

كشفت وكالة بلومبرغ الأمريكية عن معلومات تبين أن الصين قدمت أرقاماً مزيفة عن مدى تفشي فيروس كورونا على أراضيها، وذلك استناداً إلى تقرير سري ارسلته المخابرات الأمريكية إلى البيت الأبيض، الأسبوع الماضي.

وقالت الوكالة، إن الأرقام التي قدمتها بكين عن عدد الإصابات بالفيروس منذ تفشيه في شهر سبتمبر العام الماضي، وكذلك عدد الوفيات الناتجة عن هذا الفيروس، جميعها لم تكن صحيحة وتعمدت الصين التلاعب بها.

بلومبرغ استقت معلوماتها من مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، وذلك لأن التقرير سري، كما لم يقدموا للوكالة كامل مضمون التقرير وإنما اكتفوا بالتأكيد على أن بكين قدمت “عمدا” أرقاما مزيفة عن الإصابات والوفيات جراء كورونا.

وقال أحد المسؤولين إن البيت الأبيض تلقى التقرير الأسبوع الماضي.

وبدأ تفشي المرض في مقاطعة “هوبي” الصينية في أواخر عام 2019، لكن الدولة أبلغت علنًا عن نحو 82 ألف حالة فقط و 3300 حالة وفاة، ويقارن هذا بأكثر من 189 ألف حالة إصابة، وأكثر من 4000 وفاة في الولايات المتحدة، التي لديها أكبر تفشي تم الإبلاغ عنه علنًا في العالم.

وامتنع مسؤولون في البيت الأبيض عن التعليق على ذلك التقرير، كما رفضت السفارة الصينية بواشنطن الإجابة عن تساؤلات طرحتها بلومبرغ عليهم.

 

الحزب الشيوعي الصيني يكذب

بعد نشر بلومبرغ لتقريرها، رد السيناتور الجمهوريبن ساس” من “نبراسكا”  في بيان على تقرير الوكالة، وقال فيه: “إن الادعاء بأن الولايات المتحدة لديها وفيات بسبب كورونا أكثر من الصين محض كذب… من دون التعليق على أي معلومات سرية، هذا واضح بشكل مؤلم للغاية، لقد كذب الحزب الشيوعي الصيني، يكذب وسيستمر في الكذب حول كورونا لحماية النظام في ذلك البلد”.

من جانبها، قالت “ديبورا بيركس” اخصائية المناعة في وزارة الخارجية الأمريكية التي تقدم المشورة للبيت الأبيض بشأن ردها على تفشي المرض، إن “التقارير العامة في الصين أثرت على الافتراضات في أماكن أخرى من العالم حول طبيعة الفيروس”.

تقرير للمخابرات الأمريكية يكشف زيف إدعاءات الصين عن أعداد المصابين بكورونا

صورة ملتقطة في الصين – رويترز

الصين.. ما خفي أعظم

نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، قال اليوم الأربعاء على شبكة “سي إن إن” الأمريكية: “الحقيقة هي أنه كان بإمكاننا أن نكون أفضل حالا لو كانت الصين أكثر استعدادا”.

وأضاف: “ما يبدو واضحا الآن هو أن الصين كانت تتعامل مع الفيروس قبل وقت طويل من علم العالم به في كانون الأول / ديسمبر، ربما علمت قبل شهر من ذلك”.

وبينما فرضت الصين في نهاية المطاف حظراً صارماً، كان هناك قدر كبير من التشكيك في الأرقام التي أبلغت عنها بكين.

كما دافعت الحكومة الصينية مرارًا وتكرارًا عن منهجيتها في إحصاء الحالات، مكتفية بالأرقام التي قدمتها مع زيادة طفيفة لـ1500 حالة قالت بكين إنها لأشخاص لم تظهر عليهم الإصابة بأعراضها الجسيمة كما هو معتاد لمن يصابون بكورونا.

بلومبرغ استندت في تقريرها حول زيف أرقام إصابات كورونا في الصين، إلى ظاهرة انتشرت في مقاطعة هوبي بؤرة تفشي كورونا، عبر أكوام لآلاف “الجرار” التي يضعها الصينيون عادة أمام بيوت الجنائز، وهو ما يدل على وجود وفيات بأعداد ضخمة في تلك المقاطعة.

تقرير للمخابرات الأمريكية يكشف زيف إدعاءات الصين عن أعداد المصابين بكورونا

صورة ملتقطة في الصين – رويترز

روسيا وإيران وكوريا الشمالية على لوائح الكذب

وتذكر بلومبرغ في تقريرها، أن الصين ليست الدولة الوحيدة في العالم التي ربما قدمت بيانات مضللة حول كورونا، إذ أكد مسؤولون غربيون أن إيران وروسيا وكوريا الشمالية قدموا بيانات مضللة لأعداد المصابين على أراضيهم، وخاصة بيونغ يانغ التي لم تبلغ حتى ساعة إعداد هذا التقرير عن أي إصابة على أراضيها.

وضمن هذا السياق، حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو علنا الصين والدول الأخرى على أن تكون شفافة بشأن الأرقام التي تقدمها عن أعداد المصابين بكورونا. واتهم الصين مرارًا بالتغطية على حجم المشكلة والبطء كذلك في تبادل المعلومات، خاصة في الأسابيع التي تلت ظهور الفيروس لأول مرة، وحجب عروض المساعدة من الخبراء الأمريكيين.

وكانت عشرات التقارير أكدت أن الحزب الشيوعي الذي يدير دفة القيادة في الصين، تعمد التضليل والكذب حول تفشي كورونا سواء من حيث أعداد المصابين أو وقت تفشي المرض، كل ذلك للتغطية عن سوء إدارته للكارثة.

أقرأ أيضا:

الصين.. ما هي قصة الـ 21 مليون اشتراك بالهواتف المحمولة وعلاقتها بـ”كورونا”