أخبار الآن | دبي – الYمارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)

أعلنت  إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في الثامن والعشرين من مارس/آذار موافقتها على عقار جديد يُدعى "أوكريفوس" "أوكريليزوماب"، وهو العلاج الأول والوحيد الذي يحارب التصلب المتعدد المترقي بشكليه الأولي والناكس.

اقرأ أيضا: قريبا… علاج جديد لمرضى التصلب المتعدد

يمثل "أوكريليزوماب" نقطة تحول في أدوية التصلب المتعدد؛ وهو الأول في فئة الأدوية التي تستهدف خلايا CD20 البائية الموجبة ويعتقد أنها مرتبطة بضرر المايلين  والعصب المحوري. استهدف الأطباء والباحثون في الماضي الخلايا التائية وحدها، الأمر الذي لم يحقق الفاعلية ذاتها.

يُعاني ما يقرب من مليوني شخص حول العالم – منهم 400 ألف في الولايات المتحدة الأمريكية – من التصلب المتعدد، وهو مرض مزمن لا علاج له.

يمتاز مرض التصلب المتعدد بهجمات غير اعتيادية على الجهاز المناعي وخصوصًا على أغماد مايلين الخلايا العصبية في الدماغ والأعصاب البصرية والحبل الشوكي. تدعم أغماد المايلين  الخلايا العصبية وتعزلها. وعند مهاجمتها، تلتهب أغماد المايلين  وتتلف. وتتضمن أعراض تلف أغماد المايلين: الألم وضعف العضلات والإرهاق وصعوبة الرؤية، وقد تسبب الإعاقةَ في مراحل متقدمة كعدم القدرة على المشي.

التصلب المتعدد هو السبب الرئيس في الإعاقات غير الرضحية "الغير ناجمة عن الإصابات الجسدية" لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والأربعين عامًا. ويُعاني المرضى المصابين "بالتصلب المتعدد الناكس الهاجع" – وهو التشخيص المبدئي لـنسبة 85 في المئة من المعانين من التصلب المتعدد – نوبات جديدة او  تفاقم في  الأعراض "انتكاسات" مع فترات شفاء بينها.

يٌشخص أغلب المصابين بالناكس الهاجع لاحقًا بـما يسمى «التصلب المتعدد الثانوي المترقي"  الذي يستمر في التفاقم دون فترات شفاء كما "التصلب المتعدد الأولي المترقي". يُعاني كل مُصابٍ بأي نوع من التصلب المتعدد اعتلالًا في الدماغ والجهاز العصبي حتى إن لم تكن الأعراض ظاهرة. وإن تقليص نشاط المرض وإبطاء تقدمه هما عاملان حاسمان لمعالجة التصلب المتعدد.

أمل من أجل المستقبل

صرَّح ستيفن هاوزر من معهد ويل لعلوم الأعصاب في سان فرانسيسكو التابع لجامعة كاليفورنيا، الذي قاد بحثه لتطوير الدواء لمجلة "ساينتيفيك أميريكان" أن الاستعمال المبكر لأوكريليزوماب من شأنه أن يُتيح للمرضى المُشخصين حديثًا بالتصلب المتعدد الأولي المترقي "أن يتطلعوا إلى حياة كاملة دون إعاقة تذكر." يمنح هذا العلاج خيارًا جديدًا للمصابين بالتصلب المتعدد الناكس الهاجع، بل ويقدم أول علاج معدِّلللمرض للمصابين بالتصلب المتعدد الأولي المترقي.

ويرى هاوزر وفريقه الحقيقة بأن أوكريليزوماب  لا يوفر للمرضى بالتصلب المتعدد الأولي المترقي إلا 25 في المئة من الفائدة من وجهة نظر بحثية ويقترح وجود آلية إمراضية مختلفة للشكل المترقي من المرض؛ أثبت هذا البحث أن للخلايا البائية دورٌ رئيس في التصلب المتعدد، لكن أغلب خلايا الجهاز المناعي التي عُثِر عليها في إصابات التصلب المتعدد كانت تائية، فما علاقة الخلايا البائية بالمرض؟

يعتقد هاوزر أن الخلايا البائية قد تكون "المنظم" لعملية إتلاف الخلايا التائية، ويأخذ في الحسبان أن العديد من العقاقير المستعملة لعلاج التصلب المتعدد تعترض الخلايا البائية حتى أثناء استهدافها للخلايا التائية. وقال هاوزر لساينتيفيك أميريكان: "دفعنا نجاح أوكريليزوماب  إلى إعادة التفكير في الكيفية المحتملة لعمل باقي أدوية التصلب المتعدد. قَدَمُنا عند عتبة الباب، لكننا لم ندخل بعد."
 

اقرأ أيضا: 

التدخين يزيد مرضى التصلب العصبي سوءا

تصر على الركض في الماراثونات رغم اصابتها بمرض التصلب اللويحي